رغم أن رمضان تحول عندنا إلي شهر للمسلسلات الخالية من مضمون, إلا القليل, وشهر البرامج التافهة, المحرضة علي الفسق والفجور, يبقي رمضان رغم أنف الجميع وأنف كل الكارهين, شهر التقوي والمغفرة. وإن كان هناك من تغلب عليه شيطان المسلسلات, وأضاع وقته في مشاهدة لا تفيد أو تنفع,فإن الكثيرين من المسلمين أداروا ظهورهم للمفسدين,والقنوات الخاصة ولم تثنهم نيران الأسعار, التي ألهبت أيامهم,وقصمت ظهورهم, عن ذكر الله الكريم الغفار. وكل من قضي الشهر في الطاعة وبحثا عن الشفاعة, لابد أن يجعل من الشهر الكريم منطلقا لما بعده, وزادا في طريق الرحمة والمغفرة طوال العام,ولابد أن يسأل كل منا ماذا بعد رمضان,وليقارن كل منا بين حالنا في رمضان وحالنا بعده,وليسأل نفسه, كنت في أيام رمضان في صلاة وقيام, وتلاوة, وصيام, وذكر ودعاء وصدقه وإحسان وصلة أرحام! ذقنا حلاوة الإيمان وعرفنا حقيقة الصيام ولذه الدمعه وحلاوة المناجاة في الأسحار!!.. كنا نصلي صلاة من جعلت قرة عينه في الصلاة وكنا نصوم صيام من ذاق حلاوته وعرف طعمه وكنا ننفق نفقة من لا يخشي الفقر وكنا.. وكنا.. مما كنا نفعله في هذا الشهر المبارك!. كنا نتقلب في أعمال الخير وأبوابه حتي قال قائلنا...يا ليتني مت علي هذا الحال!! ياليت خاتمتي كانت في رمضان..!. يرحل رمضان ولربما عاد تارك الصلاة لتركها وآكل الربا لأكله ومشاهد الفحش لفحشه وشارب الدخان لشربه,فنحن لا نقول أن نكون كما كنا في رمضان من الاجتهاد, ولكن نقول: لا للانقطاع عن الأعمال الصالحة فلنحيا علي الصيام والقيام والصدقة ولو القليل. ** ها نحن نودع رمضان... ونهاره الجميل ولياليه العطرة, ها نحن نودع شهر القرآن والتقوي والصبر والجهاد والرحمة والمغفرة والعتق من النار,فماذا جنينا من ثماره اليانعة وظلاله الوارفة؟!هل تحققنا بالتقوي وتخرجنا من مدرسته بشهادة المتقين؟!هل تعلمنا فيه الصبر والمصابرة علي الطاعة وعن المعصية ؟!هل ربينا فيه أنفسنا علي الجهاد بأنواعه ؟!هل جاهدنا أنفسنا وشهواتنا وانتصرنا عليها ؟!هل غلبتنا العادات والتقاليد السيئة ؟! أسئلة كثيرة.. وخواطر عديدة تتداعي علي قلب كل مسلم صادق.. يسأل نفسه ويجيبها بصدق وصراحة.. ماذا استفدت من رمضان ؟ إنه مدرسة إيمانية... إنه محطة روحية للتزود منه لبقية العام... ولشحذ الهمم بقية العمر... فمتي يتعظ ويعتبر ويستفيد ويتغير ويغير من حياته من لم يفعل ذلك في رمضان ؟! إنه بحق مدرسة للتغيير.. نغير فيه من أعمالنا وسلوكنا وعاداتنا وأخلاقنا المخالفة لشرع الله جل وعلا{.. إن الله لا يغير ما بقوم حتي يغيروا ما بأنفسهم...} الرعد11. إن كنتم ممن استفاد من رمضان... وتحققت فيكم صفات المتقين! فصمتم حقا... وقمتم صدقا... واجتهدتم في مجاهدة أنفسكم, فاحمدوا الله واشكروه واسألوه الثبات علي ذلك حتي الممات,وإياكم ثم إياكم... من نقض الغزل بعد غزله,إياكم والرجوع الي المعاصي والفسق والمجون وترك الطاعات والأعمال الصالحة بعد رمضان.. فبعد أن تنعموا بنعيم الطاعة ولذة المناجاة... ترجعوا إلي جحيم المعاصي والفجر, فبئس القوم الذين لا يعرفون الله إلا في رمضان..!!