أيام قليلة وينطلق مولد الانتخابات البرلمانية, تلك الانتخابات التي يضع عليها المصريون آمالا عريضة بوصفها أول انتخابات تحت راية ثورة يناير المجيدة.. وعلي مدار ثلاثة عقود مضت كانت الاصوات تتجه لصالح صندوق واحد إلا قليلا هو صندوق الحزب الوطني المنحل برئاسة الرئيس المخلوع حسني مبارك. وقبل كل انتخابات برلمانية كان الوطني ينبري بمؤتمراته ووعوده بالحرية والرخاء والرفاهية وعلاج الازمات المزمنة كالاسكان والصحة والتعليم الخ.. وبعد أن ينفض المولد لاجديد يحدث أو يذكر. وهكذا بقي المصريون في نفس الدائرة المغلقة احلاما علي الورق وسرابا في الواقع.. وبعد سقوط نظرية الحزب الاوحد.. لم تتسع مساحة الحرية والمشاركة امام الاحزاب والائتلافات العديدة التي افرزتها ثورة يناير بجانب الاحزاب العتيدة الاخري فقط وانما اتسعت معها مساحة الحلم لدي المواطن البسيط في غد اكثر اشراقا وعدلا ورفاهية. تحقيقات الأهرام المسائي التقت عددا من رؤساء الاحزاب ونقلت اليهم طموحات المواطنين وتطلعاتهم وحقهم في العيش الكريم.. فماذا قالوا وماذا قال الشارع؟.. السطور التالية تحمل التفاصيل. حزب الوسط: البعد الاجتماعي أولا كتبت:سارة طعيمة المتابع لبرامج الأحزاب يكتشف سريعا أنها تركز علي البعد السياسي دون البعد الاجتماعي والاقتصادي الذي يهم المواطن المصري ورغم أن بعض الأحزاب ركزت علي البعد الاجتماعي فالسؤال الذي يطرح نفسه كيف يمكن تنفيذ ذلك؟ توجهنا بالسؤال لرئيس حزب الوسط أبوالعلا ماضي الذي قال إنه لايمكن تجاهل البعد الاجتماعي في البرنامج الانتخابي ويسعي برنامج الحزب لتحقيق ركني الحرية والعدالة بتطبيق البعدين السياسي والاجتماعي بنقل السلطة ووضع الدستور وفي الوقت ذاته اهتم برنامج الحزب بوضع نظام اقتصادي عادل لخدمة الطبقات الفقيرة واعادة هيكلة الأجور التي يتطلع اليها الشعب وتوفير فرص عمل للشباب وإصلاح منظومة العلاج والتعليم ليتم توفير الحد الأدني من العلاج والتعليم. وحول إمكان تنفيذ البعد الاجتماعي في البرنامج الانتخابي الخاص بالحزب قال ان البرنامج يتوقف علي مدي تعاون الحكومة بتوفير الامكانات ومن المفترض أن تسعي الأحزاب جميعا لوضع رؤية سياسية لحل المشكلات الاجتماعية وليس الاقتصار علي الجوانب السياسية, مؤكدا أن السياسي الناجح هو من يعمل في خدمة دائرته, كما أن كل دائرة لمرشحي الوسط لديها برنامج انتخابي علي الرغم من وجود برنامج عام للحزب. وأضاف رئيس حزب الوسط أن الحزب كون برنامجه الانتخابي بناء علي استطلاع رأي أجرته إحدي الشركات المتخصصة علي عينة تضم قطاعا مختلفا من المجتمع المصري, كشفت أن أهم المشكلات الرئيسية التي يعاني منها المجتمع, الاقتصاد بنسبة38 الأمن بنسبة92%, ثم التعليم والصحة بنسبة51%, وهي المشكلات التي سيركز عليها الحزب في الفترة المقبلة. المواطنون أكدوا أن الأحزاب يجب أن تركز علي الجانب الاجتماعي وتعطيه الأولوية فيقول محمد ابراهيم موظف ويقطن بمنطقة بولاق الدكرور ان المتوقع من نائب البرلمان القادم أن يقدم خدمات حقيقية في انتظارها الأهالي من توفير خدمات صحية وتعليمية خاصة ان نواب مجلس الشعب السابقين لم يكن يراهم أحد بعد نجاحهم وهو السبب الرئيسي في