مع حلول مناسبة عيد الأم التى يجرى الاحتفال بها اليوم، لا يزال عدد من الأغانى عالقة فى أذهان الجمهور المصرى والعربى لارتباطها ارتباطا وثيقا بالأم فى عيدها فى المقابل حاول الكثير من المطربين على فترات متباعدة تقديم عدد من الأغانى ل»ست الحبايب» إلا أن نجاحها كان وقتيا ولم يبق فى الأذهان كتلك الأغانى التى حققت ولا تزال نجاحا ساحقا رغم أنها قُدمت قبل عشرات السنوات إلا أنها نجحت فى أن تكون الأغانى الرسمية للاحتفاء بهذه المناسبة، خاصة أن من قدّمها رواد الفن الجميل مثل فايزة أحمد التى قدمت أغنية «ست الحبايب» كلمات حسين السيد، وألحان الموسيقار محمد عبد الوهاب، ورغم أنها أغنية صنعتها الصدفة، إلا أنها ظلت الأغنية الوحيدة التى تعبر عن مناسبة عيد الأم. كما حصدت الفنانة الراحلة شادية نصيب الأسد فى تقديم أغان للأم، وهو ما فسره البعض أنها كانت تحاول تعويض حرمانها من الأمومة بالغناء للأم والطفل فقدمت أكثر من أغنية تخص الأمومة والطفل، منهم «سيد الحبايب» و«يا روح ماما» و«أمى» وغيرها، بينما تعد أغنية «ماما يا حلوة» كلمات كمال منصور، ألحان منير مراد، من أشهر أغانى الراحلة شادية والتى نالت إعجاب الكثيرين على مدار السنوات التى قدمتها فيها الأغنية لتظل الأشهر من أغانى الراحلة. وأخيرا الفنانة الراحلة سعاد حسنى والتى قدّمت واحدة من أشهر أغانى الأم وهى «صباح الخير يا مولاتي» كلمات صلاح جاهين، ألحان كمال الطويل، التى نجحت فى أن تقدم نموذجا مختلفا لأغانى الأم. وفى السطور التالية يتحدث عدد من الموسيقيين ل«الأهرام المسائي» حول أسباب ارتباط الجمهور بأغانى عيد الأم القديمة فى المقابل لم تحقق الأغانى الجديدة أى صدى رغم ما يقوم به المطربون من محاولات على استحياء فى السنوات الأخيرة من تقديم أغان للأم. من جانبه، أعرب الملحن حلمى بكر عن استيائه الشديد لعدم وجود أغان مقدمة للأم فى السنوات الأخيرة، لنعتمد على الإرث القديم الذى تركه السابقون من أغاني فايزة وشادية، مرجعا سبب عدم نجاح الأغانى الجديدة التى قُدمت للأم إلى وجود فارق كبير بين التذوق والارتقاء، وبين الاستهلاك وتقديم أغان محشوة بالكلام غير المفهوم، واصفا إياها بأن العدد فى الليمون، وهى مرحلة حشو وتعبئة، مشيرا إلى أن الوضع الذى نعيشه سيئ للغاية بالنسبة للغناء الذى نعيشه خلال هذه الفترة. وأضاف أنه لا يمكن أن نقارن بين قامات الغناء الكبار والمتفردين فى الغناء والذين لهم ثقلهم وحجمهم الكبير مما جعلهم يقدمون أغانى عالقة فى أذهان الجمهور، بالمطربون حاليا، والذين تغافلوا كثيرا عن تقديم أغان ذات معنى وقيمة، وأصبح الأمر مجرد تعبئة كلمات بدون معنى حتى أصبح الجميع شبه بعضه. وأشار إلى أنه لا يمكن إلقاء اللوم على المطربين فقط ولكن الخطأ عند الجمهور الذى يستمع إليهم ويشجعهم، وكانت النتيجة أنه لم تستقر أغنية واحدة فى الأذهان مثل تلك التى عاشت لسنوات طويلة لفايزة أحمد وشادية. فيما أكد الموسيقار محمد سلطان، أن السبب وراء عدم وجود أغان للأم خلال الفترة الحالية بالجودة التى قُدمت قديما مما جعلها تعيش بيننا حتى الآن، هو أن الأغانى قديما كان يراعى صناعها تقديم أغنية عميقة لتعيش مع الزمن، سواء على مستوى اختيار اللحن أو الكلمة أو حتى المطرب الذى يقوم بغنائها. أضاف أنه عندما استماعه لأغنية «ست الحبايب» لفايزة أحمد ينهار من البكاءلتأثره الشديد بها، وروعة كلماتها ولحنها وعذوبة الصوت الذى قُدمت به، رغم أن والدته فارقته منذ سنوات، إلا أن هذه الأغنية قادرة على أن تجعلنى أتذكر كل تفاصيل علاقتى بأمي، لتلعب على الوتر الحساس بداخلي، فأندمج فيها وانهار من البكاء من شدة تفاعلى مع الأغنية. وأشار إلى أن هناك فرقا كبيرا بين ست الحبايب التى تغنت بها فايزة أحمد، وأى أغنية أخرى قُدمت حتى إذا كانت شادية، فبالنسبة لى أرى أن أغنية «ست الحبايب» بمثابة تتويج لكل أغانى الأم ولا يمكن أن نقارنها بأى أغنية أخري، خاصة أن من قدمها عمالقة مثل الشاعر حسين السيد والملحن محمد عبد الوهاب، لذا فهى أغنية خالدة ونادرة وستظل على مدارالتاريخ، لدرجة أن الناس أصبحت تطلق على الأم «ست الحبايب» نسبة لهذه الأغنية الشهيرة، نظرا لأنها قُدمت فى وقت لم يكن هناك منافس أو أى شخص قدم أغانى للأم. ورأى الموسيقار هانى مهنا، أن المناخ الاجتماعى قديما اختلف عن الآن، حيث كنا نرسخ أن للأم مكانة خاصة ومنزلة كبيرة لكونها العصب، وهى التى تجمع لُحمة البيت، وهو ما كان دافعا لأن نرسخ دور الأم من خلال الأغانى أيضا، بينما الآن اختلف الوضع حيث تغير وضع الأسرة والأم ولم تصبح لها المكانة نفسها فى ظل انشغال الأبناء بالمستقبل والعمل حتى إن البعض أصبح لا يرى والدته أو يسأل عنها لشهور. وأضاف أن أغانى فايزة أحمد وشادية للأم والأمومة جاءت فى وقت مهم للغاية فكنا نستمع للأغنية التى تعبر عن الأم عبر كل زمان وإحساس ممتد عبر السنين، بينما الآن على المستوى الشخصى لم أجد ما يحمسنى لتقديم أغنية عن الأم أو الكلمات التى تستثيرنى لتقديم أغنية تعبر عن هذه المناسبة العظيمة.