يتفوق الإعلام المؤيد لإسرائيل في التعتيم علي حالة الذعر التي تنتاب حكومة نتانياهو هذه الأيام, والسبب ليس أبدا في الطلب الذي تقدم به أبومازن للجمعية العامة للأمم المتحدة وإنما من الشعب الفلسطيني نفسه. خاصة بعد الإشارات المؤكدة علي أن الهدوء الحالي هو الذي يسبق العاصفة بكل ما تعنيه من تداعيات مخيفة سوف يكون نتانياهو أول من يدفع ثمنها. هذه الحقيقة كانت وراء النبرة العالية والواثقة للرئيس الفلسطيني, لأنه يدرك أن شعبه لن يهدأ بعد اليوم إلا بالحصول علي حقوقه التاريخية كاملة وغير منقوصة.. الإعلام الأمريكي والأوروبي الموالي لإسرائيل لم يركز في تغطية الأيام الماضية علي ردود الفعل في الشارع الإسرائيلي نفسه, حينما سارعت زعيمة المعارضة ليفني إلي القول إن التصفيق لخطاب أبومازن جاء تعبيرا عن عزلة إسرائيل, كما أن وسائل الإعلام تجاهلت المظاهرات التي قام بها عدد كبير من الإسرائيليين للمطالبة بالاعتراف بالدولة الفلسطينية. الذي يجري تحديدا في الأراضي المحتلة يقودنا إلي إشارات بالغة الأهمية يفهمها العقلاء في إسرائيل, وهي الإشارات التي تؤكد حدوث زلزال سياسي إذا استخدمت الولاياتالمتحدة حق الفيتو لوقف قرار مجلس الأمن حول الاعتراف بالدولة الفلسطينية وعندها ستجد قوات الاحتلال نفسها في مواجهة الملايين الغاضبة في مختلف المدن المحتلة. من السهل علي نتانياهو وغيره أن يتعامل مع أبومازن والسلطة, ومن السهل أيضا تشويه أي عمل للمقاومة من حماس وغيرها وتسويقه في الخارج علي أنه عمل إرهابي, كما اعتادت إسرائيل دائما. ولكن من المستحيل مواجهة الملايين من البشر إذا قرروا الخروج علي غرار الثورات العربية للحصول علي الدولة والحرية والكرامة, ولن ينسوا توجيه رسالة لواشنطن المنحازة بأن الطريق إلي العرب يبدأ بفلسطين, وأن علي الإدارة الأمريكية مراجعة حساباتها قبل فوات الأوان. muradezzelarab@hotmailcom