اختصر المهندس عدلي القيعي اتحاد كرة القدم في السنوات السبع العجاف الأخيرة في عبارة بليغة قال فيها كل شيء, وشرح فيها مصائب مجلس إدارة أخذ ولم يعط, حكم ولم يعدل, أدار ولم تكن له لمسة.. فهو بحق اتحاد الأزمات والمشكلات ومعها الكثير من الخلافات والفضائح والأعمال المشينة.. اختلف أكثر مما اتفق.. ودمر أكثر مما بني.. وخرب بلا أدني تأنيب من ضمير.. والنتائج تظهر قريبا عندما تجف المياه وتظهر الأرضية جافة يابسة تفوح منها الرائحة العفنة التي تداريها الآن انتصارات زائفة. وبالفعل انحرف اتحاد كرة القدم عن دوره الأساسي الذي انتخبته من أجله الجمعية العمومية, وحرص علي أن ينازع الأندية حقوقها, وأن يشاركها رزقها بدلا من أن يقف موقف المدافع عنها الحريص علي أن يأتي لها بأفضل العروض التي تمكنها من الحياة والصمود في وجه التحديات الكبيرة التي تفرض نفسها دون سابق إنذار! حشر اتحاد الكرة نفسه كشريك أساسي وطرف أصيل في المنازعات, ولم يقف في مركز الحكم الذي يتحري العدل والشفافية ويعتمد الحيادية منهاجا أساسيا له , وهو ما وضع الكثير من أعضائه موضع الشبهات, ولم يبعدهم عن القيل والقال, بل أن منهم من وقع تحت طائلة القانون الذي لابد سيأخذ مجراه عندما تنتهي الثورة من مهامها الأساسية! ولا توجد دولة في العالم ينفرد فيها اتحاد كرة القدم بما ينفرد به اتحاد الكرة عندنا خاصة في مجال البيع والتسويق, وكأن ما يقوم به علي صعيد المنتخبات الوطنية لا يكفيه ولا يملأ عيون أعضائه! لم يكن اتحاد الكرة في يوم من الأيام نصيرا للأندية ولا مدافعا عنها, وإنما كان صارفا لشيكات بالملاليم لزوم تفويت أي شيء في الجمعية العمومية.. شارك رجال الجبلاية الأندية ما يأتيها معتبرين أن ذلك حق من حقوقهم الأصيلة.. فهم اختاروا نظام القسمة لا النزاهة والتطوع وما تحدده اللوائح وما تقره القوانين, فهم يرونها تورتة كبيرة مباحة لكل من يمد يده!