أصبح الفريق الأول لكرة القدم بالنادى الأهلى على مقربة شديدة من الاحتفاظ بدرع الدورى الممتاز، بعد تغلبه على إنبى بهدفين دون رد، فى اللقاء الذى جمع الفريقين مساء أمس على استاد بتروسبورت بالتجمع الخامس، وهو اللقاء المؤجل من الجولة ال30 من عمر منافسات المسابقة المحلية، ليرفع بذلك الفريق المنتصر رصيده إلى النقطة 73 مغردا على القمة، ومبتعدا بالصدارة بفارق سبع نقاط عن الزمالك أقرب منافسيه، فيما أصبح إنبى على حافة الهاوية بشكل حقيقى ومهددا بالعودة إلى القسم الثانى بعد ظهور استمر 17 عاما بدورى الأضواء، إثر تجمد رصيده عند النقطة 36. انتهى الشوط الأول من مباراة أمس بتقدم الأهلى بهدف لحسين الشحات فى الدقيقة الرابعة، وفى الشوط الثانى يضيف البديل رمضان محسن الهدف الثانى فى الدقيقة الرابعة من الوقت المحتسب بدلا من الضائع، ليثبت قدرات فريقه فى التسجيل فى الثوانى الأخيرة، وهى الظاهرة التى اتسم بها الفريق الأحمر فى السنوات الأخيرة. ورغم انتصار الأهلي، فإن هذا الانتصار لم يخل من الجوانب السلبية مثل استمرار تراجع الحالة الفنية والبدنية لصالح جمعة، لاعب الوسط المهاجم، كما لو كان اكتفى بفترة تألقه الأخيرة فى بعض المواجهات الماضية، بالإضافة إلى عدم تخلص المغربى وليد أزارو من مشكلة اللمسة الأخيرة، بعد أن أهدر عددا من الفرص بشكل أدى إلى استغاثة عشاق فريقه ممن تابعوا اللقاء، وإن كان الأوروجوانى مارتن لاسارتى المدير الفنى للأهلي، لم يجد صعوبة فى التفوق الخططى على على ماهر، نظيره فى إنبي، وساعد على ذلك عدم امتلاك الفريق البترولى أنيابا حقيقية خاصة فى الشق الهجومي، وتجسد ذلك على مدى شوطى المباراة التى أدارها تحكيميا محمد عادل. وعن أحداث الشوط الأول.. لم يعط لاعبو الأهلي، وخاصة عناصر الخطين الأماميين فرصة لفترة جس النبض، وسرعان ما حصلوا على زمام المبادرة الهجومية، ومع حلول الدقيقة الثانية شن حسين الشحات محاولة خطيرة على مرمى عبد العزيز البلعوطي، حارس الفريق البترولي، ومع الدقيقة الرابعة، يتلقى الشحات كرة عرضية رائعة داخل منطقة الجزاء تفادى رمضان صبحى استقبالها لوجوده فى وضعية التسلل ليسدد الشحات كرة قوية مرت من بين قدمى البلعوطى إلى داخل مرماه. ورغم ارتباك صفوف إنبى بعد الهدف، فإن الفريق البترولى سرعان ما استعاد توازنه، وبدأ الدخول فى أجواء اللقاء، ويقود محمود قاعود هجمة لم يكتب لها النجاح، ويتصدى محمد الشناوى لتسديدة رائعة من وضع الحركة أطلقها المخضرم أحمد شكري. وتتعدد هجمات إنبى على مرمى الفريق الأحمر، من خلال أحمد رفعت ومحمود قاعود وأحمد شكري، ولكن باستثناء تسديدة أحمد شكري، لم تسبب المحاولات الهجومية لإنبى إزعاجا لياسر إبراهيم وأيمن أشرف، قلبى دفاع الأهلي، لتمركز الثنائى الأخير بقوة خلال التعامل مع خطورة مفاتيح لعب إنبى ومنافذ تهديفه، خاصة خلال ال20 دقيقة الأولي، إثر الحيرة التى أصابت صفوف الفريق المتأخر، وعدم تحديد إستراتيجيته سواء بالدفاع أو الهجوم الصريح لإدراك هدف التعادل، وينقذ البلعوطى كرة صاروخية أطلقها وليد أزارو. ويظهر هجوم الأهلى بشكل أكثر تركيزا، ويساعد الارتباك الدفاعى البترولي، الذى تمثل فى التباعد بين رامى صبرى وإبراهيم يحيي، على تسهيل مهمة صالح جمعة ورمضان صبحى وحسين الشحات ومن أمامهم أزارو فى تشكيل خطورة بالغة على مرمى البلعوطي، وزاد من صعوبة مهمة دفاع إنبى تقدم عمرو السولية وحمدى فتحى من متوسط الميدان الدفاعى لإحداث الزيادة العددية فى الشق