ربما لا يتطلب الأمر مشوارا واحدا فقط تمشي فيه بسيارتك عبر الطريق الدائري أو الزراعي أو أي طريق آخر أو حتي المناطق الزراعية لتشاهد فوضي البناء العشوائي والتمدد السكاني غير المخطط له في مصر. فالكتل الخرسانية ومستطيلات المباني بالطوب الأحمر حول الطرق وفي الأراضي الزراعية تصدم الأعين وتتكاثر بشكل مفزع في تمدد سرطاني ينتشر في أوصال مصر متحديا الجميع ببشاعته وتغوله المخيف مكونا مشهدا قبيحا يشوه بشدة وجه مصر الحضاري. ورغم أن الدولة تتحمل فاتورة باهظة التكاليف في نقل سكان العشوائيات والمناطق الخطرة إلي أماكن أفضل تليق بالحياة الإنسانية الكريمة مثل حي الأسمرات الشهير وحي اأهالينا, وغيرهما من أحياء كثيرة تسابق بها أجهزة الدولة الزمن لمواجهة هذه الظاهرة الخطيرة. إلا أن زحف العشوائيات والبناء العشوائي والتمدد السكاني غير المخطط لا يتوقف مما ينذر بكارثة حذر منها جميع الخبراء, فمن جانب تتآكل الأرض الزراعية وتتناقص تدريجيا بشكل كبير فضلا عن عمليات التعدي علي أراضي الدولة ومن جانب آخر فإن البناء غير المخطط له يمثل خطورة علي حياة من يسكنون فيه خاصة وأن الفساد يطل برأسه في تحد سافر لهيبة الدولة ولأرواح البشر, ناهيك عن الخطورة الاجتماعية والظواهر السلبية المرتبطة بالتجمعات العشوائية وما تنتجه من جرائم مجتمعية. ويبقي السؤال: كيف يمكن مواجهة هذا الخطر واجتثاث جذوره؟