محافظ القليوبية يعتمد تنسيق القبول بالصف الأول الثانوي العام    طلاب جامعة الإسكندرية يستقبلون عميد كلية الأعمال بممر شرفي (فيديو وصور )    تباين أسعار العملات الأجنبية في بداية تعاملات اليوم الخميس 13 يونيو    تراجع كبير في أسعار الذهب عالميا بعد قرار الفيدرالي الأمريكي    البريد يصدر طابعا تذكاريا لمرور 90 عاما على إنشاء الإذاعة المصرية    حزب الله: استهدفنا موقع الراهب الإسرائيلي بقذائف المدفعية    الناتو: فرنسا ستظل حليفا قويا ومهما لنا بغض النظر عن حكومتها المقبلة    استبعاد لاعب بيرو من كوبا أمريكا بسبب طلب غريب    تشكيل بيراميدز المتوقع أمام سموحة بالدوري المصري    انطلاق ماراثون الدراجات الهوائية بكفر الشيخ    ضبط شخص تخصص في تزوير المحررات مقابل مبالغ مالية    سلمى أبو ضيف تنشر صور عقد قرانها على إدريس عبد العزيز    هاجر أحمد تكشف عن صعوبات تصوير فيلم «أهل الكهف»    محافظ كفر الشيخ يكلف بالإسراع في إنهاء ترميم مسجد «أبو غنام» الأثري    تعرف على مواقيت الصلاة اليوم الخميس 13-6-2024    أستاذ طب نفسى: اكتئابك مش بسبب الصراعات.. إصابتك بالأمراض النفسية استعداد وراثى    حظر وضع أسماء الدول على العلامات التجارية لشركات التدريب المهني    التعليم العالي تعلن صدور قرارات جمهورية بتعيين قيادات جامعية جديدة    ضياء السيد: طلب كولر بشأن تمديد عقد موديست منطقي    «عنيف ومش في صالحه».. شوبير يرد على بيان بيراميدز بشأن أزمة رمضان صبحي    محافظ القليوبية يقود حملة لإزالة التعديات على 2300 م2 أرض زراعية بالخانكة    بدء تصعيد حجاج القرعة فجر غد للوقوف بعرفات لأداء الركن الأعظم    تأجيل محاكمة 4 متهمين شرعوا في قتل مزارع بكرداسة إلى 11 سبتمبر    انتشار الحملات المرورية لرصد المخالفات بمحاور القاهرة والجيزة    الحبس سنة لعصابة سرقة الشقق السكنية بالسلام    إخماد حريق داخل شقة سكنية فى العجوزة دون إصابات    بعد قليل.. النطق بالحكم على 16 متهمًا بتهريب المهاجرين إلى أمريكا    بمشاركة عربية وأفريقية.. انطلاق قمة مجموعة ال7 في إيطاليا    حريق ضخم بالخرطوم بحري.. ومجلس الأمن يعتزم التصويت لوقف حصار الفاشر (تفاصيل)    وسائل إعلام عبرية: دوي 3 انفجارات في ميناء حيفا ومحيطه    اليوم.. موعد عرض فيلم "الصف الأخير" ل شريف محسن على نتفليكس    السفير بوريسينكو يؤكد سعادة موسكو بانضمام مصر لبريكس    يوم عرفة.. إليك أهم العبادات وأفضل الأدعية    5 أعمال لها ثواب الحج والعمرة.. إنفوجراف    "سويلم": روابط مستخدمي المياه تمثل منصة تشاركية للمزارعين للتعبير عن مطالبهم    أخصائية تغذية تحذر من منتجات غذائية شائعة تزيد من خطر الإصابة بالسرطان    نصائح صحية لتقوية مناعة طلاب الثانوية العامة خلال فترة الامتحانات    المشاط تبحث مع مسئولي الوكالة الصينية للتعاون الإنمائي تفعيل مذكرة التفاهم حول مبادلة الديون    الدول العربية تعلن إجازة عيد الأضحى.. مصر الأطول ب9 أيام ولبنان الأقصر ب«يومين»    هاني سري الدين: تنسيقية شباب الأحزاب عمل مؤسسي جامع وتتميز بالتنوع    "عودة الدوري وقمة في السلة".. جدول مباريات اليوم الخميس والقنوات الناقلة    «معلومات الوزراء»: 73% من مستخدمي الخدمات الحكومية الإلكترونية راضون عنها    رئيس جامعة المنيا يفتتح الملتقى التوظيفي الأول للخريجين    وزيرة الهجرة تشيد بتشغيل الطيران ل3 خطوط مباشرة جديدة لدول إفريقية    بالتعاون مع المتحدة.. «قصور الثقافة»: تذكرة أفلام عيد الأضحى ب40 جنيهاً    وزيرة التخطيط تلتقي وزير العمل لبحث آليات تطبيق الحد الأدنى للأجور    حريق هائل في مصفاة نفط ببلدة الكوير جنوب غرب أربيل بالعراق | فيديو    "الله أكبر كبيرا.. صدق وعده ونصر عبده".. أشهر صيغ تكبيرات عيد الأضحى    فطيرة اللحمة الاقتصادية اللذيذة بخطوات سهلة وسريعة    قرار عاجل من فيفا في قضية «الشيبي».. مفاجأة لاتحاد الكرة    حظك اليوم برج الأسد الخميس 13-6-2024 مهنيا وعاطفيا    لأول مرة.. هشام عاشور يكشف سبب انفصاله عن نيللي كريم: «هتفضل حبيبتي»    عيد الأضحى 2024.. هل يجوز التوكيل في ذبح الأضحية؟    