شعوره بأنه كم مهمل وسط أفراد أسرته.. وإقدام إحدي شقيقاته علي الزواج من زميلها المدرس بالمدرسة التي تعمل بها دون استشارته..واستغلالهم لسكنه بشبرا الخيمة مع أسرته الصغيرة وقلة تردده علي مسكن العائلة بالشرابية.. هواجس جالت بخاطره دفعته لأن يشك فيمن ولدته وفي شقيقتيه ليسيطر الشيطان عليه ويقتل أمه ويطعن شقيقتيه اللتين أفلتتا من بطشه بأعجوبة ليزج به إلي غياهب السجون. تفاصيل الجريمة البشعة سجلها محضر بقسم شرطة الشرابية بدأت منذ خمس سنوات بزواج أحمد أمين(35 سنة) مراجع لغوي بإحدي فتيات المنطقة وتركه مضطرا لشقة الأسرة التي تقطن بها والدته وشقيقتاه إلي منطقة شبرا الخيمة بعد أن نجح حماه في أن يعثر له علي شقة تتناسب وامكاناته المادية. طلبت الأم( نظيرة65 سنة) من ابنها أن يسعي في تدبير سكن له بالقرب من شقة العائلة حتي يتسني لها ولشقيقتيه نجلاء35 سنة وإيناس25 سنة رؤيته والرجوع إليه في أمورهم العائلية غير أن أحمد أقنع أمه بصعوبة الحصول علي شقة بسعر زهيد خاصة وأنه اتفق مع أصهاره علي جميع تفاصيل الزواج وعاهدهم علي ألا يمر أسبوع دون زيارتهم والاطمئنان عليهم وقضاء مطالبهم. تقبلت الأم وابنتاها واقع أحمد حتي لايمثلن حجر عثرة في حياته الزوجية. مرت الشهور الأولي من زواج أحمد وهو ينفذ وعوده التي قطعها علي نفسه تجاه أسرته الكبيرة وهو يستمع إلي شقيقتيه فيمن يتقدمون لخطبتهما ويستجيب لرأيهما الذي كان دائما بالرفض نظرا لتمتعهما بدرجة تعليمية تفوق كل من تقدموا لهما. سئم أحمد من طلبات وأحاديث أمه وشقيقاته المتكررة لذا قرر أن يولي اهتمامه الأساسي بزوجته ورضيعه وأن يخرج من عمله بمؤسة دار الهلال إلي شبرا الخيمة علي الفور دون المرور علي أسرته بالشرابية لاطمئنانه علي استقرار أحوالهم المادية جراء معاش والده الذي تحصل عليه أمه وعمل إحدي شقيقتيه بالتدريس والأخري بالقطاع الخاص. بدأت الأم في الاتصال بابنها لمعرفة سبب الفتور الذي أصابه ولتقدم أكثر من عريس لخطبة شقيقته نجلاء والتي دائما ماتؤجل ميعاد المقابلة لحين التنسيق مع رب الأسرة الذي كان دائما مايتعلل بإرهاق العمل. شعرت الأم بعد كثرة الاتصال بنجلها بأنه لا أمل يرجي منه وأنها لابد أن تحتل مكانته للرد علي المدرس الذي تقدم لطلب الزواج من ابنتها نجلاء وحددت معه موعدا لزيارتهم في المنزل وتجاهلت ابنها الذي لم يعد مكترثا بما يجري في أسرته الكبيرة في الوقت الذي عصفت الشكوك بعقل أحمد عندما سمع من أحد جيرانه بتردد أحد الغرباء علي مسكن أسرته بالشرابية في غيابه هرع أحمد كالمجنون إلي منزل العائلة ليصطدم بالشخص الغريب الذي قدم نفسه كخطيب لشقيقته نجلاء. مضغ أحمد مهانة الموقف في صمت وأثناء حديثه مع الضيف تعامل معه بصلف حتي وصل الشعور إلي عريس المستقبل فانصرف دون رجعة. انتهز أحمد الفرصة ووبخ أمه وشقيقته علي صنيعهما وتجاوزهما لدوره وتعلل بأن المتقدم غير مناسب لها وأنه يرفض هذه الزيجة. أظهرت الأم والشقيقتان موافقتهن علي رأي أحمد كي يمنعن غضبه وهو ما جعله ينصرف راضيا عنهن. عاش أحمد حياته العادية مع أسرته بينما عاودت نجلاء مخاطبة زميلها المدرس بمباركة من أمها كي تسترضيه ويشرعا في تدبير أمور الزواج لتأتي الطامة الكبري التي لم تكن في الحسبان بزيارة أحمد المفاجئة لسكن العائلة بالشرابية ويري جهاز عروس موجود بالمنزل فيسأل والدته عن العروس ظنا منه أن تكون ابنة جارتهم وطلبت وضعه في المنزل لتجيب الأم بعبارات منقطعة بأن ذلك جهاز شقيقته التي ستنتقل إلي عش زوجيتها في أيام معدودة لتستعر نيران الغضب في قلب أحمد ويتجه إلي المطبخ ويمسك بالسكين وينهال علي والدته دون اكتراث لتوسلاتها في الوقت الذي دلفت الشقيقتان إلي الشقة حاملتين بعض متطلبات الزواج لتشاهدا شقيقهما ويداه ملطختان بدماء أمهما التي سكنت تحت قدميه جثة هامدة فتصرخ الشقيقتان صرخات فزع وهلع وتتجهان إلي باب الشقة فيركض وراءهما أحمد ويطعن نجلاء في ظهرها بينما يطعن إيناس في بطنها وقبل أن تفارقا الحياة انقض أهالي المنطقة عليه واستخلصوهما من تحت يديه وسحلوه إلي ديوان القسم لتتم إحالته إلي النيابة التي تتولي التحقيق معه ويبدأ مشوار دفع ثمن جريمته النكراء التي ارتكبها في لحظة غاب فيها عقله وأعماه خلالها الشيطان عن رؤية الحقيقة.