ندعو الله سبحانه وتعالي أن يكتب لحجاج بيته الحرام القبول والسلامة, ولكننا نطلب من القائمين والمشرفين علي بعثات الحج المصرية أن يأخذوا في الاعتبار بعض الأمور المهمة التي ينبغي التعامل معها بأقصي درجات اليقظة والانتباه في ضوء ما يلي: أولا: أعلنت ايران وبشكل صريح لأول مرة أن موسم الحج لهذا العام سوف يكون ساخنا وجاء ذلك علي لسان كبار المسئولين في طهران وقد سارعت السلطات السعودية بدورها الي التأكيد لوجود الخطط اللازمة لمنع أي مظاهرات أو كل ما من شأنه تكدير أحوال ضيوف الرحمن وأمنهم, ونحن ندرك بطبيعة الحال أنها ليست المرة الأولي التي تصدر عن طهران مثل هذه التهديدات التي أسفرت قبل سنوات عن مواجهات وخسائر فادحة, الا أن المسألة قد تأخذ منعطفا جديدا وخطيرا بالنظر للتصعيد الراهن في العلاقات السعودية الايرانية علي خلفية الاتهام المعلن من الولاياتالمتحدةالأمريكية حول الكشف عن محاولة ايرانية لاغتيال السفير السعودي بواشنطن وهو ما يزيد الأجواء الملبدة أصلا بين البلدين ويفتح الأبواب أمام المزيد من الاحتقان والمواجهة التي قد تخرج عن السيطرة. ثانيا: إن موسم الحج لهذا العام هو الأول بعد الثورات العربية التي لم تقتصر علي مصر وحدها وانما هناك اليمن وليبيا وتونس وسوريا اضافة الي الأوضاع المضطربة في الكثير من البلدان الأخري, وعلي الرغم من الطبيعة الخاصة للحجاج المصريين الذين يضعون نصب أعينهم أداء الفريضة بكل ما تشترطه من سكينة وهدوء بعيدا عن الجدال, فإن الحشود البشرية لا تفرق بين المسلمين أيا كانت ألوانهم أو جنسياتهم, وبالتالي تزداد المخاطر التي تحيط بالجميع. ثالثا: علينا الاقرار بأن هناك تغييرات حقيقية باتت واضحة في الشخصية المصرية الرافضة لأي مظاهر سلبية وما قد يصاحبها من اهمال وتقصير كان يمكن التغاضي عنهما في السنوات الماضية, وليس بالضرورة أن يأتي هذا الاهمال أو التقصير متعمدا بل نستطيع الثقة في الحرص علي توفير سبل الراحة الممكنة, والتجارب السابقة تظهر أن النيات الحسنة لا تكفي وحدها, وعلينا الاستفادة من الدروس والتجارب السابقة والتي كان آخرها ما حدث في عودة المعتمرين قبل شهرين. ولسنا في حاجة إلي مزيد من الشرح والتوضيح! [email protected]