عزوف المواطنين عن التصويت في الانتخابات. ويري رشاد علي مدرس ويقطن بحي السيدة زينب أن برامج الأحزاب يجب ألا تكون حبرا علي ورق ويجب أن تركز علي اهتمامات الجمهور واحتياجاته من دخول عادلة ومستوي جيد من الصحة والتعليم وفي حال تجاهل الحزب لاهتمامات الجمهور لن يجد من ينتخبه لذلك لابد أن تركز الأحزاب علي اهتمامات المواطنين بجانب الاهتمامات السياسية خاصة وان برلمان الثورة يعلق المواطنون عليه آمالا عريضة في الحصول علي احتياجاتهم من خلال الوصول للمناطق العشوائية والفقيرة بدلا من استغلال حاجتهم وأن تكون البرامج الانتخابية للأحزاب قائمة علي اجراء دراسات حقيقية وواقعية. اما علاء صدقي عامل باحدي الشركات الخاصة فيري أن برامج الأحزاب يجب أن تركز علي تحقيق العدالة الاجتماعية التي افتقدها المصريون طوال سنوات ماضية وبتحديد حد أدني للأجور والاهتمام بمشاكل القطاع الخاص والتركيز علي الخدمات التي يحلم بها المواطنون وألا يكونوا كنواب البراشوت السابقين الذين يختفون فور نجاحهم في الانتخابات. حزب النور:النشء محور اهتمامنا كتب:خالد الشربيني يري الدكتور عماد عبدالغفور رئيس حزب النور السلفي أن من أهم برامج مرشحي الحزب والتي هي من أولويات جميع المرشحين بالفعل هو البعد الاجتماعي والاقتصادي, والاهتمام بالأسر المصرية والطفل الذي لابد أن ينال حقه ويحظي بالرعاية الصحية والاجتماعية والتعليمية, ولابد أن يكون هذا البرنامج حقيقيا ويتم تفعيله وقد انتشرت خلال الفترة الماضية ظواهر عديدة يعاني منها الاطفال كالأمراض الناشئة من الفقر وضعف الحالة المادية للأسرة وعدم استكمال الدراسة واطفال الشوارع والإدمان والتسول كل هذه الأمور لابد أن يتصدي لها مرشح حزب النور السلفي لإظهار نشء قوي قادر علي تحمل المسئولية خلال الفترة القادمة. كما أن هناك عدة أمور سيتم تفعيلها خلال المرحلة المقبلة وهي الحفاظ علي البناء الأسري وتكوين جمعيات أهلية إجتماعية والعمل علي زيادة دخل الاسرة في ظل إقامة مشروعات أسرية سواء كانت للمرأة أو للاطفال تساعدهم علي المعيشة. كذلك مراعاة مشاكل المرأة في المجتمع من تهميش وبطالة وفقر ومرض, مما لاشك فيه أن نجاح مرشح الحزب يتوقف علي مستوي التنمية البشرية في الشباب الذين يمثلون أهم المصادر لرأس المال الاجتماعي. ويستطرد الدكتور عماد قائلا: من أهم الاستثمارات التي ينادي بها الحزب هو استثمار العنصر البشري والذي يعد من أهم وأعظم الموارد الاقتصادية المتاحة في مصر واستغلاله بصورة صحيحة وحل مشكلة الفقر والتخلف الاقتصادي, وبذلك يمكن لمصر أن تكون في مصاف الدول الأكثر تقدما في العالم, والعمل علي توفير الاحتياجات الأساسية كالسكن والعلاج وفرص العمل وخلافه. الحرية والعدالة: 18 مقترحا للنهوض بالدولة كتبت:دعاء متولي وبمواجهة الدكتور أحمد دياب أمين عام حزب الحرية والعدالة قال إن الاطار الخاص بالبرنامج الانتخابي يتكون من قضايا عاجلة ومن ضمنها القضية الاقتصادية والتي لم يتناولها الاعلام بشكل واضح وباستفاضة حيث اقترح18 موردا اضافيا للموازنة العامة للدولة مثل استعادة الاراضي المنهوبة التي استولي عليها رموز النظام السابق بالإضافة الي إعادة تسعير الغاز