أولا كل عام وأنتم بخير بمناسبة عيد الفطر المبارك وأتمني أن يعود علي المصريين وجميع المسلمين بعد صيام شهر رمضان المبارك إلي أعمالهم ومضاعفة ساعات العمل والإنتاج بالخير وموضوع اليوم جاء في لقاء علي سحور رمضاني مع صديق وزميل عرفته كمطرب وملحن منذ أكثر من خمسين عاما تعاملت معه كمطرب سنة1956 ثم بدايته كملحن سنة1958 إنه الملحن حلمي بكر صاحب المعارك الفنية والبعبع الموجود في لجان الاستماع وإختبار المطربين والمطربات وحتي لا اتمادي في وصف صديقي حلمي بكر الذي قابلته في هذا السحور الفني وتبادلنا الأحاديث والذكريات وبادرني بقوله( إيه رأيك لو نعمل برنامج انت تقول وأنا أقول وتفكرني وأفكرك حتي يعرف هذا الجيل تاريخ أعظم جيل في فن الموسيقا والغناء انه الجيل الذي عاش فيه الشيخ زكريا أحمد ومحمد القصبجي وأحمد رامي ثم المطرب والملحن محمد عبدالوهاب وأم كلثوم وجاء من بعدهم جيل كمال الطويل ومحمد الموجي وبليغ حمدي وعبدالحليم حافظ ومحمد قنديل وشادية وفايدة كامل ومحمد عبدالمطلب ومحمد رشدي ثم جيل الوافدين من لبنان وسوريا والمغرب وتونس والسودان والسعودية والعراق والخليج العربي وحتي يكون هذا الجيل أعظم جيل فني يكفي أن شعراءه بداية من أمير الشعراء أحمد شوقي وحافظ ابراهيم وصالح جودت وأحمد رامي ثم صلاح جاهين وعبدالوهاب محمد والأبنودي وبيرم التونسي طبعا أنا لا أؤرخ تاريخا كاملا فهناك عظماء كثيرون في هذه الفترة ولكني ذكرت فقط بعض الأسماء حتي أدخل في موضوعي مع حلمي بكر وهو( فكرني وأفكرك) وأنا وحلمي بكر عاصرنا وتعالمنا مع كل هذه الأسماء وكنا مجموعة من الأصدقاء نتقابل تقريبا يوميا تضم غيري أنا وحلمي كمال الطويل وبليغ حمدي وعبدالوهاب محمد وعبدالحليم حافظ ووجدي الحكيم وعصام بصيلة وكامل البيطار وماهر العطار وموضوع( فكرني وأفكرك) لم يكن مقصورا علي أحاديث الذكريات مع أنها كثيرة ولذيذة ويحب القارئ والمستمع والمشاهد أن يعرفها ولكن لتعريف وتوضيح وشرح الأعمال المميزة والاختلاف في الشكل والمضمون في هذه الفترة العظيمة وما هو موجود حاليا وليس مطلوبا أن يكون هذا الجيل نسخة مكررة من الجيل السابق والمطلوب الوسطية وإثبات الهوية المصرية وعدم اللجوء والسطو علي الحان وإيقاعات بلاد أخري تريد طمس معالم الغناء المصري وفكرني وأفكرك ينعش الذاكرة ويكون رؤية لهذا الجيل يستفيد من حسناته ويتجنب سيئاته وحلمي بكر سيتحول من مهاجم إلي لاعب وسط لانه سيعيش في أحلي الذكريات ويذكرنا بتعدد الألحان وتعدد الزوجات وهذا الإنسان الطيب له مواقف طيبة سأذكرها في حينها ونحن لا يمكن لنا تغيير الماضي ولكن يمكن المشاركة في صناعة المستقبل. والله ولي التوفيق