في الأسبوع الماضي كتبت عن الخمسة الموسيقيين الذين كانوا يناقشون أحوالهم في العمل وأسباب الهبوط الذي وصل في بعض الأحيان إلي الانحطاط الفني وقلة العمل بل وقلة... في الكلمة واللحن والأداء وفجأة سيطرت عليهم وعلي نقاشهم الحالة السياسية التي تمر بها البلاد وبدلا من المناقشة في أحوال الموسيقي والموسيقيين أصبحنا نناقش السياسة والسياسيين ومن باب الفكاهة اقترحت تسمية نقابة الموسيقيين بالاسم الجديد نقابة السياسيين ولقي هذا الاقتراح ترحيبا من الزملاء لأننا أصبحنا الآن بلا عمل فمرحبا بالعمل السياسي. وبما أن النقابة تحمل زمام الموسيقي في مصر فهي ستعمل بالعبارة والقول المشهور( أعطني زمام الموسيقي وأنا أعطيه شعبا سليما حكيما) وهذا يقع علي عاتق الخمسة الكبار في النقابة والذين تولوا أمور النقابة في ظروف صعبة ماديا وسياسيا واجتماعيا ونسأل الله أن يكون في عونهم. والخمسة الكبار مشغولون في إصلاح الموقف المالي للنقابة وهذا يتطلب أن تكون هناك أعمال موسيقية. وكثير من أبواب العمل مغلقة ومتوقفة عن العمل وهذا الأمر مرتبط بالسياحة ومنذ يناير حتي تاريخه, أي منذ أكثر من ثمانية أشهر, لم يقم أي حفل وهذه الحفلات الصيفية كانت موردا مهما ومفيدا لصندوق النقابة ولانعاش الحركة الفنية وتشغيل الموسيقيين والكورال وكثير من الملاهي الليلية مغلقة وقاعات الفنادق خاوية وكان كل فندق عنده ملهي ليلي يعمل فيه موسيقيون شرقيون وغربيون وحتي الافراح أصبحت تستخدم ال( دي جي) والإذاعة والتليفزيون يتعاملان ويعيشان علي التسجيلات السابقة والتي تمت في عصر النهضة الموسيقية والتي اختفت في ثورة يناير ولم يظهر أي عمل يستحق الاشادة به وهذه ليست شكوي ولكنها صورة لما يعانيه مجلس النقابة ويحاول علاجه لأنه يتحمل عبء توفير الاعانات والمعاشات والعلاج وهذا يتطلب مبالغ كبيرة شهريا( نحو مليون أو أكثر شهريا). وهنا تظهر نقابة السياسيين ويتحمل مجلس النقابة سياسة العمل للخروج من هذا الموقف والمجلس الجديد وقيادته قادران باذن الله علي تخطي هذه المحنة باستمرار وجود الخمسة الكبار والاشراف علي التحصيل وتسهيل عمل الموسيقيين العاملين بالنقابة وعلي الأعضاء مراعاة أحوال النقابة وخصوصا أن كثيرا من الأعضاء لا يسددون الاشتراكات والرسم النسبي وهذا يعرضهم لرفع أسمائهم من جدول النقابة. ولن أتجاوز حدودي واكتب كثيرا في الشأن النقابي لأن هناك الكثير ولكن انتقل لما كتبت فيه كثيرا وكتب غيري من النقاد والمهتمين بشأن الموسيقي والغناء وهو الأغنية سواء كانت عاطفية أو وطنية أو شعبية أو أغنية موقف أو مناسبة, هذا كله كان متوافرا في وقت من الأوقات والذي سمي بالزمن الجميل ونتمني أن يعود بروح هذا العصر الجديد لأن الغناء كانت له معالم واضحة وكان وراءه مخلصون في جهاز الإذاعة وأصبح الان غناؤنا بلا هوية بعد أن كانت كل أغنية مصرية تعتبر قنبلة فنية أو بندقية تدوي ويسمع صوتها في كل مكان من الأمة العربية. وأعود إلي رقم خمسة والخمسة الكبار هنا وزارة الثقافة ووزارة الإعلام والإذاعة والتليفزيون وصوت القاهرة وهذه الأجهزة مسئولة عن الارتفاع بالفن وخصوصا الموسيقي والغناء وحتي نخرج من ديكتاتورية أصحاب الشركات ورأس المال والتي تنتج نوعية معينة تحقق لهم أغراضهم في الربح وليس لهم علاقة بالأخلاقيات أو القيم الإجتماعية لأنهم يملكون المال( الفلوس) ويستطيعون إفساد القيم والمشكلة أنهم بنفس المال لا يستطيعون شراء القيم. والمطلوب الحماية وكفانا الله القتال. والله ولي التوفيق