أيام وتبدأ معركة أول انتخابات برلمانية مصرية بعد ثورة25 يناير وبالتحديد في28 نوفمبر الحالي وبدأ المرشحون في إعلان برامجهم الانتخابية ولم نسمع أو نشاهد أو نقرأ أن أحد المرشحين وضع علي قمة برنامجه الانتخابي التعليم والنهوض به. رغم وجود أكثر من15 معلما تقدموا بأوراق ترشيحهم للانتخابات البرلمانية حسبما اعلنته اللجنة التنسيقية للمعلمين المصريين منهم من يخوضها مستقلا ومنهم علي قوائم الأحزاب, وكنت اتمني أن أسمع شعارا موحدا لهؤلاء المرشحين التعليم هو الحل باعتباره الركيزة الأساسية للنهوض بمصر سياسيا واجتماعيا وأيضا لأنهم المنوط بهم في المقام الأول التعليم المصري لأن المعلم هو عصب العملية التعليمية والعجيب حتي من تحدث منهم عن التعليم في برنامجه كان علي استحياء وتحدث عن الجانب الخدمي للمرشحين من التعليم وليس كهدف استراتيجي لوضع سياسات تعليمية جديدة وقوانين وتشريعات تؤدي إلي تطوير المنظومة التعليمية في مصر إنما تحدث عن إنشاء مدرسة وحل مشاكل المعلمين مع إداراتهم التعليمية دون التحدث عن كيفية تطوير التعليم المصري ويجب أن يعرف المرشحون أن دورهم البرلماني وضع وسن القوانين الجديدة ومناقشة الاستراتيجيات للسياسة المصرية سواء الداخلية أو الخارجية وليس دوره توقيع أو امضاء طلب من وزير التعليم لأحد أبناء دائرته ويجب أن يلتفت الأعضاء الجدد إلي مستقبل مصر وأن يضعوها نصب أعينهم قبل مصالحهم الشخصية التي تدمر أي برلماني وتضعه في مأزق أمام ناخبيه. فلو أردنا أن نبني مصر العصرية المتطورة علينا بالتعليم وأن تكون هناك رؤية واضحة له بسن قوانين جديدة لتطوير المناهج العصرية ورفع أجر المعلم من أجل القضاء علي الدروس الخصوصية وأيضا وضع قوانين لجودة التعليم ومراقبته وللمراكز البحثية العاملة في مجال التعليم خاصة كليات التربية حتي يكون لها تأثير فعلي في المنظومة وكذا تشريعات جديدة لتنظيم التعليم. والحقيقة التي يدركها عدد كبير من المراقبين علي الساحة السياسية والاجتماعية والتعليمية في مصر أن التعليم المصري وصل إلي مرحلة الانهيار ويحتاج إلي ثورة لكي يعود إلي دوره التنويري في مصر التي خرجت مدارسها أكبر العلماء في العالم والتي أثرت أبحاثهم في نهضة العالم. إن الانتخابات البرلمانية المقبلة امتحان الصدق التحول الديمقراطي في مصر والذي يعتبر الأساس فيه هو وعي الشباب بالقيام بدوره سواء من خلال الاقتراع أو التوعية أو تأمين اللجان ومواجهة البلطجية الذين يحاولون تعطيل أول تجربة ديمقراطية مصرية ولن يتحقق لهم ذلك بإذن الله, خاصة أن الشباب هم القوة الضارية في الانتخابات لأنهم يمثلون60% من الشريحة السكانية في مصر ويمثلون العدد الأكبر من ال50 مليون ناخب. واتمني أن تكون الدورة البرلمانية الجديدة ايجابية وفاعلة خاصة في انقاذ التعليم المصري والذي بناء عليه سيتم بناء مصر الحديثة.. وعلينا أن نتذكر أن محمد علي نهض بمصر من خلال التعليم والبعثات العلمية الخارجية. وبعد المعارك التي خاضتها نقابات المعلمين المستقلة ضد وزير التربية والتعليم لرفع الأجور وبعد الطلبات الفئوية كنت آمل في أن تلعب اللجنة التنسيقية العليا للمعلمين والتي انبثقت عقب ثورة25 يناير من مؤتمر روابط المعلمين الذي عقد في25 يناير من مؤتمر روابط المعلمين الذي عقد في25 مايو الماضي علي مستوي الجمهورية لبحث مطالب المعلمين دورا مهما في الانتخابات البرلمانية الجديدة بترشيح عدد أكبر من المعلمين ليكونوا الشعلة المضيئة في المجلس الجديد لإنارة الطريق له لوضع استراتيجيات للتعليم ووضع حلول لمشاكله المزمنة.