يستخدم أكثر من ستين مليون طفل ومراهق فى جميع أنحاء العالم منصات ألعاب الفيديو الإلكترونية عبر الإنترنت .. هذه المنصات تحتوى على أكثر من أربعين مليون لعبة على الشبكة العنكبوتية، حيث اعتاد كثير من الأطفال قضاء معظم الوقت فى لعب ألعاب الفيديو، وأصبح عدد كبير منهم يعتمدون عليها، وصولا إلى درجة من الإدمان الذى يهدد كيان الطفل والأسرة. تشير الأنماط العصبية لمدمنى ألعاب الفيديو إلى وجود خلل فى جزء الدماغ الذى يتحكم بنظام المكافآت، وهو أمر مشابه لاضطرابات الإدمان الأخري، مما جعل الآباء يطلقون صرخات يائسة لفشلهم فى مواجهة هذا الإدمان وتوفير حياة صحية وواقعية لأبنائهم.
وأضحى النقاش بين الأطفال والآباء حول مقدار الوقت المناسب المسموح به للعب على الكمبيوتر أو الجهاز اللوحى أو الهاتف أو ألعاب الفيديو، جزءا لا يتجزأ من الروتين اليومي. وفى حين أن بعض الأطفال اعتادوا قضاء بعض الوقت فى لعب ألعاب الفيديو، أصبح عدد كبير منهم يعتمدون بشكل كبير على الأجهزة الإلكترونية، كما تشير التقديرات إلى ارتفاع عدد الأطفال والشباب المدمنين على ألعاب الفيديو بشكل عام. فى هذا الصدد، يشير موقع «ستيب تو هيلث» الأمريكى فى تقرير له إلى أنه على غرار كل أنواع الإدمان، هناك حاجة ماسة لتلقى العلاج النفسى فى الحالات التى يصبح فيها الطفل غير قادر على التوقف عن لعب ألعاب الفيديو، قبل خروج الموقف عن السيطرة. خلال الشهور القليلة الماضية شهدت منصة الألعاب الشهيرة المصممة للأطفال والمراهقين «روبلوكس» حوادث مثيرة للقلق بسبب قيام بعض المستخدمين باختراق نظام الألعاب فيها. وشملت إحدى هذه الحوادث اغتصاب الصورة التشخيصية لفتاة تبلغ من العمر سبع سنوات من قبل اثنين من مستخدمى هذه اللعبة. وتقدمت والدة هذه الطفلة بشكوى بعد أن تمكنت من تصوير لقطة الشاشة لتوثيق الحادثة. المعروف أن «روبلوكس» تسمح لمستخدميها بإنشاء صور تشخيصية رقمية وعوالم افتراضية وألعاب خاصة بهم. بالإضافة إلى ذلك، تقوم هذه المنصة على نظام صارم لحماية الأطفال خلال ممارستهم لهذه اللعبة. مع ذلك، يقر منشئ اللعبة أنه، فى هذه الحادثة، نجح مقترفو هذه الجريمة فى اختراق نظام الحماية فيها. وتوصى الأكاديمية الأمريكية لطب الأطفال بعدم السماح للأطفال بممارسة ألعاب الفيديو لأكثر من ساعتين يوميا، حيث تنطوى ممارسة هذه الألعاب باعتدال على العديد من الفوائد بالنسبة للأطفال. لكن الأهم من ذلك أنه لا ينبغى أن يكون الوقت المخصص لألعاب الفيديو على حساب ممارسة الأنشطة البدنية أو الراحة أو النوم. لكن، تظهر المشكلة حين يكون الأطفال غير قادرين على التحكم فى رغبتهم الملحة فى لعب ألعاب الفيديو، وبالتالي، يتحول الأمر من مجرد ممارسة هواية أو نشاط إلى إدمان. يتحمل مسئولية منع تحوّل هواية ممارسة ألعاب الفيديو لدى أطفالهم إلى إدمان غير صحي، لكون هذا الإدمان يمكن أن يؤثر فى حياة الطفل بشكل عام. كما من المهم جدا أن يضع الوالدان قواعد واضحة وثابتة تتعلق بالمدة المسموح