كثير من الناس لايفهمون حقيقة الدين الاسلامي حق الفهم فتعاليمه ليست للمشقة وإرهاق الانفس وإنما لها أهداف أخري تنعكس أثارها علي المجتمع بأسره ولايعلم البعض أن رمضان ماهو إلا بمثابة دورة تدريبية يخرج منها المسلم ليعيش بما تعلمه فيها باقي أشهر العام من طاعات وعبادات ومعاملات وسلوك حميد ليعم الخير وتنشر السعادة بين أبناء المجتمع فبعض العلماء إكد أن الالتزام بالطاعات والاكثار من الدعاء واستصحاب العبادات وكثرة التنقل تساعد المسلم علي الالتزام بالطاعات بعد شهر رمضان وحول كيفية الاستفادة من رمضان بعد انتهائه والالتزام بالطاعات طوال العام يقول الشيخ أحمد صبري إمام وخطيب مسجد أبو العلا بالقاهرة أن الاستفادة بالطاعات والقربات بعد رمضان أجمل معني يشعر به الانسان أن يشعر أن عبدا لله وليس عبدا للشهوة وليس عبدا للشيطان فأجمل أحساس أن يمشي الانسان علي الارض وقد شهعر انه لاحظ للشيطان فيه قال تعالي( فأما من أعطي وأتقي وصدق بالحسني فنيسره لليسري) فالاستفادة من الطاعة تكون بالطاعة بعد الطاعة ولاسيما الطاعات الاجتماعية التي حضت عليها الشريعة الاسلامية, فالعبادة والطاعة منها صلة الارحام والتي تعلمناها في رمضان وبعد رمضان بالمداومة عليها فيما بين إرحامنا حتي نستفيد منها وهذه اللذة التي يشع الانسان بها في قلبه والمتعة الايمانية التي يتذوقها الانسان لما روي أن النبي صلي الله عليه وسلم قال أن للطاعة نور في الوجه وضياء في القلب وقوة في البدن وسعة في الرزق ومحبه في قلوب الخلق فعلي المسلم أن يستثمر هذه النعم وما أحمل أن يتذكر ظلمة المعصية لقول بن عباس في شأن المعصية لا أن للمعصين سوء في الوجه وظلمة في القلب ووهننا في البدن وضيق في الرزق وبغضنه في قلوب الخلق فليحاسب كل منا نفسه علي أن يبتعد عن هذه الأمور ومن الأشياء التي تساعد الانسان علي الاستمرار في فعل الطاعات الدعاء لله لقوله تعالي( السميع العليم) فمن الملاحظ أن الله تعالي أمر ابراهيم عليه السلام برفع القواعد من ا لبيت الحرام الكعبة المشرفة فاستجاب ابراهيم لأمر ربه ومع الاستجابة لأمر الله كان يواظب علي الدعاء وهو يقوم بتنفيذ الامر( ربنا تقبل منا أنك أنت السميع العليم فما أجمل أن يلجأ الانسان الي الله بالدعاء أن يقبله وأن يتقبل منه أعماله الصالحة ويقول الشيخ محمود القاطي أمام وخطيب مسجد السيدة نفيسة: أن كثيرا من الناس يتقربون إلي الله في رمضان أكثر من تقربهم إليه في غيره وكأنهم يعتقدون إن الله رقيبا عليهم في رمضان وغابت عنهم في غير رمضان وأن التكاليف والشعائر الإسلامية توجه اليهم في رمضان وتسقط عنهم في غير رمضان وبهذا كأنهميخادعون الله والذين امنوا ومايخدعون إلا انفسهم ومايشعرون فليس للعبد عذر في تقصيره في العبادات إلا أنه يتكاسل أو يتكبر أو يضعف أو يمرض فإن ترك الصلاة مثلا تكاسلا فهو من المنافقين لقوله تعالي( الذين قال الله فيهم يخادعون الله وهو خادعهم وإدا قاموا إلي الصلاة قاموا كسالي يراءون الناس ولايذكرون الله إلا قليلا مذبذبين ومن تركها تعاظما علي ربه واستكبارا فهو من العالكين بقوله تعالي العشمة ازاري والكبرياء ردائي فمن نازعني في واحدة منها فقد عذبته) وقوله تعالي والذين يستكبرون عن عبادتي سيدخلون جهنم