تعد صناعة الأدوية واحدة من أكثر الصناعات ربحية في العالم إن لم تكن أكثرها أرباحا, ففي عام ألفين وستة بلغ حجم الإنفاق العالمي علي الأدوية مستوي قياسيا إذ بلغت قيمته ستمائة وثلاثة وأربعين مليار دولار. وتشكل سوق الدواء في الولاياتالمتحدة نحو نصف اجمالي السوق العالمية إذ يبلغ حجم مبيعاتها مائتين وتسعة وثمانين مليار دولار وتليها سوق الاتحاد الاوروبي واليابان. أما اسواق الدول الصاعدة مثل الصين وروسيا وكوريا الجنوبية والمكسيك فإنها تتمتع بمعدل نمو ضخم إذ يبلغ واحدا وثمانين في المائة. وتعد صناعة الدواء في الولاياتالمتحدة الأكثر ربحية لتتفوق بذلك حتي علي صناعة النفط إذ يبلغ معدل العائد أو الربح في هذه الصناعة الضخمة سبعة عشر في المائة وذلك حسب مسح ميداني اجرته مجلة فورشن المالية الأمريكية الذائعة الصيت. ويكفي ان نعرف ان شركة واحدة مثل شركة فايزر يمكن ان تصل ارباحها من بيع عقار واحد الي نحو31 مليار دولار وهو مايقترب من نصف الدخل القومي لدولة مثل اليمن. وفيما يلي قائمة بأضخم سبع شركات أدوية في العالم وحجم عائداتها السنوية. 1 فايزر الأمريكية(68 مليار دولار) وهو مايعادل ضعف الدخل القومي لدولة نامية مثل اليمن. 2 نوفارتيس السويسرية(53 مليار دولار) 3 ميرك أند كو الأمريكية(46 مليار دولار) 4 باير الألمانية(44 مليار دولار) 5 جلاسكو سميث كلاين البريطانية(43 مليار دولار) 6 جونسون آند جونسون الأمريكية(37 مليار دولار) 7 سانو في افنتيس الفرنسية(36 مليار دولار) وتبرر هذه الشركات العملاقة بشدة هذه الارباح الفلكية بقولها إنها تضطر الي انفاق مليارات الدولارات علي الأبحاث الخاصة بكل مستحضر طبي جديد وأنه في حالات كثيرة تنفق اموالا طائلة لكن الدواء الجديد قد لايكتب له النجاح. فقد قفزت قيمة الاستثمارات في هذه الصناعة الي مستوي قياسي خلال عام ألفين وتسعة لتصل الي خمسة وستين مليار دولار. كما كشفت دراسة أجرتها مؤسسة باين أند كومباني عن ان كلفة انتاج الدواء الواحد الجديد تبلغ في المتوسط مليارا وسبعمائة مليون دولار لكن هناك في المقابل من يقول انه حتي لو كان ذلك كذلك فان هذا لايبرر الأرباح الطائلة التي تحققها هذه الشركات العملاقة خاصة وان هذه الشركات تحصل علي إعفاءات ضريبية ضخمة من الحكومات وهو ما يعني ان جانبا كبيرا من نشاطها يقوم بتمويله دافع الضرائب بشكل غير مباشر. اكثر من ذلك فان الاتفاقيات العالمية لحماية حقوق الملكية تجعل في وسع هذه الشركات احتكار تركيبة الأدوية الجديدة لفترات طويلة للغاية كي تضمن استمرار تدفق الأرباح بمليارات الدولارات عليها.