تجربة سينمائية جديدة.. يقوم بها مخرجان سينمائيان.. وهي لم تحدث من قبل في الأفلام المصرية.. لان احداثه تجمع بطلي الفيلم في عا لم صعب التعبير عنه امام كاميرات السينما.. فأحداثه تجمع بين شاب وفتاه من الصم.. والبكم.. وفي هذه الحالة يتطلب.. الامر بذل مجهود كبير لمواجهة الحوار الصامت بين الشاب والفتاة المصابين بالصم.. والبكم.. وضرورة اختيارات في غاية الصعوبة لايصال المعاني الرقيقة الرائعة بين هذين المحبين الي الجمهور.. الفيلم إسمه.. حكاية في مصر وسيقوم بإخراجه مخرجان.. هما المخرج علي بدرخان.. والمخرج اللبناني فادي داغر.. ومن هنا كان من الضروري عرض حكاية سينمائية.. تاريخية حدثت من خلال فيلم إسمه أبناء الصمت وعرض في دورة مهرجان الأوسكار في أحدي دوراته قبل عام2003. لكل ممثل او ممثله.. صوت مميز.. يعرف به ويكمل به مكوناته الفنية وهذه حقيقة معروفة في عالم الفن والتمثيل بالذات.. وصوت الممثل يجب ان يصل الي اذن المشاهد صوتا سليما بلا شوائب.. وكثيرا مايكون هذا العيب سببا من أسباب عدم القبول في المعاهد الفنية وأحيانا مانعا من الدخول في عالم السينما.. والمسرح.. والتليفزيون.. والإذاعة. وإنقلبت هذه النظرية فجأة وبلا مقدمات.. وبجرأة شديدة مذهله ظهرت ممثله بلاصوت.. صماء.. وبكماء.. وحصلت علي جائزة الأوسكار عن دورها في فيلم ابناء الصمتالذي عرض في المسابقة الرسمية بين عديد من الأفلام الناطقة.. ودون ان يسمع لها صوت علي الشاشة.. وأذهلت العالم كله وهي تتسلم جائزة الاوسكار دون.. كلمة ولكن علامات الفرح والمفاجأة والانطلاق. وكل عناصر التعبير الذي تتمتع به ظهرت بوضوح لكل من شاهدها وهي تتسلم الجائزة.. وكأنها قالت ألف كلمة.. وصرخت الف صرخة.. والقت كلمات تاريخيه. مارلي ماتلن.. هذا إسمها.. ذات الحاديه والعشرين ربيعا..صماء.. بكماء.. تحصل لأول مرة في تاريخ السينما.. علي جائزة أوساكار أحسن ممثلة.. إن السينما عالم ساحر.. مليء بالمفاجآت والغرائب.. والتجارب كان من الممكن لمخرج الفيلم ان يستعين بممثله مشهورة لتقدم قصة الحب في هذا الفيلم.. وكان من الممكن ان يوفر علي نفسه كل هذا العناء في إرشاد تلك الفتاة الهادئة الصماء البكماء أمام الكاميرا طوال احداث الفيلم.. وتحفيظها الدور الصامت الذي ستعبر به عن معان عديدة علي الشاشة بوسائل ينقصها الصوت.. وعلي الرغم من المعاناة التي عاشها المخرج.. وعلي الرغم من المجهود غير العادي الذي بذلته الممثلة الصماء المبتدئة مارلي وعلي الرغم من خطورة التجربة.. والمجازفة.. أقدم المخرج علي التجربة.. وفوجئ العالم.. وبممثله.. صماء.. بكماء تتحدث بلغة السينما الصامته.. وتحصل لاول مرة في التاريخ علي جائزة الأوسكار كأفضل ممثلة!! هذه الحكاية.. لايجب ان تمر امامنا بعد ان هدأت حالة الاستغراب والاندهاش.. والإعجاب.. ولكن لابد من الاستفادة من حدوثها.. لابد من خوض التجارب الناجحة.. لابد من كسر القواعد الثابتة التي أصبحت كالآثار نشاهدها ولانعيش فيها.. لابد من الابداع واقتحام عالم السينما الساحر بلاخوف.. ولكن بكل الثقة.. بلا فهلوة.. ولكن بمنتهي الدراسة.. لنقدم للسينما.. فيلما جديدا.. ووجوها.. جديدة.. تحصل علي جوائز عالمية من اي مهرجان عالمي!! هل يستطيع نجما الإخراج.. علي بدرخان.. واللبناني المخرج فادي داغر ان يقدما لنا.. حكاية سينمائية جديدة يسجلها التاريخ معنا علي صفحات السينمائيات.. ياريت!!