أكد الدكتور علي عبد العال, رئيس مجلس النواب, خطورة ظاهرة الإرهاب بشكل عام, والتحديات التي يمثلها المقاتلون الأجانب بشكل خاص, وألقي الضوء علي العناصر الرئيسية للإستراتيجية المصرية لمكافحة الإرهاب. وقال عبد العال, في كلمته خلال الجلسة الافتتاحية للمؤتمر الإقليمي حول مكافحة الإرهاب, الذي يختتم في الأقصر غدا, بالتعاون بين مجلس النواب المصري والاتحاد البرلماني الدولي والأمم المتحدة: إن القضاء علي الإرهاب لن يتحقق إلا من خلال التصدي للجذور الأيديولوجية التكفيرية المسببة لتلك الظاهرة, باعتبارها جوهر القضية, وهو ما يقتضي عدم الفصل بين نشر الفكر المتطرف وبين ارتكاب أعمال إرهابية مادية, فالواقع يؤكد أن الأمرين مترابطان, ومن غير المنطقي تجريم الفعل الإرهابي وغض الطرف عن المحرض. وأضاف أن التجربة المصرية علمتنا أن التطرف يؤدي إلي الإرهاب حتما سواء كان هذا التطرف عنيفا أو غير عنيف. مشيرا إلي أن موقف الدولة المصرية واضح من التطرف, وأدعو الجميع إلي الاستفادة من خلاصة تجربتنا. التطرف يؤدي إلي الإرهاب ولا مجال للتمييز بين الجماعات المتطرفة في هذا الشأن, كلهم سينتهون إلي النتيجة ذاتها وهي ممارسة الإرهاب, لذلك فإن دحر خطر الإرهاب يستلزم إستراتيجية شاملة, لا تقتصر علي الجوانب الأمنية والعسكرية فحسب; وإنما تمتد لتشمل العمل علي دحض الأسس الفكرية التي يقوم عليها, وتعزيز قيم الديمقراطية, بالإضافة إلي تصويب الخطاب الديني بما يعزز القيم السمحة للأديان ويرسخ قيم التعايش المشترك واحترام الآخر. وأوضح أنه لا يمكن القضاء نهائيا علي الإرهاب واستئصال جذوره, إلا باتخاذ موقف دولي موحد تجاه جميع التنظيمات الإرهابية دون تمييز, وعدم اختزال المواجهة في تنظيم أو اثنين, فجميعها ينبثق عن موقف أيديولوجي متطرف واحد مشيرا إلي أنه علي الرغم من اختلاف مسميات التنظيمات الإرهابية أو أهدافها الإستراتيجية في كل دولة, فجميعها يشكل شبكة متكاملة من المصالح المتبادلة تدعم بعضها بعضا, معنويا وماديا, سواء بالتمويل أو التنسيق العسكري أو المعلوماتي, كما تجمعها مظلة فكرية واحدة وتنتمي جميعها لذات الأيديولوجية التكفيرية المتطرفة, ولاشك في أن أي دولة تسمح باستخدام منابرها الإعلامية والسياسية للترويج لتلك الأيديولوجيات المتطرفة تسهم بشكل رئيسي في تفشي خطر الإرهاب. وقال عبدالعال في كلمته إن مصر اتبعت في مواجهتها لخطر الإرهاب, إستراتيجية متعددة الأركان, جمعت فيها بين مواجهة أمنية حاسمة لمرتكبي العمليات الإرهابية دفع فيها رجال الجيش والشرطة من أبناء الوطن ثمنا باهظا من دمائهم, وبين مواجهة فكرية قامت علي الفكر الإسلامي الوسطي ونشر صحيح الدين.