أكد الرئيس عبدالفتاح السيسى أن الخطاب الدينى الواعى المستنير أحد أهم عناصر المواجهة مع الفكر المتطرف الهدام، داعيًا إلى بذل مزيد من الجهد والعمل المستمر لنشر الفهم والإدراك السليم بقضايا الدين والوطن من أجل تحقيق مستقبل أفضل لنا ولأبنائنا وللأجيال القادمة. وقال الرئيس خلال الاحتفال بليلة القدر: نحتفل اليوم معًا بليلة القدر التى جعلها الله سبحانه وتعالى خيرًا من ألف شهر، فأنزل فيها القرآن الكريم هداية للناس ورحمة للعالمين ومنهاجًا قويمًا، يحفظ للناس حقوقهم، ودماءهم وأعراضهم وأموالهم، ويبين لهم واجباتهم إزاء أنفسهم ومجتمعاتهم وأوطانهم. وفى هذه المناسبة الكريمة أتوجه إلى الله العلى القدير أن ينعم على وطننا الغالى بالخير والرخاء، وعلى الأمتين العربية والإسلامية، والإنسانية جمعاء بالأمن والأمان والاستقرار والازدهار. وتابع الرئيس السيسى: يطيب لى أيضًا أن أتوجه إلى شعب مصر العظيم وشعوب الدول العربية والإسلامية بالتهنئة بهذه المناسبة الكريمة، وأدعوهم إلى استلهام روح المناسبة المفعمة بكل معانى الرحمة والخير، والامتثال لأوامر القرآن الكريم والنبى العظيم «صلى الله عليه وسلم»، الذى أوصانا بالتراحم والتكاتف، والبر وصلة الأرحام، والوفاء بالحقوق والواجبات، والعمل الدءوب لعمارة الكون وصناعة الحضارات، كما أود أن أرحب بضيوف مصر الأعزاء مهنئًا أبناءنا حفظة كتاب الله بهذه النعمة التى منّ الله بها عليهم، مؤكدًا أن تمامها يتطلب منا جميعًا حسن الفهم لمعانى القرآن الكريم ومقاصده السامية والتحلى بأخلاقه الكريمة، ونبذ كل عوامل الفرقة والتعصب الأعمى المقيت، إعلاءً لكلمة الله «عز وجل»، وإنفاذًا لتعاليم دينه السمحة التى نستقيها من كتابه الكريم وسنة نبيه «صلى الله عليه وسلم» الذى ترجم هذه القيم النبيلة إلى سلوك وأفعال، فكان بحق خلقه القرآن، فما أحوجنا اليوم لتطبيق هذه القيم العظيمة وتحويلها إلى واقع وسلوك عملى اقتداء برسولنا الكريم «صلى الله عليه وسلم». وأضاف الرئيس: لا يفوتنى أن أتوجه بالتحية والتقدير إلى علماء الأزهر الشريف ووزارة الأوقاف، منارات العلم الوسطى، القائمين على تصحيح المفاهيم الخاطئة والتصدى للغلو والتطرف الفكرى، ونشر سماحة الدين، والتعريف بجوهر الإسلام الحقيقى الذى يدعو إلى التسامح والرحمة وإعمال العقل، فى خضم هذه الأمواج العاتية من التشدد والتطرف الفكرى بما يحمله من مخاطر حتى على الدين نفسه. واختتم الرئيس السيسى كلمته قائلًا: إن هدفنا الأساسى هو الحفاظ على جوهر الدين وتوعية النشء والشباب، لإدراك مخاطر الفكر المتطرف من جهة وحجم التحديات والمخاطر من جهة أخرى، ولا شك أن الخطاب الدينى الواعى المستنير أحد أهم عناصر المواجهة مع الفكر المتطرف الهدام، ولذا فإننا نأمل فى بذل مزيد من الجهد والعمل المستمر لنشر الفهم والإدراك السليم بقضايا الدين والوطن من أجل تحقيق مستقبل أفضل لنا ولأبنائنا وللأجيال القادمة. ولنتذكر دائمًا أن أمتنا هى خير أمة أخرجت للناس ما اعتصمت بحبل الله «عز وجل»، وتحصنت بالوعى والعمل، كما أؤكد أهمية إعلاء لغة الحوار واحترام الآخر والإيمان بحق التنوع والاختلاف، وترسيخ أسس المواطنة والعيش الإنسانى الكريم المشترك لتحقيق الأمان والسلام للجميع.