على الرغم من محاولاته المتكررة للهروب من ملاحقات رجال مباحث مركز إدفو بأسوان، فإن يقظة الأجهزة الأمنية وتتبعها للمطلوبين من معتادى الإجرام وتجار السموم البيضاء قد تمكنت من إسقاط «حسين « قبل قيامه بترويج كمية من البانجو على عملائه. ظن حسين «عاطل» أنه بمنأى عن عيون المباحث، فوسوس له الشيطان بتكثيف نشاطه الإجرامى فى شهر الفضيلة والكرم أن يقنعه بأن الظروف ستكون مواتية فى ظل حالة الاسترخاء التى توهمها فى الأجهزة الأمنية. ولأن الجشع والطمع يسيطران على تفكيره، اهتدى إلى سبيل أصدقاء السوء واتفق مع عدد من أصدقائه على المغامرة بعقد صفقة بانجو فى ليلة رمضانية على أن يتم تسليمها لصغار الموزعين فى وقت الإفطار، آملا فى أن يكون رجال المباحث مشغولين بتناول الإفطار بعد صيام يوم شاق وحار فى مدينة إدفو. وبعد إبرامه للصفقة خارج حدود المحافظة، عاد حسين بصيده الثمين الذى وضع فيه تحويشة العمر، وعندما تخطى الدروب الجبلية هربا من كمائن الطريق الصحراوي، انفرجت أساريره بالوصول إلى قريته واعتقد واهما أنه أصبح بعيدا عن رجال المباحث، فيما كان المقدم محمد إمبابى ومعاونوه يترقبون المشهد لحظة بلحظة . وبعد أن اطمأن رجال الشرطة السريين لاستقرار الهدف بصفقته، وعقب تقنين الإجراءات وفى الموعد المحدد وبينما كانت الأسر والعائلات تجتمع على موائد الإفطار فى انتظار انطلاق مدفع الإفطار وارتفاع صوت الأذان، كان اللواء عبدالحميد أبوموسى مدير مباحث سوهاج يقود رجال مباحث مركز إدفو على موعد آخر فى مهمة أمنية هدفها القبض على حسين متلبسا بسمومه البيضاء. وفور خروجه من بؤرته المحددة التقطه المقدم محمد إمبابى وبحوزته البانجو وبندقية خرطوش، وتم اقتياده إلى ديوان المركز لتحرير المحضر اللازم ، وأمام النيابة وقف حسين مصدوما غير مصدق، ليأمر المحقق بحبسه وإحالته للمحاكمة .