أكد الرئيس عبد الفتاح السيسي أن النهج الحالي للدولة المصرية هو إرساء قيم التعايش وحرية العبادة, مشيرا إلي أن تلك الثقافة بدأت بالفعل في مصر وستنتشر في المنطقة بطبيعة الحال مع مرور الوقت, منوها في هذا السياق بتوقيع شيخ الأزهر وبابا الفاتيكان وثيقة الأخوة الإنسانية مؤخرا بما يسهم في تعزيز تلك الثقافة. وأوضح الرئيس أنه في المقابل يجب تفهم خصوصية ثقافة المنطقة بما تضمه من معايير ومبادئ وهو الأمر الذي يتطلب التفهم والتفاعل مع تلك الثقافة في إطار من القبول والاحترام. جاء ذلك خلال استقبال الرئيس السيسي, أمس, الكاردينال ليوناردو ساندري رئيس مجمع الكنائس الشرقيةبالفاتيكان وزير دولة الكرسي الرسولي والممثل الخاص لقداسة البابا فرانسيس بابا الفاتيكان, بحضور سامح شكري وزير الخارجية, وسفير دولة الكرسي الرسولي بالقاهرة. وصرح السفير بسام راضي, المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية, بأن الرئيس السيسي طلب نقل تحياته إلي قداسة البابا فرانسيس بابا الفاتيكان, مشيرا إلي ما يحظي به قداسة البابا من تقدير واحترام لدي الشعب المصري, لافتا إلي التطورات الإيجابية التي شهدتها العلاقات الثنائية بين مصر والفاتيكان خلال الأعوام الماضية, خاصة الزيارة التاريخية للبابا فرانسيس إلي مصر عام2017, وعودة الحوار بين الأزهر والفاتيكان. من جانبه, أكد الكاردينال ساندري تقديره لمصر قيادة وشعبا, حيث نقل تحيات البابا فرانسيس بابا الفاتيكان للرئيس السيسي, مشيرا إلي ما يكنه قداسته من محبة لمصر, ومعربا عن حرص الفاتيكان علي تعزيز أواصر التعاون مع مصر بما يسهم في تدعيم ثقافة الحوار والتعايش والسلام والحوار بين الأديان. وذكر المتحدث أن اللقاء شهد استعراض ما يواجهه العالم حاليا من تصاعد نبرات التطرف والتشدد والإقصاء, الأمر الذي يتطلب تضافر جميع الجهود لإعلاء قيم التعايش والتسامح بين جميع الشعوب, ومد جسور التفاهم والإخاء, وتعزيز دور الفاتيكان في احتواء تلك الظاهرة, حيث أكد الرئيس السيسي في هذا الإطار أن مصر والفاتيكان لديهما مجال واسع للتعاون في ترسيخ مبادئ الوسطية ونبذ العنف والفكر المتطرف والإرهاب, مشيرا إلي استمرار مصر في تأكيد مبدأ المواطنة وحرية العقيدة التي يتمتع بها جميع المواطنين. وفي هذا السياق, أكد الكاردينال ليوناردو ساندري أن الخطوات التي تنتهجها الدولة مثل افتتاح كاتدرائية ميلاد المسيح جنبا إلي جنب مع مسجد الفتاح العليم في العاصمة الإدارية, تعد رسالة محبة وسلام للعالم أجمع, وتعكس إرادة سياسية لترسيخ مفاهيم المواطنة والتسامح والتعايش بين جميع المصريين.