يوما بعد يوم.. يثبت سمير زاهر رئيس اتحاد الكرة القدم حاليا وعضو الحزب الوطني ومجلس الشوري المنحل سيره علي نفس نهج النظام السابق. ففي اختيارات المنتخب عاد العصر البائد من فرض المجاملات إلي خداع الرأي العام بصرف النظر عن المستوي أو النتيجة التي ستنتهي إليها المباراة. الخطيئة الكبري هي خداع الرأي العام طيلة5 أشهر كاملة من قبل سمير زاهر ومجلسه بأن المنتخب الوطني سيدخل مرحلة تجديد الدماء ومنح الأولوية لمن هم دون الثلاثين عاما عدا لاعب واحد هو أحمد حسن36 عاما قائد المنتخب الوطني الذي جري ضمه للمشاركة في مباراتي سيراليون والنيجر برفقة المنتخب الأوليمبي لمساعدته في الحصول علي لقب عميد لاعبي العالم بعد أن عادل الرقم القياسي المسجل باسم محمد الدعيع حارس مرمي السعودي المعتزل. وخرج سمير زاهر بتصريحات تفيد عدم وجود لاعبين عواجيز ضمن المنتخب وتصعيد جيل الوسط الذي يقترب من العقد الثالث من العمر أمثال عماد متعب وعمرو زكي وحسني عبدربه وأحمد فتحي ومحمد ناجي جدو في حال تألقهم وانظامهم في مباريات فريقهم لأداء أدوار اللاعبين الكبار في المنتخب بما يحملون من خبرات متراكمة وانجازات عديدة حققوها برفقة الفراعنة. وعندما أتي بوب برادلي لتسلم منصب المدير الفني للمنتخب عاد سمير زاهر لتكرار نفس العبارات في حضور المدرب الجديد.. ولكن عندما جاء الاختبار الأول واعلان ملاقاة المنتخب البرازيلي وديا في العاصمة القطرية الدوحة ظهر الوجه الآخر لرئيس اتحاد الكرة واستمراره علي سياسات ونهج النظام البائد. وحفلت القائمة المختارة للمنتخب بما يهدم نظرية تجديد الدماء.. وضمت5 لاعبين تخطوا العقد الثالث من العمر وهم عصام الحضري38 عاما في حراسة المرمي ووائل معة36 عاما قلب الدفاع وأحمد حسن36 عاما وحسام غالي32 عاما في الوسط ومحمد زيدان30 عاما في الهجوم. والاخطر من وجود خمسة لاعبين دفعة واحدة وليس أحمد حسن وحيدا.. وهم تجديد الدماء نفسه, ولم تضم قائمة بوب برادلي سوي لاعب واحد فقط ينضم للمنتخب الوطني لأول مرة في تاريخه وهو أحمد حجازي قلب دفاع الفريق الكروي الأول بالنادي الاسماعيلي والمنتخب الأوليمبي.. فيما ضمت باقي القائمة لاعبين شاركوا مع حسن شحاتة خاصة في كتابة أسوأ عصور الكرة المصرية حينما فقد المنتخب لقبه القاري وودع التصفيات المؤهلة إلي نهائيات كأس الأمم الافريقية المقررة إقامتها في الجابون وغينيا الاستوائية امثال محمد عبدالشافي وابراهيم صلاح. كذلك من كانوا ضمن الهيكل وجلسوا كبدلاء في المباريات أمثال أحمد الشناوي ومحمد ناصف ووليد سليمان وعبدالله السعيد.. كما أعد بوب برادلي إلي المنتخب احمد سعيد أوكا قلب دفاع حرس الحدود بعد غياب دام لنحو عامين عن المنتخب الوطني. ومن الملاحظات المثيرة للجدل في قائمة بوب برادلي هو ضمه اللاعبين ممن شاركه برفقه المنتخب الوطني في منافسات كأس العالم للقارات التي جرت فعالياتها في جنوب أفريقيا بيونيو عام2009 ووقتها شاهد برادلي مباراتين للمنتخب مع البرازيلي وايطاليا ثم التقي الفراعنة حينما كان يتولي تدريب الولاياتالمتحدةالأمريكية وفاز علي المنتخب بثلاثة أهداف مقابل لاشئ في لقائهما الأخير ضمن المجموعة الثانية للدور الأول. ومجموعة العشر هم عصام الحضري ومحمد صبحي في حراسة المرمي والأخير كان وقتها هو الحارس الثالث بعد الحضري وعبدالواحد السيد.. وفي الدفاع ضم برادلي أحمد