تعد حارة مختار بمدينة بنى سويف من أصغر حارات المدينة حجما ولكنه أكثرها عبقا ، فهى مليئة بالبيوت ذات الطراز المعمارى القديم والنادر والذى مر على بنائها أكثر من 150 عاما ورغم أن طول الحارة لا يتعدى 40 مترا وعرضها 3 أمتار فإنها أشهر مناطق بنى سوف خاصة فى شهر رمضان لما يقوم به سكانها من تزيين سمائها لتظل مبهرة بألوانها. كما يخطف بصرك النسق الجمالى بلمبات الإنارة المعلقة هنا وهناك ، ودائما ما تحصل حارة مختار على المركز الأول بالمحافظة فى زينة رمضان منذ عشرات السنين دون أن يستطيع أن ينافسها أحد. ويقول هيثم على كهربائى ورثنا فن تزيين الحارة منذ الأجداد لاستقبال شهر ونظرا لعمل عائلتى بمجال الفراشة فنحن نبدع فى فنون تزيين الشوارع ونقوم بالأمر قبل دخول الشهر الكريم ب 15 يوما ، حيث نقوم بعمل ديكورات الزينة كل عام بشكل مختلف عن سابقهكما نقوم بعمل ستارة بالألوان من القماش والعروق لواجهة الشارع نطلق عليها المسرح ليكون مدخل الحارة مميزا ويجلب الراحة النفسية والبصرية لسكانها وزائريها . وتضيف أم محمد ربة منزل أن النساء دورهم الأساسى على مدار العام القيام بجمع مبالغ صغيرة جدا من قاطنى الحارة حتى لا يشعر أحد بها ونقوم بشراء أدوات الزينة وكل المستلزمات التى يطلبها منا الشباب المتخصص من أهالى الحارة ونشرع بعدها جميعا فى تزيين الحارة التى يستغرق العمل بها 15 يوما من كل عام قبل رمضان ، وتابعت « نحن نحافظ على نظافة الشارع أيضا دون انتظار لعمال مشروع النظافة وكل لحظة تمر من الشهر الكريم نشعر بها ونعيش أجواءها ونحيى طقوسها. ويشير وجدى حليم أعمال حرة إلى أنه أول من يقوم بدفع نصيبه فى تزيين حارة مختاروقال « رمضان مش للمسلمين فقط فنفحاته وأيامه العطرة تحيط بالجميع «لافتا إلى أنه لا يتناول الطعام إلا مع جيرانه وقت الإفطار .. وأضاف أن أبواب منازل الحارة لا تغلق أبدافنحن عائلة كبيرة ويشهد نهار رمضان مساعدة السيدات لبعضهن البعض فى أعمال الطهو وإعداد بعض أنواع الحلوى ، وعقب الإفطار يخرج الأطفال بالفوانيس للشارع وتقوم النساء بتوزيع الحلوى على بعضهن ، حيث إن هذه الحياة المترابطة لم تعد موجودة إلا فى الأحياء الشعبية التى تمثل مصر الحقيقية والمعنى الأصيل للوحدة الوطنية . وأوضح سامح فاروق تاجر أن حارة مختار كانت قديما تستخدم ورق الكتب التى كانت تخزنها كل أم عقب انتهاء دراسة أبنائها ، حيث يقوم الشباب بتقطيعها بأشكال فنية وتقوم النساء بشد الخيط ولصق تلك الأوراق عليه بالعجينة ، وكان الأمر مجهدا جدا ، أما حاليا فالأمر أصبح أيسر علينا نظرا لوجود الأوراق الجاهزة الخاصة بالزينة ولكن ما زلنا نقوم بصناعة الفوانيس وأحبال النور بشكل مبتكر ومميز ، وقال « أحيانا نقوم بصناعتها من الحديد والبوص الرفيع ونطعمها بأحبال النور مختلفة الألوان لتخرج الحارة فى النهاية لوحة فنية تتزين بها طوال شهر رمضان الكريم.