كما استطاعت شهرزاد أن تسحر ملكا قويا بحكاياتها. وكما جعلت من سطوتها الأنثوية مفتاحا للسيطرة علي مملكة شاسعة, رقصت سالومي لهيرودس, وكانت السطوة الأنثوية مرة أخري مفتاحا لتغيير التاريخ وموازين القوة فانقلب الملك المرتعد الخائف قاتلا لا يتردد في قطع رأس يحيي النبي( يوحنا المعمدان). هذه السطوة التي تغير مسار التاريخ هي محور كتاب جديد يستعرض حكاية لشهرزاد معاصرة استخدمت أنوثتها وموهبتها في تصميم الأزياء لتصبح مفتاحا لدعم تقدم النازي خلال الحرب العالمية الثانية. الكتاب الذي يحمل عنوان النوم مع العدو'sleepingwiththeenemy يستعرض جانبا مسكوتا عنه في حياة ملكة الأزياء الفرنسية التي صادقت كبار نجوم السينما والأمراء والرؤساء ورؤساء الوزراء في الدول الكبري. الكتاب يحكي حياة كوكو شانيل كجاسوسة لحساب قوات النازي. يروي الكاتب هال فون كيف صادقت كوكو شانيل رئيس الوزراء البريطاني وينستون تشرشل, وصارت معشوقة لدوق وستمنستر, وصديقة مقربة لبيكاسو لكنها لم تتردد عندما اجتاحت قوات النازي باريس وأعلنت سيطرتها عليها ان تتعاون مع جهاز الجستابو( المخابرات النازية) أيضا. وتنقل صحيفة الواشنطن بوست عن الكتاب استعراضه للحياة الفقيرة التي نشأت فيها شانيل وهي عامل مشترك بين جميع الكتب والأفلام السينمائية التي تناولت حياة ملكة الأزياء الفرنسية الشهيرة. إلا أن الكتاب يبرز كيف أثرت هذه النشأة الفقيرة علي قيم شانيل وجعلتها تكره اليهود بعد أن ألقي بها والداها المعدمان في ملجأ فقير يديره متشددون. يحكي الكتاب قصة تعرف شانيل علي كبار الساسة في العالم وكيف استغلت هذه العلاقات لاحقا خلال تعاونها مع قوات هتلر التي سيطرت علي باريس مقابل بقاء واستمرار نشاطها التجاري الواسع كصاحبة واحد من أكبر دور الأزياء في العالم. ويعتمد هال فون مؤلف الكتاب في حكايته علي مستندات ووثائق تناثرت في ارشيفات المعلومات الأوروبية المتناثرة حول فترة الحرب العالمية الثانية. إذ تثبت وثائق المخابرات تلك العلاقات اللصيقة التي ربطت بين كوكو وقيادات قوات التحالف خاصة في بريطانيا ثم بينها وبين قيادات قوات المحور المتمثلة في قوات هتلر وعدد من القادة الإيطاليين. وتروي الوثائق كيف تورطت شانيل التي كان كل طموحها الحفاظ علي تجارتها الناجحة في أن تصبح جاسوسة للقوات المحتلة لبلدها. قصة صعود شانيل ألهمت العديد من الكتاب والمخرجين حول العالم وقدمت عنها أفلام روائية وأفلام تخلط بين الروائية والتسجيلية تدور حول حياتها الصاخبة التي ارتفعت فيها عبر أنوثتها وموهبتها من قاع الفقر إلي قمة المجتمع والثراء والسياسة. إلا أن هذا الكتاب يلقي الضوء علي جانب مسكوت عنه حاربت شانيل في نهايات حياتها كي تخفيه. إلا أن وثائق المخابرات احتفظت لها بما لا تحب أن يراها التاريخ عليه.