تبدو الأيام القليلة المقبلة صعبة- بكل المقاييس- بالنسبة للرئيس أوباما والإدارة الأمريكية من ناحية, ونتانياهو وحكومته اليمينية المتشددة من ناحية أخري, وعلي خلاف ما أعلنته هيلاري كلينتون من أنها قد حصلت علي تعهدات مكتوبة من رئيس الوزراء الإسرائيلي من شأنها أن تضع نهاية للأزمة التي اشتعلت نتيجة التزامن بين زيارة نائب الرئيس الأمريكي لإسرائيل والاعلان عن بناء مستوطنات جديدة بالقدس, رغم ذلك فإن نتانياهو عاد ليكرر نفس السيناريو حينما استقبل عودة جورج ميتشل بتصريح أكد فيه أن البناء في القدس س صحيح أن نتانياهو سيكون أصلا في الولاياتالمتحدة للمشاركة في اجتماعات منظمة إيباك التي تمتلك تأثيرا واسعا لدي الرأي العام لمساندة إسرائيل, إلا أن أجندة الزيارة كانت تخلو من أي لقاءات مع المسئولين الأمريكيين. وحتي إذا حاولت وسائل الاعلام الايحاء بأن الدعوة للقاء أوباما تأتي للتأكيد علي تخطي مرحلة الأزمة فإن مثل هذه الأقاويل لا أساس لها في الواقع, لأن حرص رئيس الوزراء الإسرائيلي علي الادلاء بتصريحاته أمس والرد الفوري من السلطة الفلسطينية التي تري فيها عقبة جديدة أمام استئناف المفاوضات غير المباشرة, كل ذلك يؤكد أن الأزمة باقية وتزداد توهجا وسيجري حسمها في لقاء الثلاثاء المرتقب. كنا قد أشرنا أمس الأول أن نتانياهو سوف يستعرض عضلاته ونفوذ اللوبي المؤيد له داخل الولاياتالمتحدة وهو يدرك المأزق الذي يواجهه سيد البيت الأبيض الذي يخوض معارك داخلية لمواجهة تداعيات الأزمة المالية, بالاضافة إلي اقتراب موعد الانتخابات النيابية, الأمر الذي يعطي الفرصة لأصدقاء إسرائيل لممارسة الضغوط حتي يخفف أوباما من لهجته ومطالبه المحددة في مقدمتها وقف الاستيطان. وعلينا أن نراقب عن كثب التطورات المقبلة ونأمل ألا يرتكب طرف فلسطيني خطيئة تعطي رئيس الوزراء الإسرائيلي المبررات المعتادة لتجاهل استحقاقات السلام. وبوضوح أكثر نرجو من الفلسطينيين الالتزام بضبط النفس خاصة مع سقوط الشهداء, لأن اطلاق الصواريخ أو القيام برد انتقامي سيكون طوق النجاة الذي يستخدمه نتانياهو لتجاوز أزمته الحادة مع أوباما. [email protected]