الاحتفال بشهر رمضان المعظم في أسوان له طقوس دينية موروثة عبر تاريخ طويل لايزال الاهالي يتمسكون بها طوال ايامه المباركة, فأبناء أسوان شانهم شأن معظم المصريين يرتبطون روحانيا بآل البيت وأولياء الله الصالحين. ففي كل مدينة يوجد مسجد تتعلق به القلوب وتهفو اليه الأرواح ففي إدفو ودراو يوجد المسجد العمري وفي قرية الكوبانية مسجد أبو اليزيد البسطامي. وفي مدينة اسوان مسجد الحاج حسن ويعود تاريخ هذا المسجد الي عام313 هجرية عندما حط الشيخ حسن بن عبدالله بن ابراهيم احد تلامذة سيدي ابي الحسن الشاذلي المدفون في حمثيرة بطريق البحر الأحمر رحاله قادما من بلاد المغرب مجاهدا في سبيل نشر الدعوة. وعند وصوله الي اسوان اختار موقع المسجد العمري الذي كان يجتمع فيه الصحابة أبناء الفتح الاسلامي للمدينة حيث يتوسط المدينة بمنطقة القصيرية وكان يتخذه منبرا للدعوة حتي أوصي قبل موته بالدفن هناك ليكون ضريحه مزارا لمن يعرفون قدر علمه وجهاده ومسجد الحاج حسن كان الي وقت قريب متميزا بعمارته الاسلامية القديمة التي تعتمد علي المشربيات والمزاول والمائذنة الشهيرة قبل ان تغتاله ايادي التطوير منذ13 عاما.. خلف المسجد يرقد جثمان الشيخ حسن الذي يحرص علي زيارته آلاف المريدين من شتي محافظات مصر للتبرك به والوفاء بنذور قطعوها علي انفسهم خاصة في شهر رمضان الكريم. ويقول محمود خلف احد مريدي الشيخ حسن: ان مراسم الاستعداد بقدوم الشهر الكريم تبدأ مع الأيام الاخيرة من شهر شعبان التي تتزامن مع الاحتفال بمولده, وذلك باقامة ثلاث ليال متواصلة من المديح والتواشيح يشارك فيها كبار المنشدين بالصعيد مثل الشيخ ياسين التهامي وأمين الدشناوي وغيرهما وتعتبر ليلة الرؤية هي بداية الاحتفال الرسمي, حيث يحرص تجار المنطقة الذين يحيطون بالمسجد ويعملون في تجارة العطور والبخور والمسابح والجلابيب وغيرها من انواع التجارة علي تعليق الزينات والفوانيس الملونة والمضيئة لتضفي جوا من البهجة والسعادة عليها. وأضاف: تتجلي المشاركة الموروثة منذ القدم في الاعداد لموائد الرحمن التي تحيط بالمسجد بمساهمة القادرين. ويشير ابراهيم عيد من مريدي الحاج حسن إلي حرص المئات من ابناء المدينة وغيرهم علي بدء اليوم الرمضاني باداء صلاة الفجر داخل المسجد العتيق, وتكون فترة مابعد العصر هي الفترة الدينية المفتوحة التي تجمع كبار علماء الازهر والاوقاف بالصائمين في حلقات نقاشية حتي قبل اذان المغرب حيث تتوجه الأنظار الي صوت المؤذن انتظارا للافطار.