سعيد اوكا العائد بعد غياب دام لقرابة عامين ووائل جمعة ومحمود فتح الله في خط الدفاع وأبقي علي أحمد المحمدي المحترف في سندرلاند الانجليزي واحمد فتحي في الجانب الايمن.. ووقع الاختيار في الوسط من مجموعة القارات علي أحمد حسن كابتن المنتخب وحسني عبدربه وظهر محمد زيدان في الهجوم. ومن خطايا العقد الثالث ووهم تجديد دماء المنتخب إلي خطيئة أخري لا تغتفر تتمثل في ضم لاعبين لا يشاركون في المباريات برفقة فرقهم وهو ما يهدم مبدأ العدالة التي رددها بوب برادلي تحت اشراف سمير زاهر. ويتصدر عصام الحضري حارس مرمي المريخ السوداني لائحة المجاملات الصارخة في قائمة المنتخب الوطني.. ويعد انضمامه مهما كان تاريخه في الماضي إهدارا لمبدأ العدالة في ظل عدة معطيات ترتبط بانضمامه.. فالحضري38 عاما لم يلعب أي مباريات رسمية منذ أكثر من شهر بعد دخوله في صدام مع ادارة النادي السوداني حول أمور مالية وسفره إلي القاهرة تاركا فريقه في السودان وساعيا لفسخ العقد مثلما فعل مع أندية أخري في العامين الماضيين لم يكمل معها المشوار وآخرها الزمالك في النصف الأول من عمر الموسم الماضي قبل انتقاله مباشرة إلي المريخ السوداني. ويضاف إلي عنصر الغياب عن المباريات تقدم سن عصام الحضري المقرر له الاحتفال بعيد ميلاه التاسع والثلاثين في يناير المقبل.. وهو أمر يتعارض مع ما أعلنه سمير زاهر بصحبة بوب برادلي عن تقديم الاخير للرأي العام عقب تسلمه المهمة خلفا لحسن شحاتة بتجديد دماء المنتخب الوطني.. والمثير أن هناك عنصرا ثالثا لم ينظر له وهو حالة الابتعاد عن المباريات التي قد تطول بالحضري حال رفض ناديه المريخ السوداني رحيله في يناير المقبل وتمتد تلقائيا عندها إلي صيف عام2012 أي مع بدء التصفيات الافريقية المؤهلة إلي نهائيات كأس العام المقبلة في البرازيل وعندها لن يكون الحضري مؤهلا في الاساس للمشاركة مع المنتخب ضمن التشكيل الاساسي. يعد محمد زيدان30 عاما مهاجم فريق بروسيا دورتموند الالماني حالة ثانية صارخة في لعبة المجاملات الفاضحة التي شهدتها قائمة المنتخب لملاقاة البرازيل.. فانضمام زيدان يتزامن مع مرور جولة من عمر الدوري الالماني بالاضافة إلي4 مواجهات خاضها دور تموند في مسابقة دوري الابطال الأوروبي ولم تشهد مشاركة زيدان ل90 دقيقة كاملة بل ان مديره الفني يورجن كلوب بات يعتبره البديل الثالث في مركز المهاجم المتأخر بعد ماريو جوتزه الالماني وشينجي كازجاوا الياباني.. وباتت كل الطرق تشير إلي استمرار حمد زيدان خارج حسابات يورجن كلوب حتي نهاية الموسم حال عدم رحيل اللاعب عن فريقه في يناير المقبل, وما يعاني منه محمد زيدان هو استمرار سيناريو الموسم الماضي الذي شهد غيابه عن الصورة وعدم مشاركته في أكثر من10 مباريات وذلك منذ شفائه التام في أكتوبر2010 من اصابة بالقطع في الرباط الصليبي التي عاني منه ل6 أشهر. وظهرت مجاملات في انتقاء لاعبين لم يظهروا سوي لفترات معدودة مع فرقهم بل منهم من لم يتألق سوي لدقائق معدودة أيضا منذ بدء منافسات الدوري الممتاز ويبدو هنا في القائمة المختارة محمد صبحي حارس مرمي الاسماعيلي العائد من الاصابة التي ابعدته في بداية الموسم. وكذلك محمود فتح الله قلب دفاع الزمالك الذي قدم أسوأ بداية له في تاريخه بالفريق الابيض وتسببت اخطاؤه في اهتزاز شباك الفريق ب5 أهداف في5 مباريات بالدوري بمعدل هدف في كل مباراة.