حذرت صحيفة واشنطن بوست الامريكية من أن الانتخابات البرلمانية المصرية التي تجري مرحلتها الثانية الاربعاء المقبل كرست قاعدة خطيرة جدا وهي الاعتماد علي الدين كقاعدة أساسية وهدف أساسي للتصويت لصالح أي مرشح وخاصة مرشحي التيارات الاسلامية.وقالت سوزان جاكوبي من تحليل نشرته الصحيفة ان التيار الاسلامي خاصة المتشدد وتقصد التيار السلفي أخذ في الظهور بشكل كبير خلال الجولة الأولي للانتخابات هذا فضلا عن جماعة الاخوان المسلمين الذي يمثلها حزب الحرية والعدالة. حيث حصد الحزب40% من أصوات الناخبين اعتمادا منه في دعايته علي انه يدعم تطبيق الشريعة الاسلامية في بعض جوانب حياة المواطن المصري في حين حصد حزب النور السلفي25% من الاصوات وهو الحزب الذي روج لنفسه بأنه سيطبق الشريعة الاسلامية علي جميع مناحي الحياة في المجتمع المصري,وأوضحت ان ثلثي الناخبين الذين أدلوا بأصواتهم في الجولة الاولي يؤيدون ان يلعب الاسلام دورا أكبر في الحكم فيما ذهب ربع الاصوات إلي تطبيق الاسلام بشكل رجعي علي حد زعمها أما الأحزاب الاخري التي لاتقوم علي أساس ديني فقد خرجت خارج السياق في الجولة الأولي ومن المنتظر ان تلعب دورا اكبر في المناطق الاقل تعليما في الجولتين المقبلتين. وتمضي قائلة ان الطريق ممهد أمام الاخوان لعقد صفقات سواء مع النور او مع الاغلبية التي ستحصد المقاعد الشاغرة في البرلمان وليس من المنتظر ان يتحالفوا مع الاحزاب العلمانية خاصة وان الاخوان متفقون منذ البداية مع التيار السلفي علي بعض الجوانب المتشددة في الدين الاسلامي الذين يرون ضرورة تطبيقه في الحياة السياسية في مصر.وذهبت إلي ان ذلك كله يعد وضعا غير مستحب سواء للولايات المتحدةالامريكية أو إسرائيل وكذلك الحال بالنسبة للسيدات في مصر بل لمعظم الشعب المصري والذي كان يأمل في أن يؤسس ميدان التحرير الذي انطلقت منه الثورة للديمقراطية واحترام حقوق الانسان, خاصة وان التيار السلفي في مصر يريد ان يتم استقاء معايير الحرية من مبادئ الاسلام, وتطبيق حد الرجم علي الزاني والزانية ودللت علي ذلك بما أعلنه عبدالمنعم الشحات الذي وصفته الصحيفة بأنه زعيم التيار السلفي في مصر من أن مبادئ المواطنة والحرية والعدل والمساواة لابد وان تكون مقيدة بالشريعة الاسلامية وتوقعت ان يتم وصف الاخوان في الميديا الغربية ب المعتدلينوتساءلت: هل يكون اعتدال الاخوان المسلمين هو الاعتدال نفسه الذي اتسم به حامد كرزاي حاكم أفغانستان الشهير بأنه حليف للولايات المتحدةالامريكية. والذي يدلل عليه قيامه بالعفو عن سيدة حكم عليها بالسجن12 عاما بتهمة الزنا بعد تعرضها للاغتصاب من احد اقربائها ولكن عليها بالزواج من الرجل الذي اغتصبها وفقا لما يحدده العرف القبلي والشريعة الاسلامية.