مازال مسلسل الحوادث الطرق علي الطريق الزراعي في عرض مستمر هذا الطريق الذي يعد الشريان الرئيس للطرق في مصر يشهد يوميا العديد من الحوادث والوفيات بسبب مرور عربات النقل الثقيل علي الطريق السريع الضيق حتي صارت شبحا يطارد السائقين في ظل السرعة الجنونية, وظلت عيوب الطريق من تعاريج ومطبات صناعية عائقا امام وصول ملايين المواطنين إلي ديارهم آمنين. في البداية يقول أحمد عرابي سائق( ميني باص) علي خط شبين القناطر إن إدارة المرور قامت بعمل خمسة مطبات جديدة علي الطريق السريع بالقرب من محطة البنزين دون أن تضع علامة أو لافتة تنذر السائقين بذلك مما يشكل خطرا حقيقيا بخلاف انها تسبب تلفا للمحركات والكاوتش لافتا إلي ان يوم الخميس يغلق الطريق الصحراوي امام النقل الثقيل فيضطرون إلي سلوك الطريق الزراعي. ويشير أحمد عبدالحميد سائق ميكروباص إلي ان أزمة الوقود في محطات البنزين علي الطريق السريع ينتج عنها تكدس للمركبات مما يشل حركة المرور تماما خاصة في محطة البنزين في أول كوبري قليوب, واما عن المطبات الصناعية الخمسة الجديدة يقول انها لا داعي لها لان هناك مطبات بالقرب من منطقة المحطة وهي كفيلة بتنظيم حركة المرور. ويؤكد اسامة نور عبدالله سائق ميكروباص علي خط بنهاأن الطريق مزدحم ومتوقف باستمرار وهيئة الطرق والكباري قامت برصف جزء من الطريق السريع وتركت الباقي رغم تكسره هذا بخلاف المطبات التي أقامها الاهالي بعد الثورة والتي لا تخضع لاية مواصفات قياسية, ويضيف ان هناك حوادث كثيرة تنحصر عند مدخل مركز طوخ امام عزبة ابو حجر بسبب التقاطعات المتعددة وعدم وجود رجل مرور ينظم السير بالشارع وعند وقوع حادث يقوم الاهالي بقطع الطريق. ويضيف اشرف لطفي سائق علي خط أجهور الكبري أن حركة المرور بالطريق تصاب بالشلل التام بسبب سير عربيات الكارو والماشية وعندما يعترض احد يكون جزاؤه الضرب من قبل الاهالي وتكسير سيارته كما حدث في منطقة الشرقاوية منذ ايام بالاضافة إلي وجود اربعة مطبات علي الطريق( رايح جاي), إلي جانب وجود بلطجية يتعاطون المخدرات ويقومون بجمع الكارتة من السائقين رغم عدم تبعيتهم للمحافظة في منطقة المؤسسة تحت كوبري الدائري ومنطقة ميت نما. ويقول دكتور محمد رشاد استاذ هندسة الطرق بجامعة القاهرة ان المشكلة تكمن في ان الطريق يمثل اعلي حجم حركة في طرق مصر لانه طريق حيوي بسبب وجود طرق رئيسية عديدة تخدم جميع المحافظات مما يسبب تكدس المرور ومنذ عشر سنوات نطالب بتوسعته لكي يستوعب عربات النقل الثقيل أو اقامة كوبري علوي مثل كوبري6 اكتوبر لحل المشكلة, وهناك دراسات تم عملها في هذا الشأن ولكن لم يتم تنفيذها بسبب عدم وجود تمويل علي الرغم من ان الكوبري ستكون تكلفته أقل من المسار البديل في الاراضي الزراعية ويستغرق وقتا اقل كما ان امتداد ساعات الذهاب والعودة علي الطريق في ظل ازدحامه يشكل عبئا علي الدولة لانه يستهلك وقودا اكثر بخلاف اضرار التلوث الناتج. ويؤكد اللواء بهاء الدين حسن مدير المباحث العامة للمرور ان المظاهرات التي نظمها الاهالي نتيجة كثرة الحوادث علي هذا الطريق دفعت بالادارة إلي عمل المطبات الصناعية الجديدة لتلبية مطالبهم مشيرا إلي أن التطوير لم يصل إلي الطريق الزراعي بعد كما ان فكرة توسعة الطريق باتخاذ مسار بديل علي الطرق الزراعية سيحدث المشاكل مع الاهالي خاصة وأنها مناطق سكنية مما يحتاج إلي قرار سياسي لتنفيذه وان عمل كوبري علوي سيحتاج إلي تكلفة عالية تتحملها الدولة في الوقت الذي نعاني فيه من قلة الموارد لافتا إلي وجود وصلة بين طنطا ودمنهور كطريق بديل, وعن التكسيرات الموجودة بالطريق والتي يشتكي منها السائقون يقول إنها ناتجة عن تآكل الطريق خلال التوسعات التي تم تنفيذها علي طريق اسكندرية الصحراوي.