يجري ذلك في السعودية, وهذه المرة اسمه الشيخ' يوسف الأحمد', ففي المرة الأولي أفتي الشيخ عبد الرحمن البراك بجواز قتل من يبيح الاختلاط, وقامت الدنيا ولم' تقعد' فوق رأسه فلم يعد تيار واسع من المثقفين والصحفيين ورجال الأعمال والسياسيين في المملكة علي استعداد لترك هؤلاء يقولون مايقولونه دون تعليق, أو انتقاد, أو تقريع, فهناك شعور عام, بأن المتشددين قد تمادوا, وأن مثل تلك الفتاوي لايجب أن يتم السماح لها بأن تقال هكذا, وأن العصر قد تجاوز ذلك, وأن البلد ينبغي أن تتحرك نحو وضع اجتماعي مختلف, فلم يعد جيل الأبناء يفكر, أو يمكنه أن يعيش حياته, بتلك الطريقة. الشيخ الجديد' يوسف الأحمد' وصل بفتواه إلي قمة أخري من قمم شئ يمكن وصفه أيضا مؤقتا بالتشدد, فلديه مشكلة هو الآخر مع الاختلاط, ويبدو أنه يعتبره من أكبر الكبائر, التي تبرر القيام بأي شئ لمنعه, حتي لو كان ذلك هو هدم المسجد الحرام, فهو يريد هدم المسجد وإعادة بنائه بطريقة دائرية, من10 أو30 طابقا, بحيث يراعي فيه الفصل بين الجنسين, حتي لو كان من تحدث عنه الشيخ أناس متدينون أو ملتزمون, يتواجدون في واحدة من أقدس البقع في العالم الإسلامي, لغرض الصلاة أو الزيارة أو العمرة أو الحج, في مساحات مفتوحة, فالرجل يتصور أن الشيطان سيكون هناك أيضا. وبصراحة أنا لا أفهم تلك القصص أحيانا, فهناك رواية لاأعرف مدي دقتها, عن' مطوعين' منعوا بناتا صغارا من الخروج من مدرسة تحترق, حتي لايراهن الناس دون غطاء رأس, أو ربما حتي لايختلطون بمن يحاولون إنقاذهن, وبالنسبة لهن كان الأفضل للبنات أن يمتن حرقا, علي أن يراهم أحد. ومؤقتا أيضا يمكن أن نسمي ذلك' تشددا'. ولاتنتهي مثل تلك القصص, لكن مايلفت الانتباه أيضا هو أن الناس في المملكة لم يعودوا يتورعون عن التعامل معها بما تستحقه, فلم تعد تلك التوجهات تقبل هكذا. المثير أن أحد المعلقين علي الخبر الذي نشر في موقع قناة العربية, اقترح علي الشيخ إصدار فتوي نهائية حاسمة تنهي الموضوع, وهي جواز قتل كل النساء علي وجه الأرض, حتي تنتهي أية احتمالات لحدوث اختلاط, أما بقية المعلقين, فإنهم قد استخدموا أوصاف أقلها' مجنون' وأسوأها' جاهل', وأحدهم سأله السؤال الحرج هو: هل يتصور شيخنا أن من يذهب للمسجد للحرام, يفعل ذلك لكي' يعاكس' ؟, ولا أعرف ماهي إجابة الشيخ, لكن ذلك لايهم, فالمهم أن الناس لم تعد تصمت. [email protected]