بها، وأنواع الألعاب التى يمكن اللعب بها، ونوع المحتوى المسموح به. وهناك مسئولية كبيرة تقع على عاتق الآباء، خاصة فى ظل عصر التكنولوجيا المتقدمة. ولكن لا ينفى ذلك قدرتهم على التحكم بمدى استخدام أطفالهم لهذه التكنولوجيا، حيث يمكنهم تقدير السن المناسبة للسماح باستخدام بعض الأجهزة الإلكترونية والمحتوى الذى يمكنهم مشاهدته، وعدد الساعات المسموح بقضائها أمام الشاشة. ولا يبدو من المستغرب أن يصاب الأطفال بالإدمان حين يبدأون باستخدام الهواتف الذكية أو الأجهزة اللوحية فى سن مبكرة. وحين يتقدمون فى السن، تزداد الساعات التى يقضونها أمام الشاشة، كما أنه فى كثير من الأحيان، لا يكون الآباء على علم بالألعاب التى يمارسها أطفالهم أو المواقع الإلكترونية التى يزورونها. فى مقابل ذلك ، لا يتعلق الأمر بوضع القواعد فحسب، بل ينبغى على الوالدين أيضا أن يقدّما مثالا جيدا يقتدى به الطفل، إذ إنه لن يكون هناك نتائج إيجابية لتلك القواعد ما لم يمثل الأب أو الأم قدوة حسنة. إدمان هناك العديد من العلامات التى تشير إلى أن الطفل يعانى إدمان ألعاب الفيديو أو أنه معرض لأن يصبح مدمنا. 1 اهتمام غير عادى من الطفل بالألعاب خارج أوقات الترفيه المعتادة. 2 عندما لا يكون الطفل بصدد ممارسة ألعاب الفيديو، فهو إما يعانى تقلبات مزاجية، أو لا يرغب فى القيام بأى نشاط، أو يُظهر سلوكا عدوانيا، أو يكون حزينا أو دفاعيا. 3 تكريس الطفل مزيدا من الوقت لألعاب الفيديو. 4 لا يظهر الطفل اهتماما باللعب مع أطفال آخرين أو ممارسة هواياته أو التواصل مع الأصدقاء، ويصبح منعزلا عن التفاعل الاجتماعي. 5 عندما تحاول إيقاف الطفل أو التقليل من مقدار الوقت الذى يقضيه فى لعب ألعاب الفيديو، تبوء كل المحاولات بالفشل. 6 لا يعى الطفل مقدار الوقت الذى يقضيه فى اللعب أو يكذب بشأنه. 7 الطفل لا ينام بشكل كاف ولا يأكل، أو لا يهتم بنظافته الشخصية بهدف قضاء مزيد من الوقت فى اللعب. 8 تدنّى درجات الطفل المدرسية وانعدام الاهتمام بالدراسة. وقد يتحول اللعب لبضع دقائق قبل الذهاب للمدرسة إلى ساعات طويلة من اللعب دون توقف. 9 يضع الطفل كل طاقته فى لعبة الفيديو، حيث يظهر عدم رغبة فى الحديث أو الجدال أو مواجهة المشكلة. 10 تصبح لعبة الفيديو وسيلة الطفل للهروب من الواقع. حلول عملية يقدم موقع «ستيب تو هيلث» الأمريكى عدة نصائح للتعامل مع الطفل الذى يجد صعوبة بالغة فى التوقف عن لعب ألعاب الفيديو، من بينها ما يلي: 1 وضع الجهاز أو الكمبيوتر فى مكان مشترك حيث يمكنك مراقبته بسهولة. 2 لا تسمح لطفلك باللعب إلا حين ينهى الواجبات المدرسية وغيرها من الأعمال المنزلية. 3 من المهم أن تتفق مع طفلك حول مقدار الوقت المسموح بقضائه فى ممارسة ألعاب الفيديو. 4 ينبغى عليك أن تُعلم طفلك بموعد انتهاء الوقت المتفق عليه قبل مدة وجيزة حتى يدرك الطفل أن الوقت شارف على الانتهاء. وفى حال لم تؤتِ كل هذه التدابير ثمارها، فيعنى ذلك أن الطفل يعانى حتما من مشكلة إدمان خطيرة.
