آمال الشرابى لماذا نصوم ؟؟؟ هل الصيام عن الشهوات فقط ؟ هل الله يريد أن يعذبنا ؟ ماذا يريد الله منا؟ الله غنى ًُ عنا , لا يحتاج عبادتنا , لا يحتاج لدعائنا وتوسلاتنا ولا يريد إذلالنا. طلب الله منا الصيام من أجلنا نحن , قال الله عز وجل : لعلكم تتقون . نحن نصوم لكى نتحصل على شئ مهم فى حياتنا , ليس المقصود الكف عن الشهوات وإرهاق الجسد فى العبادات ....!!! المقصود هو الحصول على التقوى .....فماهى التقوى ؟؟؟ التقوى معناها اللغوى هى الحائل والمانع والحاجز الذى تتقى به نفسك مما يضرك ويؤذيك وكذا مايؤذى غيرك فالتقوى تجعلك تراقب الله مع اهلك , مع اولادك , مع جيرانك , مع اصدقائك , فى عملك , فى الشارع , آى أن تعامل الناس بالحسنى ,وتلتزم الأداب والأخلاق ليس مع البشر فحسب بل مع الحيوانات أيضاً مع سائر الاكوان . ومقصود التقوى من الوجهه الدينية أن تقوم بعمل كل ماآمر الله به وتبتعد عن كل ما نهى الله عنه , أن تعبد الله وكأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك, وسُؤل على رضى الله عن التقوى فقال هى : الخوف من الجليل ، والعمل بالتنزيل والرضى بالقليل ، والاستعداد ليوم الرحيل آى الخوف من الله خوف خشية وعظمة و إجلال وتعظيم وليس رهبة , والعمل بما جاء فى القرآن ونرضى بقسمة الله و قضاءة وقدرة وتستعد فى كل وقت للموت بالعمل الصالح والمعاملة الحسنة . .وجاءت آيات كثيرة تحث على التقوى ومنها ما جاء فى سورة البقرة (ياأيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون) ونجن نذكر هذة الأية على وجه الخصوص لأن التقوى هنا إقترنت بالصيام ....!!! لماذا ؟ لماذا التقوى إقترنت بالصيام ؟ لأن الصيام مدرسة مدرسة تتعلم من خلالها التقوى , التقوى التى هى عبادتنا ومعاملاتنا , ونحن فى رمضان ندخل مدرسة الصيام , مدرسة مدتها ثلاثين يوماً , التلميذ يدخل المدرسة يسلم نفسه للمدرس حتى يعلمة ويفهمة ويخرج مُلم بكل العلوم ,ولله المثل الأعلى , الله أعطانا شهر رمضان منحة , ففى أول ليلة منه يصفد الله الشياطين آى يسلسلهم فلا سلطان للشياطين على الإنس , وينزل الله الرحمات والبركات وفى هذا الشهر ليلة خيرًُ من الف شهر هى ليلة القدر لاتسأل الله فيها من خير الدنيا والآخرة إلا أعطاك الله , يعتق الله فى شهر رمضان الوف من البشر كانت تستحق النار يدخلها الله الجنة . فى هذا الشهر نتعلم العبادة فيكثر الذكر والقرآن والتهجد. فى هذا الشهر نتعلم الرحمة فالغنى يعطى الفقير ويرحمه. فى هذا الشهر نتعلم كيف نسامح ونعفو ونصبر. وكان عمر بن عبد العزيز رحمة الله عليه يقول : التقوى ليست بصيام النهار ولا بقيام الليل ولكن التقوى هى ترك ما حرم ونهى الله عنه وأداء ما فرضه الله . وقال ابو هريرة رضى الله عنه فى تعريف التقوى : أن إذا رأيت الشوك فى طريقك إبتعدت عنه هى تلك التقوى . فها نحن مازلنا فى الشهر المبارك فرصة كى ننجو بأنفسنا ونتعلم كيف نتحصل على التقوى التى هى نتاج عباداتنا ومعاملاتنا فى هذا الشهر وكذا هى الحائل والمانع والحصن لأشواك الدنيا التى هى المعاصى والذنوب والتى هى خطوات الشيطان و بالتقوى الشيطان يُصبح اسيراً مقيداً ليس فى رمضان فحسب بل دائماً وابدا فالذكر وأعلاه لا إله إلا الله وهى كلمة التوحيد والصلاة والدعاء لله عز وجل كل هذا يقيد الشيطان ويسلسلة وكذلك الصدقة تنجيك من النيران وتطفئ غضب الله كل ذلك يجعلك تتحصل على التقوى .