«وإذا مرضت فهو يشفين» (الشعراء: 80) هناك فرق كبير بين التداوى أوالعلاج وبين الشفاء ففى اللغة (داوي) المريض ونحوه ودواء أى عالجه و(تداوي) أى تناول الدواء أو العلاج وعلى العكس (شفي) الله العليل شفاء أى أبرأه من علته و(استشفي) من علته أى برئ منها ومن أمثلة الأمراض التى يتعرض لها الإنسان الأمراض السرطانية؛ حيث يتعرض الإنسان طيلة حياته إلى الملايين من الخلايا ذات القابلية لإحداث هذا المرض غير أن الجهاز المناعى الذى خلقه الله سبحانه وتعالى يقف لها بالمرصاد فالخلايا الطبيعية تحتوى على غشائها على أنواع من المستضدات (Antigens) مثل: - مستضدات الطرد النسيجى الكبري، المستضدات المميزة للأنسجة، المستضدات الجينية السرطانية، المستضدات المتميزة. - المستضدات المرتبطة بالفيروسات، وعندما تتحول الخلية الطبيعية إلى خلية سرطانية فإن هذه المستضدات تختفى ويظهر بدلاً منها مستضدات جديدة والتى قد تحدث تفاعلات مناعية وتسمى المستضدات التى تحدث طردا للخلايا السرطانية. وتشمل طرق مقاومة الخلايا السرطانية، المناعة الطبيعية: وتعنى تحلل الخلايا السرطانية ذاتيا وتنتج من النشاط الحيوى لثلاثة انواع من خلايا الدم البيضاء وهيالخلايا المحببة والخلايا اللاقمة النشطة والخلايا القاتلة الطبيعية، المناعة المكتسبة: ولا تختلف هذه الطريقة عن طريق مهاجمة الأنسجة المزروعة بالجسم وتشمل هذه الطريقة منظومة من تتكون مستضدات جديدة على سطح خلايا الأورام السرطانية، وترتبط هذه الخلايا السرطانية بالخلايا اللاقمة أو بخلايا تمثل بها نفس المستضدات، وتقوم الخلايا الليمفاوية القاتلة بتمييز هذه المستضدات الجديدة وكذلك بتمييز نوع من البروتين. وتقوم الخلايا الليمفاوية المساعدة (T-helper-cells) وخلايا(B-cells) بتكوين أجسام مضادة، وتقوم الخلايا المنشطة (Activated T-cells) بإفراز سلسلة من مواد تسمي(Lymphokines) والتى تؤدى إلى تثبيط وتدمير الخلايا السرطانية. (ج) العوامل الأخرى المساعدة، مادة (Gamma Interferon) والمقاومة للفيروسات تقوم بتنشيط الخلايا القاتلة والتى تؤدى إلى تحلل الخلايا السرطانية، كما أنها تنشط الخلايا اللاقمة، مادة (Perforin) والتى تنتجها خلايا (T) المنشطة عندما تلامس الخلايا السرطانية فإنها تحدث بها ثقوبًا مما يؤدى إلى دخول غير متحكم فيه للماء والأملاح إلى داخل الخلايا السرطانية وتحللها تنتج مادة تقوم بجذب الخلايا اللاقمة (CFM) إلى الخلايا السرطانية لتحطيمها، تنتج مادة تقوم بتقليل حركة الخلايا اللاقمة فتظل فى جوار الخلايا السرطانية لالتقامها (MIF). وتقوم مادة تسمى (Interleukin 2، IL2) بتنشيط الخلايا القاتلة وغير القاتلة؛ حيث تزيد من خواصها السمّية وتسمى هذه النظرية (Activated killer cell therapy) وقد زاد استخدام هذه النظرية فى التطبيق العلاجى بالولايات المتحدة منذ عام 1988 وهكذا يتضح أن هناك منظومة مناعية دفاعية لمقاومة الخلايا السرطانية فإذا تعرض الإنسان إلى تركيز عال من المواد المسرطنة مثل التدخين أو إذا أصيب الجهاز المناعى للجسم فإن فرصة الإصابة بالسرطان ترتفع ويحتاج إلى أنماط علاجية أخرى ولذا فيجب المحافظة على هذا الجهاز المناعى بغية الشفاء. وصدق من قال فى كتابه الكريم منذ أكثر من 1400عام فى سورة الشعراء آية 80 «وإذا مرضت فهو يشفين».