يعتبر حب الشباب من مشكلات البشرة الأكثر شيوعًا، وبالرغم من أنه يختفى بشكل تلقائى فى بعض الأحيان، إلا أن استمراره لسنوات لدى المراهقين و الشباب قد يمثل أمرًا مزعجًا للغاية. لاسيما فى حالة ظهور ندبات، فقد يؤدى إلى الإحساس بتراجع الثقة بالنفس، والقلق، ومع اقتراب فصل الصيف تفرض مجموعة من الأسئلة المكررة نفسها حول هذه المشكلة ومن أهمها: ما طرق الوقاية منه وعلاجه؟ وكيف يمكن مواجهته بأحدث الوسائل العلمية؟ يقول د.شريف المسيرى استشارى طب وجراحة الجلد والتجميل والعلاج بالليزر: «يتخذ حب الشباب أشكال مختلفة، ويرتبط علاجه بنوعه، ويظهر حب الشباب على سطح جلد الوجه والرقبة والصدر والظهر والكتفين، فهذه هى المناطق الجلدية التى تحتوى على أكبر عدد من الغدد الدهنية، وهو يتخذ أشكالا مختلفة مثل: الرءوس البيضاء أو السوداء و تظهر هذه الرءوس عند انسداد المسامات المحتوية على جريبات (بصيلات الشعر بسبب الإفرازات الحليبية أو الجراثيم). ويضف: «وعندما تكون الرءوس مفتوحة باتجاه سطح الجلد تسمى رءوسًا سوداء، كناية عن اللون الأسود للمادة المتجمعة فى بصيلة الشعرة، وعندما تكون هذه الرءوس مغلقة تسمى رءوسا بيضاء، وتكون ناتئة عن سطح الجلد وتظهر بشكل نتوءات بلون الجلد، وتعتبر البثور ذات الرءوس السوداء مؤشرًا لالتهاب أو تلويث فى (بصيلات) الشعر ، وهى تكون عادة حمراء اللون ومؤلمة، إضافة إلى التورمات المتقيحة وتكون أيضًا حمراء اللون ومؤلمة، وتحتوى على رأس ملتهب أبيض اللون فى أطرافها، ولا يقل إزعاجًا عن ذلك وجود انتفاخات كبيرة صلبة مؤلمة، تتكون تحت سطح الجلد وحول أهم أسباب حب الشباب يضيف قائلًا: «هنالك ثلاثة أسباب رئيسية هى إنتاج فائض من (الشحم) وتسرب غير منتظم لخلايا الجلد الميتة يتسبب فى تنبيه بصيلات الشعر فى الجلد، إلى جانب تراكم الجراثيم». وخلافا لما هو متعارف عليه فإن للتغذية تأثير ضئيل على حب الشباب كما أنه لا يظهر من جراء التلوث. إضافة إلى ذلك فإن الحك الزائد للجلد أو تنظيفه بالغسول والمستحضرات والمواد الكيماوية قد يزيد وضع البثور سوءًا بسبب استثارة وتنبيه الجلد بصورة كبيرة، كما أن التغيرات الهرمونية فى الجسم أيضاً تلعب دورًا واضحًا فى ظهور حب الشباب أو زيادته». ويضيف د. المسيرى: «وتعد هذه التغيرات شائعة لدى الشباب الذكور والإناث على السواء، وقد تكون نتيجة لتناول أدوية معينة، خاصة الكورتيزون، كما أن هناك عوامل خطر أخري، ومنها تعرض الجلد بشكل مباشر إلى مواد دهنية أو لمستحضرات تجميلية معينة، والضغط على الجلد نتيجة استعمال هواتف أرضية أو نقالة أو خوذة لفترات طويلة، أو حمل حقيبة الظهر بشكل مستمر، إضافة إلى وجود حالات سابقة من حب الشباب فى العائلة، خاصة الوالدين». وحول العلاج يضيف قائلا: «قد تتراوح فترة علاج حب الشباب بين بضعة أشهر أو بضع سنوات حتى الشفاء الكامل، ونلفت الأنظار إلى أن تأثيرها النفسى على الشخص يرتبط بمدى انتشارها وحدتها، إذ قد تولد ضائقة نفسية تنعكس بدورها على زيادتها، وقد تؤدى إلى ترك ندبات على سطح الجلد، تحتاج إلى العلاج المناسب». ويكون علاج حب الشباب فى الحالات البسيطة عبر خطوات سهلة فى مقدمتها التنظيف اليومى للجلد بواسطة مستحضر تنظيف خفيف، واستعمال المرهم المناسب بعد استشارة الطبيب، أما فى الحالات المستعصية فيقدم الطبيب روشتة علاج تتضمن أكثر من دواء وفق الحالة، بالاضافة إلى مجموعة من النصائح الطبية المهمة. ويلاحظ أن طرق علاج حب الشباب لا تعطى نتائج فورية، حيث تبدأ النتائج فى الظهور خلال فترة تتراوح مابين 4 إلى 8 أسابيع. وإلى جانب العلاج الموضعى والعلاج عن طريق الفم، يبرز العلاج بالليزر والكريستال، ويشمل ذلك تقشير البشرة بواسطة مواد كيماوية أو الكشط الدقيق للآدمة. وينبه د. شريف المسيرى إلى أن حتى بعد العلاج والوضول إلى نتائج مرضية فإنه من الضروى استخدام الوسائل الوقائية للحد من ظهور الحبوب مرة أخري، ومن ذلك االحرص على غسل وتنظيف البشرة بواسطة المستحضر الملائم للحالة وهو ما يحدده الطبيب، الاستحمام عقب ممارسة الرياضة أو الرجوع من الجيم، والامتناع التام عن لمس المناطق المصابة، وبالنسبة للسيدات من الضرورى الإقلال من استعمال مساحيق التجميل، على أن تتجنبها الفتيات الصغيرات، إضافة إلى الحرص على إزالة هذه المساحيق قبل النوم.