ربما يختلف عيد الفطر بشمال سيناء كثيرا عن باقى المحافظات نظرا للعادات البدوية الراسخة والمتأصلة فى تاريخ أهالى البادية، حيث لا يصبح العيد عيدا إلا إذا فرح فقراء المجتمع، وهذا ما يفعله مشايخ سيناء مع الفقراء حتى لتشعر أن المحافظة بالكامل من الأغنياء . ففى أخر يوم من رمضان يجتمع أبناء القبائل لتوزيع الأموال التى جمعوها طوال الشهر وتوزيعها على الأيتام من أبناء القبيلة كنظام خاص للتكافل الاجتماعى، فضلا عن توزيع كسوة العيد وغالبا ما تكفى هذه الأموال الأسرة طوال العام . وفى يوم العيد وعقب أداء الصلاة تجتمع القبيلة فى الديوان العام المخصص لها ويتناولون طعام الافطار والذى غالبا ما يكون من الأسماك المملحة ثم تبدأ التهانى بين أفراد الاسرة لتنقل إلى جميع أبناء المحافظة . ويقول الشيخ عبد الله جهامة من كبار مشايخ سيناء إن القبيلة مقسمة إلى خمسة أفرع ويعرف كل شيخ قبيلة فى هذه الأفرع أبناءها تماما ويعلم عنهم كل شيء فالمحتاج واليتيم والذى فقد عزيزا لديه كل هذه الأمور تكون معلومة لدى شيخ القبيلة المسئول عن فرعه وعليه تجميع أموال الزكاة لتلبية احتياجات الأسر وكفالتها ليس فقط ليوم العيد بل لتكفيهم طوال العام حتى قدوم شهر رمضان التالى . ومن عادات البادية كما يقول الشيخ على فريج شيخ مشايخ سيناء إن الجلسات العرفية والتى توقفت طوال شهر رمضان تبدأ فى الاستئناف، خاصة الجلسات التى تكون فيها حالات تعد وقتل أى مشكلة يصاحبها دماء لأنه لابد من البت فيها لراحة أسرة القتيل والذين قبلوا الصبر طوال شهر رمضان لاحترام قدسية الشهر، حيث يقوم الشيخ بتحديد موعد لعقد جلسة عرفية خاصة بين طرفى النزاع ويبدأ حل المشكلة بين الطرفين وحساب المخطئ وإراحة الطرف المجنى عليه بكافة الوسائل العرفية المتبعة ومنها تغريم الجانى أو الدية اذا كان القتل خطأ ، أما المشاكل الأخرى فتحل بالتراضى والصلح والتوفيق بين الطرفين . ويوضح الشيخ حسن البصيلى من قبائل وسط سيناء أن النظام القبلى فى سيناء وخاصة فى عيد الفطر يكون له شكل أخر، حيث تفتح الدواوين منذ الصباح الباكر ليقوم الجميع بتهنئة بعضهم البعض ومناقشة كافة مشاكل أبناء القبائل، ثم يبدأ الاحتفال عن طريق تنظيم سباقات للهجن فى صحراء سيناء ويسمح للمرأة فى هذا اليوم بالمشاركة دون الاختلاط بالرجال لكون من حقها أن تفرح وأن تحضر مظاهر العيد. أما فى حضر العريش وكما يقول قدرى الكاشف من أهالى العريش إن الحضر قد يختلفون بعض الشيء عن عادات باديتها فالاحتفال يكون بالخروج إلى شاطئ البحر والاستمتاع بالهواء، فضلا عن صلة الرحم، حيث يذهب الجميع لزيارة أقاربهم وجيرانهم لتبادل التهنئة معهم، مشيرا إلى أن الحرب ضد الإرهاب لا تمنهم من المشاركة فى فرحة العيد، وتابع نتمنى أن نحتفل العام القادم بالعيد وتصبح فرحة اكبر باحتفالنا بالقضاء على الإرهاب