بريطانيا تتحرك على طريقتها أخيراً توافق السياسيون وشركات التكنولوجيا فى بريطانيا على وجوب فعل شيء ما، فماذا يعنى أن تفرض الحكومة قانوناً على شركة لها جمهور أكبر من سكان أى بلد؟ .. على مدار سنوات عدة، كان هنالك أمر واحد تتفق عليه كل صناعة التكنولوجيا أن التشريعات التنظيمية آتية لا محالة. ومؤخرا، أدرك هؤلاء أنها ضرورة. ولكن، إذا كان من سؤال ينقسم بشأنه عمالقة التكنولوجيا والسياسيون والشعب أكثر من أى قضية أخري، فهو الشكل الذى يجب أن تتّخذه تلك التشريعات التنظيمية. والآن، وحسب تقرير لوكالة الأنباء الألمانية تعتبر الحكومة البريطانية أنها وجدت الجواب، وتقدم ربما أول محاولة شاملة للحد من الضرر الذى تلحقه شركات التكنولوجيا بالناس الذين يستخدمونها، خصوصاً الأطفال. فى جزءٍ كبير منه، يركز الحل الذى اختارته الحكومة على تحميل مسئولية المحتوى الذى يظهر على موقع إلكترونى ما، إلى الأشخاص الذين يديرونه. ويشكل ذلك مقدّمة لفرض واجب قانونى بشأن الرعاية، يقضى بأن تحذف شركات التكنولوجيا المحتوى الضار مثلاً مع احتمال تعرّضها للعقاب إذا لم تفعل ذلك. ويأتى الحلّ بعد سلسلة من الحالات المأساويّة التى بدا أنّ التكنولوجيا متورطة فيها، ما أدّى إلى مزيدٍ من الاهتمام بغياب التقدّم فى التشريعات المنظّمة للتكنولوجيا التى تتحكم بالعالم. ومن أبرز تلك القصص المفجعة انتحار مولى راسل البالغة 14 عاماً من العمر، التى وُجِدَ أنها شاهدت مواد على الإنترنت تتصل بالكآبة وإيذاء النفس، وهى مواد متاحة بسهولة نسبيّة على المنصات الإلكترونية. وأكثر ما يلفت الأنظار، كما يبتعد بشكلٍ كبير عن التوقعات، هو اقتراح الحكومة أنّها ستتبع طرقاً لتحميل المسئولية لأعضاء الإدارة العليا فرديا، عندما ترتكب الشركات التى يديرونها أخطاء. وفى أغلب الأوقات، كانت شركات التكنولوجيا غير شفافة فى استجابتها على انتقادات من ذلك النوع، ومن شأن تحميل المسئولية إلى أفراد فيها، أن يردعها عن التهرب صوب المدى الهائل الذى تحوزه منتجاتها ومؤسساتها والتقنيات التى تستند إليها. هناك إذن صعوبة بالغة فى فرض تشريعات تنظيمية على شركة تكنولوجية من قبل حكومة ما. إذ يملك «فيسبوك» على سبيل المثال جمهورا يفوق تعداده أى بلد فى العالم، ومرونة مؤسساتية تتيح له الانتقال إلى أى بلدٍ أيضاً، مما يمكنه من الإفلات من السياسيين فى البلدان التى ليس له مقر فيها، فضلا عن تهديده البلدان التى له مقرات فيها، باحتمال مغادرته لها. كان يعتقد تقليديا أن المكان الأكثر سهولة لفرض قوانين تنظيمية على شركات التكنولوجيا هو الولاياتالمتحدة، ويُحتمل أنها الطريقة الوحيدة لتكون تلك القوانين تأثيراً فاعلاً. ولكن، حتى هذا الأمر تغير الآن مع تركيز دونالد ترمب على «جوجل»، وتقديم الطامحة بمنصب الرئاسة اليزابيت وارين مجموعة من السياسات، بما فيها اقتراحات بوجوب تفكيك كبريات الشركات التكنولوجية. يدرك «فيسبوك» أن التشريعات التنظيمية آتية لا محالة، وقد انتقل فى الشهور الأخيرة إلى الإقرار بحاجته إلى فعل كل ما بوسعه للتأثير على الشكل الذى ستتخذه التشريعات التنظيمية، بدلا من محاولة منعها من إبصار النور. وسبق للقوانين التنظيمية الأوروبية أن كانت فعالة فى ذلك. وفى العام الماضي، وضع الاتحاد الأوروبى «قانون حماية البيانات العامة» قيد التنفيذ، وهو مجموعة واسعة من القوانين التى تنظم حماية البيانات ويطبق كل الشركات التى تخزن بيانات المستخدمين الأوروبيين، مع فرض عقوبة بغرامات كبيرة على كل طرف رفض الامتثال له. يبقى اعتبار ذلك نجاحا سؤالا مفتوحاً على كل الاحتمالات، لكن ما من شك فى فعاليته مع شروع كل منظّمة فى العالم بإجراء تغييرات أساسية على كيفية تعاملها مع البيانات.