واخرين وإن كان تاركا للصلاة وهو مريض لايستطيع القيام فليصلي قاعدا فأن لم يستطيع فمستلقيا لقوله تعالي لايكلف الله نفسا إلا وسعها ويضيف القاضي لمن كان عابدا ورعا في العبادة في رمضان وكان ضالا مضلا في غيره أن هذا تلون وخداع في الدين وتخبيط في العقيدة فمن كان يعبد رمضان فإن رمضان قد مات ومن كان يعبد رب رمضان مخلصا فالله حي لايموت أبدا مدي لايدركه زوال ولاتفنيه تداول الايام هو الاول والآخر والظاهر والباطن وهو بكل شيء عليم ويستنكر القاضي كيف يراهن المسلم علي كمال اسلامه وهو تارك للصلاة وكيف يدلل علي استقامته وهو لربه العاصين وكيف لايفكر في ربع وبطشه شديد وعذابه اليم, فالصلاة والمواطنة عليها نور للقلب وأمر الاسلام ببناء المساجد لها وشرع لها الأذان للتنبيه بها وتذكير الناس والجاهل بوقتها ليسرع المسلمون إليها ويؤدونها لوقتها في جو يسوده الاخاء والمحبة وليحرص الجميع علي فتح صفحة جديدة مع الله بعد رمضان في التقرب إليه في فعل الطاعات وتركك المنكرات والتخلف بأخلاق الاسلام فكثير منا يتقرب الي الله في رمضان بصلة الارحام وشراء الهداية واهدائها لهم ومنا من يتقرب الي الله بالاحسان الي الجيران بدعوتهم علي الافطار وغيره من أعمال البر وكذلك بمساعدة المرضي والمحتاجين وعيادتهم في المستشفيات فأولي بنا أن يكون رمضان مدرسة لتربية النفوس وتهذيبها لبقية العام فتكثر الطاعات والمساعدات للفقراء والمحتاجين في رمضان وغير رمضان ويشير الشيخ فكري اسماعيل وكيل وزارة الاوقاف الاسبق الي أن المسلم يخرج من أي عبادة بالمعاني التي يجب أن يسير عليها وبعد شهر رمضان وتعايشه معه بكل القيم التي دعي إليها من فعل الخيرات والقربات إلي الله والانضباط في الاقوال والافعال وشهر رمضان علم المسلمين الصفاء والنقاء والتقرب إلي الله بفعل العبادات والتزام المسلم بالسلوك الحميد, فهذا الشهر الذي تعلمنا خلاله الجود والكرم والعفو عند المقدرة وتلاوة القرآن الكريم وإيثار المصلحة العامة علي المصلحة الخاصة كل ذلك يوجب علينا أن بعد انتهاء رمضان أن نسير علي الدرب الذي كنا عليه في رمضان ولقد كان السلف الصالح بعد رمضان يدعو الله أن يقبل صومهم علي مدي ستة أشهر ثم بعدها يدعون الله أن يبلغهم رمضان وذلك حتي يعيشوا علي مدار العام في رحاب شهر رمضان من حيث السلوك والتقوي والابتعاد عن كل شيء حرمه الله مع الانضباط في القول والفعل أما بالنسبة لما يفعله البعض يعد رمضان من الاقبال علي السهوات وارتكاب المحظورات بدعوي ان الله قد غفر لهم ذنوبهم بصيامم في رمضان فهؤلاء لايفهمون حقيقة الدين لأن رب رمضان هو رب شوال ورب السنة كلها وهو معنا في تصرفاتنا ويإكد الدكتور أحمد عمر هاشم رئيس جامعة الازهر الاسبق أن المسلم عليه أن يستصحب عبادات رمضان إلي مابعد رمضان فاذا كان قد تعول الصيام في رمضان فعليه أيتنقل في غير رمضان من ا لصوم, واذا كان قد تعود الصلاة والقيام فعليه أن يكثر من التهجد في غير رمضان واذا كان قد تعود الكرم والجود فعليه أن يكثر من التصدق في غير رمضان وهكذا في كل العبادات يجب ان يستصحبها بعد رمضان حتي يستفيد من رمضان والذي هو بمثابة دورة تدريبية يتدرب فيها المسلم علي سائر العبادات والطاعات التي تنفيعه في الدنيا والاخره