أكد الرئيس التركي عبد الله جول إنه لاخيار أمام ثورة مصر إلا النجاح نظرا للدور المهم والمكانة الكبيرة التي تحظي بها مصر إقليميا ودوليا نافيا دعم تركيا لأي فئة في هذه المرحلة الانتقالية والوصول إلي نظام ديمقراطي لأن التطورات التي تحدث في مصر حاليا مهمة للغاية.. ونجاح النظام الجديد في مصر ليس مهما لمصر وحدها بل للمنطقة العربية والإسلامية بأسرها. وأضاف جول خلال اللقاء الذي عقده مع وفد من الصحفيين المصريين مساء أمس ان هذا التغيير يجب ان يتم بشكل هادئ ومنطقي بعيدا عن الانفعال مؤكدا الدعم التركي الكامل بكل ما اوتيت به تركيا من قوة لهذا التغيير والتوجه الحضاري في مصر.. مشيرا إلي ان مصر حققت ثورة كبيرة ووقفت وقفة رجل واحد ووصف ماحدث بها بأنه مختلف كثيرا عما تجري في دول أخري بالمنطقة خاصة وإنه لم يتم الاجهاز علي مؤسسات الدولة بشكل كامل مؤكدا أن الكثيرين سيساعدون شعب مصر علي الوصول إلي تحقيق اهدافه العليا. وقال الرئيس التركي انه كان حريصا في أثناء زيارته لمصر علي الالتقاء بجميع اطياف الشعب المصري وأضاف: أكدت لهم أن الهدم سهل ولكن البناء صعب وان عليهم العمل علي النظر للمستقبل بدلا من ان يبقوا اسري للماضي. وردا علي سؤال عما إذا كان لقاؤه بمرشد الإخوان المسلمين يعكس دعم تركيا للإخوان المسلمين أشار جول إلي أنه اجتمع بكل السياسيين بشكل عام وليس المرشد العام فقط حيث أكد لهم أنهم انتقلوا من الجهاد الصغير إلي الجهاد الأكبر. وأكد أن تركيا لاتقف مع فئة ضد أخري بل تدعم المجتمع المصري كله.. وأنه تبادل الآراء مع الجميع ولم يكن هناك اجتماع منفرد أو بشكل سري. من ناحية أخري, قال جول ان الفترة الماضية عقب الثورة شهدت تبادلا للزيارات بين الجانبين حيث كنت أول رئيس جمهورية يزور مصر كما أن وزير الخارجية المصري قد قام بأول زيارة خارجية له إلي تركيا بعد توليه منصبه وكذلك وزيرا التجارة والصناعة. وقال ان رئيس الوزراء طيب أردوغان سيزور مصر قريبا وهي كلها مؤشرات علي التعاون والتشاور المستمر بين البلدين. وحول اشتراك كل من مصر وتركيا في فكرة أعداد دستور جديد يتلائم مع المرحلة المقبلة ومغزي ذلك من حيث التوقيت قال جول إننا بدأنا النظام الديمقراطي منذ عام1946 وكان لدينا دستور يضمن علمانية وديمقراطية الدولة ولكننا رأينا أن هذا الدستور اصبح ضيقا الآن وليس علي مقاسنا, ويجب ان يتم سن دستور جديد يضمن جميع الحريات مشيرا إلي أن في مصر سيكون هناك دستور جديدة أيضا وبمعايير حرة لأول مرة ونحن نعلم أن مصر لديها علماء وحقوقيون ودستوريون مصريون يمكن ان يسهموا في هذا المجال.. وبطبيعة الحال فإن مصر ستستفيد من التجارب والدستاتير الأخري ونأمل ان يكون الدستور الجديد متواكبا مع تطلعات الشعب المصري. وسيكون هذا الدستور مصريا خالصا فالمصريون لديهم خبرات كبيرة ولايحتاجون للجوء إلي منظمات إقليمية ودولية لأعداد الدستور. وحول تفعيل اتفاقية لرفع تأشيرات الدخول بين البلدين وتدعيم اتفاق التعاون الاستراتيجي أشار إلي أن ذلك سيتم بحثه في أثناء زيارة إردوغان لمصر. وقال إن تركيا جاهزة لتفعيل مثل هذه الاتفاقات بشكل كامل.