في ظل الغياب الأمني وغياب مسئولي الأحياء استغل سكان مساكن الزاوية الحمراء الموقف وقاموا بتوسيع شققهم بإضافة غرف بجوار التي يقيمون فيها.. وبنوا في الشوارع أمام البلوكات التي يسكنون فيها منذ30 عاما.. هو فساد البسطاء لكن في النهاية اسمه فساد ودائما يكون اللغز محصورا في من المسئول عن هذه المخالفات, هل جشع الملاك أم غيبوبة مسئولي الأحياء أم ضعف القوانين؟ المخالفة تاهت بين المسئولين ولكنها في النهاية كانت واقعا مريرا يدفع ثمنه الباهظ المواطن البسيط في ظل الارتفاع الجنوني لأسعار العقارات. هناك تحدثنا مع محمد خميس الذي يعمل في محل الملابس فقال: الأهالي هنا قاموا بالبناء من أجل توسيع شققهم لأن الشقق ضيقة جدا وهي عبارة عن غرفة وصالة فقط رغم أنها تحوي عددا كبيرا من السكان واحيانا تسكن اسرتان معا. صبحي إبراهيم يعمل سباكا لديه محل أدوات صحية أسفل احد البلوكات قال: قمنا بالبناء بهذا الشكل من اجل توسيع مسكننا حيث نسكن في غرفة وطرقة وحمام, وتبلغ مساحة الشقة23 مترا فأي إنسان لا يستطيع التحمل والإقامة في شقة بهذه المساحة ويضيف لدي5 أبناء منهم3 أولاد وبنتان إحداهما علي وش زواج إلي جانب والدتهم ننام كلنا في الغرفة ولكننا نتحمل كل هذه الأعباء دون اي شكوي طوال هذه السنوات لأننا ليس لدينا اي مسكن آخر ولا نستطيع ان نستأجر شقة خارج المنطقة, ويوضح أبيع الأدوات الصحية امام البلوك وأضع البضاعة تحت الشباك. أما صابر شمس فيقول أعمل باليومية وأسكن هنا منذ30 عاما بعد انهيار منزلنا في المنشية فقامت الحكومة بتخصيص خيمة إيواء لنا بعدها أمر الرئيس الراحل السادات بأن نسكن هذه المساكن بشكل مؤقت بدلا من الخيام, الشقة التي حصلت عليها عبارة عن غرفة مساحتها3 أمتار طول في عرض لا يتجاوز اربعة أمتار, وطرقة عرضها متر في طول3 أمتار, وحمام متر في متر, بعدها انشغلت الحكومة عنا طوال الثلاثين عاما الأخيرة فكان علينا ان نوسع علي أنفسنا ونضيف غرفة أخري خاصة أن لدي6 أولاد ووالدتهم فكيف ننام كلنا في هذه المساحة الضيقة. ويضيف قمنا بالبناء بالتقسيط فأحضرنا المقاول وتم الاتفاق علي أن البناء يتكلف حوالي10 آلاف جنيه نقدا بينما بالتقسيط البناء يتكلف13 ألف جنيه ودفعنا ألفين مقدما والباقي بالتقسيط150 جنيها شهريا وذلك لأننا لا نملك ان ندفع كل هذه التكاليف دفعة واحدة. بينما يقول علي صلاح سائق بنينا الاساس في الدور الأرضي وتكلفته علي سكان البلوك جميعا او الشقق التي فوق بعضها, بينما كل صاحب شقة يتحمل تكلفة مايضمه لشقته الجديدة, بينما جاءمهندسو حي الزاوية الحمراء وقالوا لنا شفهيا اننا سنترككم تقومون باستكمال البناء ولكن عندما تدفعون في المتر للدور الأرضي2200 جنيه ومن الدور الأول علوي حتي الرابع1200 جنيه علي المتر الواحد, فبهذا الشكل أملاك دولة والحي يبيعون لنا الأرض5 مرات ولكن هما قالوا لنا هنعمل إكرامية وهنقسط لكم المبلغ علي أقساط. ويقول إبراهيم حمدي يعمل في محل أدوات كهربائية هناك ظاهرة كانت تنتشر قبل ثورة25 يناير وهي أن اي شخص يسكن في الدور الأرضي يفتح بابا علي الغرفة ويوسعها بمعاونة أشخاص في حي الزاوية وكان أصحاب هذه الوحدات يدفعون3 آلاف جنيه تحت الترابيزة. ويضيف الحكومة التي أنشأت لنا المساكن هتخلي الشوارع عرضها اكثر من15 مترا بينما الشقة عرضها3 أمتار فأخذنا3 أمتار من عرض الشارع من كل جانب فأصبح الشارع عرضه10 أمتار الآن وهو شارع مناسب لنا وبهذا الشكل وسعنا علي أنفسنا وأولادنا. وخلف قسم شرطة الزاوية مساكن الزاوية الجديدة وفيها عدد كبير ايضا من التعديات علي الشوارع لتوسيع الشقق ورغم ان البعض منها مساحتها40 مترا عبارة عن غرفتين وحمام كما وصفتها لنا هدي سيد ربة منزل حيث تقول الشقة صغيرة وأسكن فيها مع أمي واختي وأبنائي وزوجي ونحن مقيمون فيها بإيجار250 جنيها شهريا, والسيدة صاحبة الشقة قالت لنا إنه عندما يتم إلحاق الغرفة الإضافية بالشقة سيصل سعر الإيجار إلي400 جنيه وهو مبلغ كبير بالنسبة لنا, وتضيف بالمساكن هنا3 أسر يعيشون في شقة واحدة وعادة الأسرة تتكون من زوجين وأولاد, بالإضافة إلي الأبوين. وتوضح ان البلوك الواحد به5 مداخل وكل مدخل به20 شقة اي كل بلوك به100 وعلي الأقل يسكنه100 أسرة, بالإضافة إلي أن الأهالي هنا أحلامهم بسيطة جدا يريدون فقط غرفة إضافية في شقتهم, وظاهرة البناء التي يجرونها هم مجبرون عليها ورغم ذلك فإنهم لا يستطيعون دفع المقدم للمقاولين الذين يقومون بالبناء. توجهنا بكل ذلك إلي رئيس حي الزاوية الحمراء لمعرفة مدي قانونية البناء فقال إنها تعد مخالفة قانونية نظرا لأنها أملاك دولة ولا يجوز التعدي عليها بأي حال من الأحوال, خاصة وانهم استغلوا قيام ثورة25 يناير والانفلات الأمني في البلد وقاموا بالبناء علي المرافق العامة من صرف صحي ومياه وغاز طبيعي, فضلا عن ان كبائن خطوط التليفونات أصبحت الآن داخل هذه الغرف الأمر الذي يشكل خطورة شديدة علي حياتهم وأسرهم, بالإضافة إلي ان مدير السنترال اكد أن استخراج هذه الكبائن يتطلب مبالغ باهظة, مطالبا بسرعة اتخاذ الاجراءات القانونية حيال هذه المخالفات.