عكست الردود الدولية علي وفاة زعيم كوريا الشمالية كيم جونج إيل, حالة من القلق علي مستقبل شبه الجزيرة الكورية, التي تشهد حالة من التوتر بين الكوريتين. فضلا عن الأزمة المتصاعدة بين كوريا الشمالية والغرب علي خلفية امتلاك الأولي لترسانة نووية, تري فيها واشنطن وحلفاؤها في آسيا تهديدا لاستقرار المنطقة. ففي كوريا الجنوبية دعا الرئيس لي ميونج باك, إلي الهدوء, وطالب مواطنيه بممارسة حياتهم اليومية, وذلك عقب اجتماع طارئ بعد اعلان وفاة كيم جونج إيل. وفي لندن أعرب وزير الخارجية البريطاني وليام هيج عن تشجيعه للقيادة القادمة في كوريا الشمالية علي العمل من أجل السلام والأمن في شرق آسيا. ويستعد عام2011 للرحيل وتبقي آمال وامضة بتحسن العلاقات بين كوريا الجنوبية وجمهورية كوريا الديمقراطية الشعبية, رغم انها آمال ضعيفة. بينما تجنبت شبه الجزيرة الكورية موجة جديدة من التوتر من غير المرجح ان تتحقق اختراقة في العلاقات المتوترة بين الجانبين في المستقبل القريب حسبما يري خبراء. وذكرت وكالة انباء( شينخوا) في تقرير لها ان الخلاف يتواصل بين سول وبيونجيانج حول حادثين حدوديين دمويين وقعا العام المنصرم وأسفرا عن توتر عسكري شديد في شبه الجزيرة الكورية. فتري كوريا الجنوبية أن بيونجيانج وراء غرق بارجتها الحربية( تشيونان) وطالبت مرارا وتكرارا باعتذار من قبل كوريا الديقراطية لقصفها جزيرة يونبيونج الحدودية وعلي الجانب الآخر نفت كوريا الديمقراطية مزاعم تورطها في غرق البارجة الكورية الجنوبية وألقت اللوم علي بيونجيانج في تأجيج الهجوم المدفعي عن طريق اجراء مناورات بالذخيرة الحية مع الولاياتالمتحدة قرب الحدود البحرية الغربية المتنازع عليها. وفي يناير الماضي دعت بيونجيانج الي حوار بين الكوريتين بدون شروط في إشارة واضحة علي حسن النية تجاه سول التي علقت معظم التبادلات مع كوريا الديمقراطية في رد غاضب علي الحادثين اللذين أوديا بحياة50 شخصا من كوريا الجنوبية. وطلبت حكومة كوريا الجنوبية بشكل متكرر من بيونجيانج اتخاذ اجراءات مسئولة وتقديم اعتذار عن الحادثين قبل استئناف الحواراذ تشكك في اشارات حسن النية من قبل كوريا الديمقراطية. وقد دفع رفض سول للمبادرة التي طرحتها بيونجيانج لجنة الدفاع الوطني ذات الثقل في كوريا الديمقراطية والتي كان يقودها الزعيم الراحل كيم جونج ايل بشكل شخصي دفعها الي الاعلان في شهر مايو انها لن تتعامل مطلقا مع رئيس كوريا الجنوبية المحافظ لي ميونج باك الذي تسخر منه وسائل الاعلام في كوريا الديمقراطية لتشدده وغالبا ما تصفه ب الخائن. وذهبت كوريا الديمقراطية في يونيو الماضي الي القول ان كوريا الجنوبية تتوسل من أجل اقامة قمة بين الكوريتين حتي انها عرضت مظروفات تحتوي علي نقود وهي مزاعم رفضتها حكومة الجنوب. وبدأت جولة جديدة من الخلاف الدبلوماسي. وفي هذا السياق قال يوون دوك مين الاستاذ في معهد العلاقات الخارجية والأمن الوطني ان ا لعلاقات بين الكوريتين في النصف الاول من العام الجاري كانت اشبه بجولة من تسلق الجبال علي الرغم من ان الجانبين تمكنا من تفادي الصراعات العسكرية. ومن ناحية اخري قال مراقبون ان كوريا الجنوبية تخلت بعض الشيء عن موقفها المتشدد في النصف الثاني من العام الحالي. وفيما تكثف بعض القوي الاقليمية جهودها الدبلوماسية لانعاش المحادثات المتوقفة منذ فترة طويلة حول البرنامج النووي لكوريا الديمقراطية دخلت كل من سول وبيونجيانج في جولتين من المحادثات النادرة حول نزع السلاح النووي علي مستوي كبار المبعوثين. وعقدت محادثات مشابهة بين كوريا الديمقراطية والولاياتالمتحدة ما عزز التوقعات باستئناف المفاوضات النووية. ولم تتحقق اي اختراقات لكن بعض المسئولين من واشنطن اوضحوا انهم لا يستبعدون اجراء مزيد من هذه المحادثات. كما ساعدت المناقشات المستمرة حول بناء خطوط الانابيب لنقل امدادات الغاز الروسي الي كوريا الجنوبية عبر كوريا الديمقراطية في خلق اجواء تصالحية. وقال الرئيس الحزب الحاكم الكوري الجنوبي السابق هونج جون بيو ان المشروع سيفتح آفاقا جديدا للعلاقات بين الكوريتين. وجاءت نقطة تحول كبيرة اخري في شهر سبتمبر الماضي عندما عينت كوريا الجنوبية سفيرها السابق لدي الصين يووو ايك وزيرا للتوحيد مكلفا بالاشراف علي العلاقات بين الكوريتين. وحل يو محل هيون ان تايك الوزير الذي اشتهر بتعاملاته الحادة مع بيونجيانج. وحتي حزب لي المحافظ الحاكم الحزب الوطني الكبير طالب باستبدال هيون لتخفيف التوتر بين الكوريتين.