أكد الرئيس الأمريكي الأسبق جيمي كارتر- الذي ساهم في توقيع إتفاقية كامب ديفيد بين مصر وإسرائيل أمس- أن إسرائيل لم تنفذ إلتزاماتها المنوطة بها في إتفاقية كامب ديفيد. وقال كارتر في تصريح خاص لصحيفة' هاآرتس' الإسرائيلية أوردته الليلة الماضية علي موقعها الإلكتروني أن خلفاءه في البيت الأبيض لم يعطوا القضية الاهتمام الكافي بما يدفع إسرائيل لتنفيذ الجانب الخاص بها من الإتفاقية طيلة فترة ولايتهم, لافتا الأنظار إلي أن الولاياتالمتحدة لم تقم بدورها عمليا حتي الآن تجاه عملية السلام بين إسرائيل والفلسطينيين. وأشار كارتر إلي أن الفراغ الذي خلفته الولاياتالمتحدة عوضته القيادات المصرية بشكل جزئي, من خلال تعزيز أهمية المبادرة الفلسطينية المطالبة بالاعتراف بالدولة الفلسطينية لدي الأممالمتحدة. وقال إن الولاياتالمتحدة يجب أن تتحرك قدما وتعرض الآن المفاوضات التدريجية في ضوء ملاحظات الرئيس باراك أوباما التي ترمي إلي الالتزام بالقرار242 وحدود ما قبل5 يونيو1967, محذرا من التقاعس حيال ذلك, وأنه لن يكون هناك سوي التصويت أمام الأممالمتحدة. وعلي جانب آخرأعرب' كارتر' عن اعتقاده أن المظاهرات التي اندلعت في مصر احتجاجا علي مقتل الجنود المصريين علي الحدود والتي تطالب بطردالسفيرالإسرائيلي, تهدد اتفاقيةالسلام بين مصر وإسرائيل. وأضاف الرئيس الأمريكي الأسبق أنه قلق جدا بشأن المظاهرات العنيفة و ان إتفاقية السلام مع مصر أصبحت مهددة خلال الأيام الأخيرة, معربا عن اعتقاده الرامي إلي أن القيادة في كل من مصر وإسرائيل ترغبان في المحافظة علي إتفاقية السلام. ولفت كارترالأنظار إلي أن هناك تغييرا في موقف القيادة المصرية الجديدة مشيرا الي أن سياسة الرئيس السابق حسني مبارك ساهمت بشكل كبير في تجاهل إسرائيل تنفيذ التزاماتها الواردة في كامب ديفيد, موضحا أن هناك اتفاقيتين مختلفتين تفاوض عليهما منذ ثلاثين عاما مضت كانت الأولي اتفاقية كامب ديفيد التي نصت علي منح الحكم الذاتي للفلسطينيين والانسحاب من الأراضي الفلسطينية المحتلة وتنفيذ قرار الأممالمتحدة رقم242, ذلك القرار الذي تجاهلته إسرائيل إلي حد كبير حتي الآن. وألمح كارتر إلي حق الفيتو الذي ربما تستخدمه الولاياتالمتحدة في مجلس الأمن ضد الاعتراف بالدولة الفلسطينية, الأمر الذي سيقضي علي قضية السلام برمتها, مضيفا أن ذلك لن يحول دون التصويت في الجمعية العامة للامم المتحدة, ومشيرا إلي أن هناك ما لا يقل عن130 دولة ذات سيادة ستصوت لصالح الاعتراف بالدولة الفلسطينية, وأنه من مصلحة الولاياتالمتحدةالتصويت لصالح ذات الاعتراف الآن, رغم استحالة ذلك علي حد وصفه.