وصفت صحيفة أمريكية الاتفاق بين إسرائيل وحماس علي تبادل الأسري بينهما بأنه اختراق دبلوماسي يمنح الطرفين ومعهما مصر حافزا هم في أمس الحاجة إليه لما يعانونه في الآونة الأخيرة في ظل المتغيرات الإقليمية الناجمة عما يسمي الربيع العربي. وقالت صحيفة كريستيان ساينس مونيتور إن شعبية رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نيتانياهو ستتعزز علي الأرجح بعد نجاحه في الإفراج عن الجندي جلعاد شاليط الذي أصبح شخصية قومية منذ اختطافه في قطاع غزة في يونيو2006 ويري محللون أن نيتانياهو بتعاونه في إبرام صفقة الأسري بدا حريصا أيضا علي تعزيز العلاقات مع القاهرة بعد أن شابها الفتور عقب القصف الذي شنته طائرات إسرائيلية علي الحدود مع مصر في أغسطس الماضي, واقتحام الجماهير المصرية سفارة إسرائيل بالقاهرة. ويقول أستاذ العلوم السياسية بجامعة بار إيلان جيرالد ستاينبروج: إن إسرائيل أرادت بذلك أن تدعم المجلس العسكري الحاكم في مصر كقوة موازنة لتركيا الساعية ليكون لها شأن في المنطقة. ويضيف في هذا الصدد قائلا: إن الهدف هو المساعدة في استقرار القاهرة ليتسني لها الاضطلاع بدور بناء في المنطقة, وللإيحاء لدول أخري بأن مصر مازالت قوة إقليمية حتي بعد ثورتها الشعبية. أما حماس حسب رأي الصحيفة فقد ظلت تعاني في الآونة الأخيرة جراء الانتفاضة الشعبية في سوريا ضد راعيها الاستراتيجي والسياسي الرئيس بشار الأسد. ومضت الصحيفة إلي القول بأن الإفراج عن المئات ممن وصفتهم بالمقاتلين المدانين, من شأنه أن يضفي علي الحركة التي تسيطر علي غزة جاها واعتبارا جديدين لدي الفلسطينيين في مواجهة خصمها حكومة الرئيس محمود عباس المدعومة من الغرب.