المشكلات الاقتصادية والبطالة كانت قاسما مشتركا في حديث كل النوبيين الذين أكدوا أن حل مشكلات النوبة تبدأ من احتواء الدولة لهم. وتوفير حياة كريمة من خلال مساعدتهم في العمل بجوار أسرهم بدلا من الغربة بحثا عن لقمة العيش بعيدا, مطالبين بالاهتمام بالتنمية في أسوان خاصة حول بحيرة السد العالي وبجانب التجمعات السكنية المقامة لهم حيث كان رفض وادي كركر بسبب بعده عن النيل أو الزراعة, والمشكلة الكبري أن الدولة خلال السنوات الماضية كانت تنفذ سياسات لالتصالح مع النوبة ولكن النوبيين يرون أنها كانت ضدهم وتسهم في شتاتهم. يقول عمر صلاح الدين إمام(24 عاما) من قرية أبهور: كنا سنفرح بكركر إذا كانت قد أقيمت قريبا من نهر النيل حتي يمكننا الحياة بسهولة لنبدأ صفحة جديدة مع مصر بعيدا عن عذاب البحث عن عمل بجانب الأهل. ويضيف سامح عثمان الأراضي هناك علي بعد15 كيلو مترا ولا يوجد مشروع استثماري قريب أو نشاط اقتصادي يمكنه أن يقيم مجتمعا جيدا مشيرا إلي أن من وافق علي كركر هم رجال الحزب الوطني المنحل ليكون ضمن الدعاية الانتخابية لجمال مبارك عندما يأتي ويسلم النوبيين البيوت فيظهر كما لو كان هو من حل المشكلة النوبية. ويشير عثمان إلي أنه لم يجرؤ أحد وقتها علي الاعتراض رغم الرفض حيث قبضة الأمن كانت شديدة علي كل من كان يحاول الإعتراض. نصر الدين محمود حسين يقول رغم تضحيات أهالي النوبة إلا أنهم الأكثر معاناة والأشد فقرا وهو ما يجعل هناك شعورا بالظلم في الوقت الذي يري فيه الشباب النوبي بلاده وهي بلاد الكنوز يستفيد منها غيرهم. مصطفي محمد: طالب باعتذار أسماه الاعتذار التعويضي من الدولة للنوبيين الذين تعتبر تهجيراتهم في الأدبيات العالمية تهجيرا اقتصاديا يجعلهم شركاء في المشروع الذين ضحوا من أجله. ويلفت عبدالله مبارك مدير مدرسة ثانوي مقيم في أسوان النظر إلي فوبيا شراء الأراضي حول بحيرة السد العالي. والنوبة من قبل عدد من رجال الأعمال الذين تقام لهم مزادات البيع بأسعار لايقدر عليها الكثير من أبناء النوبة حيث يقومون بعد ذلك ببيعها بأضعاف أسعارها لتكون تجارة الأراضي في أسوان واحدة من أسباب القلق حيث وصل سعر متر الأرض علي طريق الخزان إلي9 آلاف جنيه وعلي كورنيش النيل تجاوز ذلك بكثير. ويضيف مبارك عندما تذمر أهالي أسوان من ذلك لجأ هؤلاء المستثمرون إلي وسيلة إخفاء أنفسهم ببدلاء يستخدمون أسماءهم في الشراء في المزادات. ويشير ناصر محمد خير إلي أنه علي الرغم من قرار الرئيس الراحل أنور السادات بتسكين أهالي النوبة منطقة أبو سمبل السياحية لتكون بديلا عن النوبة القديمة إلا أنه لم يتم تنفيذ ذلك ليجد النوبيون أرضهم طول الوقت تحت يد غيرهم يستثمرونها ويستفيدون من ورائها مؤكدا أن هناك24 مستثمرا منذ1980 حتي الآن هم محتكرو أبو سمبل السياحية الذين حصلوا علي أراض كثيرة وأقاموا مشروعات بعيدة عن أنشطة المكان الرئيسية ممثل الصيد والاستزراع السمكي وغيره. وأضاف خير أنه ضمن فساد المستثمرين أيضا عدم الاعتداد باعتبار منسوب النهر بعد186 في بحيرة السد العالي محمية طبيعة حسب القانون فقاموا بالزراعة وبناء الوحدات السكنية دون رادع لهم مشيرا إلي أن مصر بعد ثورة25 يناير التي استردت كل أراضي الفساد عليها فتح ملف أراضي أسوان وبحيرة السد العالي واسترداد الأراضي والمشروعات التي تمت بعقود فاسدة مع محاكمة المسئولين عن ذلك. ويشير عبدالله محمد إلي أن تجاهل النوبيين ومطالبهم مستمر حتي الآن بعدم إقالة اللواء مصطفي السيد محافظة أسوان الذي تمت المطالبة بتغييره مرارا ورغم ذلك يفاجأ الجميع ببقائه في أكثر من حركة محافظين ولا يعلم أحد سبب ذلك. ومن سعد زايد حتي مصطفي السيد كانت قائمة محافظي أسوان الذين تذكرهم النوبيون ليتبوأ قدري عثمان الذي تولي منصب محافظ أسوان في بداية الثمانينيات المركز الأول في تبني قضايا أسوان والنوبة وحل مشكلاتها رغم تحفظ العديد منهم علي ما تردد من أنه قام بسب أحد النوبيين ووصفه بالبربري.