والتي ستوفر لمصر100 مليار جنيه لان معظم العقود السابقة كانت بمثابة إهدار للمال العام, وتشغيل محطات الكهرباء بالغاز بدلا من المازوت والذي يتم استيراده بأسعار باهظة مما سيوفر مليار جنيه سنويا. وفيما يتعلق بالانتقادات التي وجهت إلي الحزب لعدم تضمن برنامجه لمشروع محدد لاستقلال القضاء فأشار إلي أن هناك آليات محددة منها مجلس القضاء الأعلي والذي يختص بكافة شئون القضاة من تعيين وترقيات ونقل وتأديب بالاضافة إلي إلغاء رئاسة رئيس الجمهورية لمجلس القضاء الأعلي ولو شرفية واستقلال منصب النائب العام باقرار قواعد لانتخابه بمستوي قضائي معين. وأشار إلي أن البرنامج تضمن تطبيق سياسة المنافسة في السوق والمراقبة الصارمة لها لمنع الاحتكار, وفيما يخص الشباب التوسع في برامج التدريب المهني لأن الاقبال دائما يكون علي العمالة الماهرة واصلاح هيكل الأجور بصورة ملحوظة. وإقامة مشروعات قومية لاستيعاب أعداد البطالة فبدأنا بمشروع ازالة الالغام بالساحل الشمالي بمنطقة العلمين مما سيتيح زراعة3 ملايين فدان واستخدام الثروات الطبيعية وتوفير فرص عمل! أما ما أثير من جدل حول تصريح الدكتور عصام العريان بمنع الخمور والمايوهات مما اعتبره البعض قنبلة لضرب السياحة والاستثمارات في مصر, قال دياب إن السائح لايأتي فقط لمجرد شرب الخمر وارتكاب المحرمات وانما للاستمتاع بالسفاري والسياحة التعليمية والثقافية والعلاجية, مضيفا أن اي شيء لايتوافق مع شرع الله ويضر بالمجتمع سنطالب دائما بالقضاء عليه ومنعه وكان من ذلك مطالبة الحزب من خلال البرلمان الفنادق بمنع الخمور وكانت هناك استجابة من بعضهم ونشكرهم عليها, كما ان هناك خطة لحماية المناطق السياحية وتوفير الخدمة للسياح بدءا من استقباله حتي مغادرته وتسهيل الاجراءات الجمركية بالاضافة الي تنشيط السياحة من خلال انشاء الجسر البري بين مصر والسعودية وخليج العقبة. الكرامة:الدولة المدنية.. كلمة السر ويقول المهندس محمد سامي رئيس حزب الكرامة إن الحديث عن برنامج انتخابي يلتزم به المرشح أمام ناخبيه حديث تقليدي وكان يحدث في الانتخابات السابقة في العهد البائد, ولكن بعد ثورة25 يناير تغيرت ثقافة المرشحين والناخبين أيضا لذلك يلتزم مرشح الكرامة ببرنامج يستطيع أن يقدمه لدائرته سواء خدمات اجتماعية أو اقتصادية أو مساعدات فردية ولكي يستطيع مرشح الكرامة تقديم كل مالديه يجب توافر عدة امور من أهمها تحقيق مبدأ الدولة المدنية والمشاركة في صياغة وتشكيل الجمعية التأسيسية للدستور, وحينها يستطيع مرشح الحزب تقديم كل مالديه من خدمات لأبناء دائرته من القضاء علي البطالة والعلاج علي نفقة الدولة هذه الأمور بسيطة ويلتزم بها العضو بمنتهي الشفافية, وكل دائرة علي حسب احتياجاتها فهناك دوائر بها مصانع وتشكو من البطالة فيجب مراعاة ذلك أما مرشح الريف فاحتياجاته غير ذلك تماما فهناك مشاكل الزراعة والسماد وغيرها وكيفية النهضة بالمنتج الزراعي, ومن أهم البرامج التي يسعي لها مرشح الحزب هي العدل الاجتماعي الذي نادت به الثورة منذ بدايتها ونادي به الحزب من خلال نظام اجتماعي جديد ومحاربة الفقر ودعم قطاع الاعمال العام والقطاع التعاوني بالإضافة إلي دور القطاع الخاص.