الهجومي، فيما التزم محمد أشرف «روقة» ومحمود غالي، ثنائى ارتكاز إنبي، بالشق الدفاعى بشكل يجسد عدم امتلاك الفريق البترولى الجرأة الهجومية، ولكن رغم ذلك استمرت مشكلة اللمسة الأخيرة فى مطاردة لاعبى الأهلي، وتمثل ذلك فى الفرص التى أهدرها الشحات وصالح وأزارو. ويظهر على معلول من الجبهة اليسرى بكرة عرضية أخطأت رأس أزارو، لتسقط على قدم رمضان صبحى الذى سدد كرة رائعة مرت بجانب القائم الأيمن مباشرة. وترتفع حدة الإثارة فى الدقائق الأخيرة، ويلعب أحمد رفعت كرة عرضية على رأس محمد بسيونى يتصدى لها محمد الشناوى بصعوبة بالغة، ويتصدى قائم البلعوطى لكرة لعبها صالح جمعة، وينتهى الشوط الأول بتقدم الأهلى بهدف دون رد. ومع بداية الشوط الثاني، يحاول لاعبو إنبى الحصول على زمام الأمور واستغلال عدم دقة الشناوى فى توقيت الخروج من مرماه، ويحاول بسيونى اختراق دفاعات الأهلي. ورغم المحاولات الهجومية لإنبي، فإن الهجمات الأهلاوية ظلت أكثر خطورة، ومن إحدى هذه الهجمات يهدر أزارو فرصة خطيرة رغم أنه كان فى وضعية انفراد بالبلعوطي. ويجرى على ماهر تغيير، بسحب أحمد شكرى والدفع بعمر فتحى «سافيولا»، لبث النشاط الهجومى فى أداء إنبي. ويحاول محمود غالى التقدم من متوسط الميدان الدفاعى لإنبي، لإحداث الزيادة العددية فى الشق الهجومي، ولكن لم يمتلك الإمكانات التى تساعده على إحداث الفارق، ويطالب صالح جمعة بالحصول على ركلة جزاء، ولكن لم يلتفت الحكم لطلب اللاعب الذى سحبه مارتن لاسارتى ليدفع بوليد سليمان، ويجرى إنبى تغييره الثانى بالدفع بالكونغولى شيدريك لوكومبي، قلب الهجوم. ويهدأ إيقاع المباراة، خاصة من لاعبى الأهلي، فيما ضرب التوتر لاعبى إنبي، ويتقدم مدافعو إنبى لإحداث الزيادة العددية فى الشق الهجومى ، مما تسبب فى ظهور مساحات فى خط ظهر الفريق البترولى ليؤدى ذلك إلى خطورة بالغة على مرمى البلعوطى خاصة الكرة التى لعبها أزارو من داخل الست ياردات وهو فى حلق مرمى إنبي، إثر تمريرة وليد سليمان، وأنقذها البلعوطي. ويلقى على ماهر بآخر أوراقه الهجومية بالدفع بالمالى أبوبكر ديارا على حساب محمود غالي، فيما دفع لاسارتى بالأنجولى جيرالدو داكوستا على حساب حسين الشحات، الذى اكتفى بالهدف الذى سجله فى الشوط الأول. ويهدر وليد سليمان فرصة سهلة، إثر تمريرة رائعة من رمضان صبحى لوليد على حدود منطقة الست ياردات، حيث لعبها بشكل استعراضى لتهادى البلعوطي. ويتبادل الفريقان الهجمات غير المؤثرة فى الدقائق العشر الأخيرة، ويجيد لاعبو الأهلى التحكم فى إيقاع المباراة، وساعدهم على ذلك استنفاد لاعبى إنبى مخزونهم البدني، ويجرى لاسارتى تغييره الأخير بإشراك المهاجم مروان محسن على حساب أزارو غير الموفق تماما. ويلعب عمرو السولية كرة عرضية لأحمد فتحىالغائب الحاضر ليسدد فتحى الكرة فى الشباك من الخارج، ثم يلعب جيرالدو كرة ماكرة بباطن قدمه تخطيء مرمى البلعوطي، ويطالب مروان محسن بركلة جزاء إثر سقوطه داخل المنطقة، وتتصاعد حدة الإثارة ويسدد رمضان صبحى كرة بعيدة عن المرمى رغم أنه كان فى وضعية جيدة للتسجيل. ويهاجم إنبى بستة لاعبين فى الدقائق الأخيرة، دون أن تنجح تلك الاستراتيجية فى فك رموز الفريق الأحمر. وفى الدقيقة الرابعة من الوقت المحتسب بدل الضائع، يطلق مروان محسن «رصاصة الرحمة« على إنبى بالهدف الثانى للأهلي، من كرة رائعة بباطن قدمه فشل البلعوطى فى التصدى لها، ثم ليطلق الحكم صفارة النهاية بعد الهدف مباشرة، معلنا فوز الأهلى بهدفين دون رد. محمد رشوان