أما القيمة التي يجدر بنا الالتفات إليها والتمسك بها فيعبر عنها بجلاء ما حدث بالأمس بمؤسسة الأهرام حيث شهدت قاعة نجيب محفوظ بالأهرام حفلا دعا إليه الجبالي لتكريم السباعي. منذ حوالي أسبوعين انتقلت رئاسة مجلس إدارة الأهرام إلي الأستاذ عبد الفتاح الجبالي الخبير الاقتصادي البارز في مركز الدراسات السياسية والإستراتيجية بالأهرام خلفا للأستاذ لبيب السباعي الذي قاد الأهرام في فترة بالغة الحساسية, وهي الفترة التي امتدت لسبعة اشهر في أعقاب ثورة يناير الماضي0 وهو الحدث الذي يحمل أو يعبر عن قيم جاءت الثورة لتؤكد ضرورة الالتزام بها وقيمة أخري يجدر بنا جميعا أن نتمسك بها. فالالتزام بنص القانون كان السبب الرئيسي لمغادرة السباعي لموقعه, حيث بلغ عامه الخامس والستين, ولما كان القانون لا يسمح بتولي من يتعدي هذه السن لأي مناصب إدارية فقد التزم السباعي والقائمون علي إدارة شئون البلاد بالقانون وتم اختيار الجبالي, وهو في بداية الخمسينات من العمر يؤكد الرغبة في إعطاء الفرصة لأجيال أقل سنا من الأجيال السابقة. أما القيمة التي يجدر بنا الالتفات إليها والتمسك بها فيعبر عنها بجلاء ما حدث بالأمس بمؤسسة الأهرام حيث شهدت قاعة نجيب محفوظ بالأهرام حفلا دعا إليه الجبالي لتكريم السباعي0 الحفل علي هذا النحو يحمل رسالة أساسية للعاملين في الأهرام وللمجتمع بصفة عامة مفادها أن عملية نقل السلطة أو المسئولية يجب أن تتم في إطار من الاحترام والتقدير من قبل الخلف لما قدمه السلف والإصرار علي البناء علي ما تم وليس هدمه, فعملية محو تاريخ السابقين والتخلص ممن عملوا معهم باعتبارهم' حرسا قديما' كانت عادة سيئة لا تفارق عملية نقل السلطة في أي مؤسسة مصرية مهما كبرت أو صغرت, وهي عادة يجب التخلص منها تماما في أعقاب ثورة يناير. كما أن هذا التكريم للبيب السباعي يبعث روحا جديدة في عملية التواصل بين الأجيال في إحدي قلاع الصحافة المصرية والعربية, وهي روح أجد أن الأهرام والعديد من المؤسسات في أمس الحاجة إليها الآن فمصر وكافة مؤسساتها في حاجة للبناء ومراكمة ذلك البناء وليس العودة لنقطة الصفر مرة أخري, فالزمن لا يتوقف أو لا ينتظر احدا, بل إن المنافسة المفروضة علي المؤسسات المصرية وعلي مصر كلها كدولة محورية في المنطقة تمثل تحديا حقيقيا لا يتحمل الإبقاء علي عادة نسف كل ما كان للبناء من جديد. إنه حقا عهد جديد يبدأ في الأهرام وكلنا أمل في أن يستمر ويجد تفاعلا إيجابيا من كل الزملاء عساه ينتشر ويكون نموذجا يحتذي من قبل باقي المؤسسات. [email protected]