ونحن نودع رمضان المبارك.. بنهاره الجميل ولياليه العطرة.. ونحن نودع رمضان شهر القرآن والتقوى والصبر والجهاد والرحمة والمغفرة والعتق من النار.. فماذا جنينا من ثماره اليانعة ، وظلاله الو افرة؟! هل تحققت لنا بالتقوى.. وتخرجنا فى مدرسة رمضان بشهادة المتقين؟! هل تعلمنا فيه الصبر والمصابرة على الطاعة، وعن المعصية ؟! هل ربينا فيه أنفسنا هل جاهدنا أنفسنا وشهواتنا وانتصرنا عليها ؟! هل غلبنا عاداتنا وتقاليدنا السيئة ؟هل ... هل ... هل...؟! أسئلة كثيرة.. وخواطر عديدة.. تتداعى على قلب كل مُسلم صادق.. يسأل نفسه ويجيبها بصدق وصراحة.. ماذا استفدت من رمضان؟ إنه مدرسة إيمانية.. إنه محطة روحيه للتزود منه لبقية العام.. ولشحذ الهمم بقيه العمر.. فمتى يتعظ ويعتبر ويستفيد ويتغير ويُغير من حياته من لم يفعل ذلك فى رمضان ؟! إنه بحق مدرسة للتغيير.. نُغير فيه من أعمالنا وسلوكنا وعاداتنا وأخلاقنا المخالفة لشرع الله جل وعلا ).. إِنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنفُسِهِمْ... ) الرعد 11 إن للأسرة، خاصة المرأةدورًا عظيمًا فى ضبط السلوكيات الخاطئة التى كان يمارسها بعض أفراد الأسرة قبل رمضان وكذا لها دور عظيم فى إيقاظ الهمم النائمة من أولادها وزوجها لطاعة ربها فلا ينبغى أبدًا أن تنشغل المرأة عنهذا الدورالكبير لها.. فلو أحضرتى أيتها المرأة الكريمة عاملة وعملت لديك متى تعطينها أجرها؟ بالتأكيد عندما تنتهى من العمل ولله المثل الأعلى فالله عز وجل يريد أن يعطيك الجائزة وأنت مشغولة عنها بغسيل الدرج وتنظيف البيت وترتيبه والهوس بأدوات المطبخ وترتيب الملابس وغيرذلك من الأشغال تجهيزا للعيد وكأن عبادات فى رمضان لم تكن!! إننا لا ننادى بأن تهملالمرأة واجباتها المنزلية بحجة الفراغ الكامل للعبادة وإنما نريد منها الموازنة المنصفة بين ما يتطلبه البيت من أعمال وبين ما يحتاجه القلب من طاعات وعبادات إن أعمال البيوت دائمة لا تنقطع أبدا وليس منها انتهاء أو كفاية وكذا أعمال الخير لا تنقطع أبدا وليس فيها حد ينتهى إليه والمسلم الحصيف هو الذى لا ينسى نصيبه من الدنيا فيأخذ قسطه منها وهو يعلم أن الآخرة له أولى وابقى من الأولي. إن صلاة الجمعة فى الأصل قد أوجبها الشرع على الرجال لكن أنت أيتها المرأة لو أيقظتى زوجك وأبناءك للصلاة وحرصتى على أن يحضروها فلك مثل أجرهم وكذلك الصيام لم ينقطع فما رأيك دام فضلك فى حث أسرتك على صيام الإثنين والخميس من كل أسبوع فإن لم تستطيعوا فليكن صيامثلاثة أيام من كل شهر وهى الأيام البيض فإن خير العمل ما داوم عليه صاحبه حتى وإن قل.. ما رأيك فى ملازمة البذل والعطاء ودوام الصدقة بعد رمضان فإنها تدفع عنك وعن أولادك وبيتك الأذى وتقطععنكم أسباب الشقاء والردى.