العبث بكلمة المرور أثناء عطلة نهاية الأسبوع، غرد الصحفى إيفان أوسنوس عبر حسابه على موقع «تويتر» قائلاً إنّ ابنه البالغ من العمر ثلاثة أعوام تسبب عن طريق الخطأ بإيقاف جهاز الآيباد خاصّته لمدّة طويلة تصل إلى 48 عاماً ونصف العام، وذلك على خلفيّة إدخاله مراراً وتكراراً كلمة مرور خاطئة. ونشر الأب صورةً لشاشة ال«آيباد» المعطّل التى ظهرت عليها رسالة تُعلمه بمحاولة الدّخول إلى الجهاز بعد 25 مليونا و536 ألفا و442 دقيقة، أيّ بعد حوالى نصف قرن من الزمن. عصابة للقمار عبر الإنترنت جنت 1.3 مليار يورو ألقت الشرطة فى فيتنام القبض على 22 شخصا على صلة بعصابة للقمار جمعت 3 1.3 مليار يورو، فى أكبر حملة تستهدف المقامرة عبر الإنترنت فى البلاد. ويقدم الموقع المشبوه ألعاب القمار الخاصة بالرياضة ،وألعاب الفيديو، واليانصيب وأيضا «كازينو» للقمار. وكان القمار مقننا بشكل جزئى فى تلك الدولة الشيوعية فى 2017، ويسمح الآن بإجراء أعمال المراهنة على المباريات الرياضية، كما جرى تدشين برنامج تجريبى يسمح للمواطنين بالمقامرة فى الملاهى الليلية. وفى السابق لم يكن من المسموح سوى لحاملى جوازات السفر الأجنبية بالمقامرة. غير أنه لم يتم إزالة الصبغة الجنائية عن المواقع الإلكترونية للمقامرة ولا تزال غير قانونية.
ساعة واحدة للطفل أمام الشاشات يوميا قالت منظمة الصحة العالمية إنه ينبغى ألا يقضى الأطفال الصغار أكثر من ساعة يوميا فى مشاهدة التليفزيون أو الفيديوهات أو ممارسة ألعاب الكمبيوتر، كما ينبغى ألا يتعرض من هم دون العام الواحد لأى شاشات إلكترونية. وفى معرض إصدار أول توجيهات لها من هذا القبيل على الإطلاق، قالت المنظمة التابعة للأمم المتحدة إنه ينبغى أيضا للأطفال دون سن الخامسة أن يمارسوا أنشطة بدنية وينعموا بقسط كاف من النوم لمساعدتهم على اكتساب عادات حميدة مدى الحياة ومنع البدانة وأمراض أخرى فى مراحل لاحقة من العمر. وقالت الدكتورة فيونا بول الخبيرة لدى المنظمة الدولية فى إفادة صحفية «ما نحذر منه هو الإفراط فى استخدام الأطفال الصغار لتلك الشاشات الإلكترونية». وقالت المنظمة فى إرشاداتها إلى الدول الأعضاء إنه ينبغى أن يقضى الأطفال من سن عام إلى أربعة أعوام ما لا يقل عن ثلاث ساعات فى أنشطة بدنية متنوعة توزع على مدار اليوم. وذكرت المنظمة أن من هم دون عام من العمر ينبغى أن يلعبوا على الأرض ويتجنبوا الشاشات الإلكترونية تماما. وأضافت أن عدم الانخراط فى نشاط بدنى يفاقم الزيادة فى معدلات البدانة أو زيادة الوزن فى أنحاء العالم. ويمكن أن تؤدى البدانة إلى الوفاة المبكرة جراء أمراض القلب أو السكرى أو ارتفاع ضغط الدم وبعض أنواع السرطان.
المحافظة على النشاط البدنى حسب إرشادات منظمة الصحة العالمية فإن مرحلة الطفولة المبكرة هى فترة من النمو البدنى والإدراكى السريع تتشكل خلالها العادات، وتكون أنماط الحياة الأسرية قابلة للتهيئة. واستقت المنظمة الإرشادات من أدلة توصلت إليها مئات الدراسات أُجرى الكثير منها فى أستراليا وكندا وجنوب إفريقيا والولاياتالمتحدة. وقالت المنظمة إن السلوكيات المرتبطة بالجلوس، سواء قيادة المركبات بدلا من السير أو ركوب الدراجات الهوائية، أو الجلوس إلى طاولة بالمدرسة، أو مشاهدة التليفزيون أو ممارسة ألعاب على شاشات دون نشاط بدنى تزداد شيوعا وترتبط بنتائج صحية سيئة. وأضافت أن النوم غير الكافى بشكل مزمن مرتبط لدى الأطفال بزيادة التراكم المفرط للدهون كما يقاس بمؤشر كتلة الجسم. وذكرت أيضا أن قصر فترات النوم يرتبط بزيادة وقت مشاهدة التليفزيون ومدة ممارسة ألعاب الكمبيوتر.