جاء الحادث الذى شهدته منطقة ميت حبيش البحرية التابعة لمركز طنطا بمحافظة الغربية والذى أسفر عن إصابة 40 شخصا من العاملين بأحد مصانع إنتاج المنظفات الصناعية ليكون بمثابة جرس إنذار لجميع قيادات ومسئولى محافظة الغربية بسرعة التحرك لمواجهة ظاهرة انتشار العديد من المصانع والمخازن التى تتم إقامتها وسط الكتلة السكانية كما يؤكد عدد كبير من الأهالى والتى تعمل بعيدا عن أعين الرقابة والتى تعتمد فى مكوناتها الأساسية على أحماض وكلور ومواد سريعة الاشتعال مثل السولار والتنر وهى مواد يتم تخزينها دون ضوابط وعلى مرأى ومسمع من مسئولى الأمن الصناعى وإدارات التراخيص والذين يتجاهلون تلك المشكلة رغم أنه سبقها عدة وقائع أخرى مماثلة ولولا تدخل العناية الإلهية فى عدم وقوع خسائر فى الأرواح لحدث ما لا يحمد عقباه ، وطالب الاهالى بإيجاد حلول جذرية لهذه المصانع المخالفة لحماية أرواح سكان هذه المناطق من الخطر الداهم الذى يحاصرهم من كل مكان وإنهاء مخاوفهم من احتمالات تكرار مثل هذه الانبعاثات والحوادث من جديد ونقل المصانع والمخازن العشوائية التى تعملبالمخالفة للقانون بعيدا عن الكتلة السكنية . ويقول محسن عمر موظف إن ميت حبيش البحرية شهدت منذ سنوات طويلة قيام العديد من أصحاب المشروعات بإنشاء مصانع لإنتاج المنظفات الصناعية وتعبئة مواد التنر والخل بجوار المنازل وداخل الكتلة السكنية وعلى الطريق السريع طنطاالقاهرة ، حيث يستخدم معظمها الأصباغ الخطرة فى أعمال التصنيع كما يقومون بتخزين المواد الكيماوية بطرق بدائية وغير مطابقة للمواصفات الفنية مما يجعل المنطقة تتعرض للعديد من الكوارث كان منها الحادث الأخير بأحد مصانع » بير السلم « الذى أقامه أحد الأشخاص أسفل منزله حيث وقع انفجار فى أحد الخزانات داخل المعمل التابع للمصنع المخالف مما أدى إلى إصابة 40 شخصا من العمال وأهالى ميت حبيش وكان من بينهم بعض الأطفال نتيجة استنشاق غاز ضار بسبب تفاعل بعض المواد الكيماوية، وطالب مسئولى محافظة الغربية والبيئة بمواجهة تلك المصانع التى يعمل معظمها فى إنتاج المنظفات الصناعية وبدون ترخيص وبعيدا عن الجهات الرسمية وتشكل خطورة على أرواح المواطنين . وأضاف محمود أشرف محاسب أن هذه الواقعة لم تكن الأولى بعد أن سبقها منذ سنوات حريق هائل اندلع داخل مخزن لتعبئة التنر والدهانات بمنطقة الخادم المزدحمة بالسكان ، مشيرا إلى أن هذه الحوادث أصبحت تدق ناقوس الخطر وتحذر منخطورة هذه المصانع والمخازن التى تستخدم مواد كيماوية وأصباغا وأحماضا فتاكة ، حيث تنتشر فى مناطق مزدحمة بالسكان وفى شوارع بعضها ضيق بعد قيام أصحاب المنازل بتأجيرالطوابق الأرضية كمخازن ما يزيد من حجم أى كارثة فى حالة وقوعها ، وناشد مسئولي المحافظة بالتصدى لهذه الظاهرة الخطيرة والتى انتشرت بشكل كبير فى الفترة الأخيرة دون رقابة والتى تهدد حياة المواطنين . وأوضح على بيومى من أهالى ميت حبيش أن المشكلة الحقيقية تتلخص فى أن معظم هذه المصانع والمخازن التابعة لها تعمل بالمخالفة للقوانين وبدون الحصول على تراخيص قانونية أو اتخاذ جميع الإجراءات الاحتياطية والاشتراطات الأمنية التى من المفترض أن يتم اتخاذها لتأمينها لحماية أرواح العاملين بها والمواطنين المجاورين لها من خطر احتوائها على كميات كبيرة من المواد سريعة الاشتعال مثل السولار والتنر والتى تمثل مشكلة للجميع وهو ما يتطلب من جميع المسئولين القيام بسرعة فتح ملف هذه المصانع والمخازن العشوائية لوضع ضوابط لها وإغلاق المخالف منها ونقلها بعيدا عن المناطق الآهلة بالسكان . ومن جانبه أكد اللواء هشام السعيد محافظ الغربية أنه يجرى مراجعة تراخيص المصانع التى تعمل فى مواد شديدة الخطورة وداخل الكتلة السكنية سواء بميت حبيش أو على مستوى المحافظة وغلق المخالف منها فورا , مشيرا إلى أنه أصدر تعليماته لفرع جهاز البيئة بالمرور الدورى على المصانع المخالفة للتأكد من توافر، جميع سبل الأمان بهذه المصانع ومن أجل حصرها ودراسة إمكانية تدبير أماكن أخرى بعيدة عن الكتلة السكنية لنقل مثل هذه المصانع إليها حفاظا على أرواح المواطنين.