قالت أمل رمسيس, مخرجة فيلم ممنوع التسجيلي والحاصل علي جائزة الصقر الذهبي لأفضل فيلم في مهرجان روتردام للفيلم العربي في دورته الحادية عشرة, إنها كانت تعتقد أن فيلمها أصبح جزءا من التاريخ ويرصد أحداثا أصبحت قديمة بعد قيام الثورة وفتح مجال للحريات بصورة أكبر, إلا أن الأيام القليلة الماضية أثبتت خلاف ذلك. وأضافت أن الفيلم يتحدث عن قانون الطوارئ, الذي لم نتخلص منه ولو ليوم واحد فقط منذ قيام الثورة, ومازال يستخدم كسلاح تهديد لإرهاب الناس في مصر بإعلان أنه تم تفعيله كما حدث أخيرا رغم أنه يجري استخدامه بالفعل, بدليل المحاكمات العسكرية للمدنيين فهي جزء من قانون الطوارئ, بل إن الأمر أصبح أسوأ ولم يقتصر علي قانون الطوارئ فقط وفوجئنا بحزمة قوانين جديدة بها تقييد أكبر للحريات. وأشارت إلي أن الفيلم يناقش كل قضايا الحريات وما هو ممنوع عمله أو حتي التفكير فيه, وهي قضايا مازلنا نعاني منها حتي الآن ولم يتغير منها أي شيء بعد الثورة كما كنا نعتقد وهو مايجعلها تعيد النظر في الجملة التي قامت بإضافتها في نهاية الفيلم بأن الشعب أسقط النظام, فإذا كان من الممكن لها تغييرها ستكتب المعركة مستمرة لأنه من الواضح أن مرحلة التغيير مازالت مستمرة, وستستمر لفترة أطول, لأن النظام لم يسقط بعد. وكشفت أمل عن ان إدارة المهرجان أخطأت في اسم الفيلم وتم الإعلان عنه باسم محرم بعد أن قامت بترجمته من الانجليزيةForbidden في حين أن استمارة الاشتراك في المهرجان تضمنت الاسم الأصلي للفيلم ممنوع مكتوبا باللغة العربية وبالأحرف الإنجليزية, وهو المتعارف عليه في كل المهرجانات مضيفة أنه من الغريب أن يحدث هذا الخطأ في المهرجان العربي الوحيد الذي يشارك فيه الفيلم. وأعربت أمل رمسيس عن تخوفها من عدم حصول الفيلم علي تصريح للعرض العام, منوهة إلي أنه عرض لأول مرة في القاهرة بمهرجان سينما المرأة العربية اللاتينية بمركز الإبداع في دار الأوبرا المصرية, ثم عرض في نادي السينما بجمعية النقاد, ورغم أنه حصل وقتها علي تصريح من الرقابة بالعرض العام مرة واحدة فقط, إلا أن هذا التصريح كان في وقت ثوري بعد انتهاء أيام الثورة ال18 مباشرة, وكان من الصعب رفضه وقتها, علي حد قولها. يذكر أن فيلم ممنوع إنتاج مستقل يتناول في مدة لا تتعدي67 دقيقة مجموعة من القضايا في الشارع المصري, حيث قامت المخرجة بالتصوير في شوارع القاهرة ورصد الحالة العامة في ظل الممنوعات التي شهدها المجتمع قبل ثورة25 يناير, ومنها منع التصوير في الشارع, مما جعلها تتخفي عن أعين الشرطة وتهرب إلي منازل الأصدقاء. ورغم أن تصوير الفيلم انتهي قبل الثورة بثلاثة أشهر, إلا أن آخر يوم للمونتاج تزامن مع قيام ثورة25 يناير وهو مادعا أمل رمسيس إلي إضافة بعض الجمل والصور في نهاية الفيلم في إشارة إلي أن الحالة التي رصدها الفيلم أدت الي قيام هذه الثورة وإسقاط النظام.