«أفلا ينظرون إلى الإبل كيف خلقت» (سورة الغاشية آية 17) برغم أن الإبل كانت تعيش فى موطنها الأصلى بأمريكا الشمالية منذ نحو 40 مليون سنة إلا أن الإنسان لم يستأنسها إلا منذ قرابة ألفى عام. وقد تمت حديثًا دراسة سلوكيات الإبل فوجد أنها سلوكيات مثيرة وأبسط ما يقال عنها إنها سلوكيات راقية ومنها أن الإبل من الحيونات القليلة التى تحافظ على البيئة؛ حيث إنها تفضل أن تأكل الأجزاء العليا من الأشجار والشجيرات العليا فى الصحراء والأعشاب الصحراوية والنباتات الشوكية الملحية بينما تبقى الأجزاء السفلى من هذه النباتات وبالتالى تسمح لها باستمرار النمو مرة أخرى وهذا السلوك بخلاف حيوانات أخرى كالماعز والغنم والتى تأكل الأجزاء السفلى للنبات وتقوم بتدميره وتضر بالبيئة ويساعد الإبل فى ذلك شفتها المشقوقة والتى تتجنب بها الأشواك فى هذه النباتات، ويكون الأكل على هيئة قبضاب صغيرة من كل نبتة. تحب الإبل الرعى فى الصباح الباكر وقبل الغروب تجنبا لحرارة الشمس الحارقة ومحافظة على جسدها من شدة الحر وفقد الماء وهى ترعى نحو 5.5 ساعة يومياً قبل الظهر، وأن الإبل خاصة الإناث تحب وطنها بشدة وتحن إلى أماكن ولادتها حتى ولو كانت قليلة المرعى، وأن الناقة شديدة الحنان بمولودها الصغير وتنهض بسرعة بمجرد الولادة لتضم وليدها بين قوائمها وتفعل كل ما يمكن لحمايته والمحافظة عليه، فالإبل شديدة الإخلاص لراعيها ولا يتوقع منها أن تضر به أو تركضه كما أنها تزداد حماية له عند هبوب الرياح وعند الأمطار وأثناء الظهيرة؛ حيث إنها تضمه بين قوائمها كما أنها تحافظ عليه أيضا أثناء النوم. أن الإبل حيوانات وديعة سهلة الانقياد إذ يستطيع طفل صغير أن يقود جملاً ضخما. إن الإبل كثيراً ما تتناسى الأذى من راعيها ولكنها عندما تريد إيذاءه فإنها تخزن هذه المعلومات فى عقلها وتنتهز فرصة يكون الراعى فيها نائما أو غافلاً أو واضعاً للسلاح فتنقض عليه بكل ما أوتيت من قوة وتنهال عليه ضربا ورفسا أو تجلس عليه ولا تتركه إلا إذا مات أو أنقذه أحد منها إلا أن هذا السلوك سلوك نادر؛ حيث لا يحدث الانتقام من الراعى إلا بعد الحقد الشديد من ظلمه. إن الإبل قليلة الصخب مثل حيوانات أخرى كثيرة وصوت الإبل أو (الرغاء) لا يصدر بدون سبب مثل التعرض للمخاطر أو التحميل أكثر من الطاقة أو سوء المعاملة وهو شكوى أو إنذار، والإبل حيوانات متعددة دورات الشياع ودورة الشياع فى الإبل تختلف عنها فى بقية الحيونات الزراعية حيث يوجد 3 أطوار على مدار 24-28 يوما وفى حالة الشياع تقوم الإناث بكثرة التجمع وزيادة الحركة واللعب. وتصل فترة الحمل فى النوق من 12-13 شهراً. وتجدر الإشارة إلى أن غيرة الذكور على الإناث أثناء التكاثر تكون عكس ما يحدث فى ذكور الخنازير. إن الإبل شديدة الذكاء مما يجعل بعضها يشترك فى سباق الإبل مما يرفع أسعار بعضها إلى أكثر من مليون ريال سعودى للوحدة، والإبل شديدة الصبر على العطش إلى 44.6 يوم دون ماء وشديدة الصبر على الجوع إلى 31 -39 يوم دون طعام. وهكذا يتضح أن للإبل سلوكاً أبسط ما يقال عنه إنه سلوك راق، وصدق من قال فى كتابه الكريم منذ أكثر من 1400عام فى سورة الغاشية آية 17«أفلا ينظرون إلى الإبل كيف خلقت».