الوكيل: تركيب مصيدة قلب مفاعل الوحدة النووية ال3 و4 بالضبعة في 6 أكتوبر و19 نوفمبر    مدرب بروكسيي: اتحاد الكرة تجاهل طلباتنا لأننا لسنا الأهلي أو الزمالك    حزب الله يعرض مشاهد لعملية استهداف مقر إسرائيلي    حازم عمر ل«الشاهد»: 25 يناير كانت متوقعة وكنت أميل إلى التسليم الهادئ للسلطة    مدحت صالح يمتع حضور حفل صوت السينما بمجموعة من أغانى الأفلام الكلاسيكية    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الدكتور علي جمعة‏:‏ الدين ليس له علاقة بالسياسة الحزبية من قريب أو بعيد

أكد فضيلة الدكتور علي جمعة‏,‏ مفتي الجمهورية‏,‏ أن الفرقه لن تكون ابدا في مصلحة المسلمين‏,‏ لا في حاضرهم ولا في مستقبلهم‏,‏ مشير إلي أن الوحدة أمر ضروري
لبقاء الأمة من ناحية‏,‏ وللدفاع عن نفسها من ناحية ثانية‏,‏ ولتهيئتها لمشاركتها في العمران والحضارة الإنسانية‏.‏
ودعا فضيلة المفتي في حواره ل الأهرام المسائي إلي فتح باب الحوار بيننا وبين الآخر‏,‏ علي أسس علمية تتجاوز الحوار والتقريب النظري‏,‏ إلي مشاريع عملية تخاطب الجماهير والمواطنين خاصة وأنه لاتزال هناك مساحات كبيرة يمكن الاطلاع عليها بين هذه الديانات‏.‏
وقال الدكتور علي جمعة مفتي الجمهورية إن المواطنين سواسية أمام القانون في الحقوق والواجبات والمواطنة التي أدعو إليها لاتعرف التقسيم أو التفرقة لا في الدين ولا في اللون ولا في الجنس ولا في أي شيء وإن الدولة ذات المرجعية الإسلامية هي الأقرب للنموذج المصري السائد منذ مايقرب من قرن ونصف القرن‏,‏ وهذا النموذج يتوافق مع مباديء الشريعة الإسلامية فيكون للدولة دستور ومؤسسات ومجلس شعب وقوانين وهيكل قضائي وإداري‏.‏
وأضاف في حوار أن الدين ليس له علاقة بالسياسة الحزبية من قريب أو بعيد‏....‏ لأن أدواتها تتغير بتغير الزمان والمكان‏,‏ ودعا المفتي الي فتح باب الحوار بيننا و بين الآخر علي أسس علمية تتجاوز الحوار والتقريب النظري إلي مشاريع عملية تخاطب الجماهير والمواطنين خاصة وأنه لا تزال هناك مساحات كبيرة يمكن الاتفاق عليها بين هذه الديانات‏.‏
وأشار مفتي الجمهورية إلي أن المرأة في الاسلام تولت القضاء وجاهدت وعلمت وأفتت وباشرت الحسبة وشاركت بالرأي وساهمت في بناء المجتمع وغير ذلك الكثير مما يشهد به تاريخ المسلمين‏.‏
وعبر فضيلته عن عدد من الرؤي والآراء في أمور الحياة المعاصرة‏,‏ وذلك في الحوار التالي‏:‏
‏*‏ ماهي الأشياء التي اختص الله بها ليالي رمضان؟
اختص الله عز وجل ليالي شهر رمضان كلها بكثرة الصلات الربانية‏,‏ والنفحات الإلهية‏,‏ ففي الليل تسري طاقات الأنوار التي يتجلي بها الله علي خلقه‏,‏ ومن ذلك ماورد في قوله صلي الله عليه وسلم‏:‏ إذا كان أول ليلة من رمضان‏,‏ فتحت أبواب الجنان كلها‏,‏ لايغلق منها باب واحد الشهر كله‏,‏ وغلقت أبواب النار‏,‏ فلم يفتح منها باب واحد‏,‏ وغلت عتاة الشياطين‏,‏ ونادي مناد في السماء الدنيا كل ليلة‏,‏ إلي انفجار الصبح‏:‏ ياباغي الخير هلم‏,‏ ياباغي الشر انته‏,‏ هل من مستغفر فيغفر له؟ هل من تائب فيتاب عليه؟ هل من سائل فيعطي سؤله‏,‏ هل من داع فيستجاب له؟ ولله عز وجل عند وقت فطر كل ليلة من رمضان عتقاء يعتقون من النار‏.‏
عبادات مستحبة
‏*‏ ماهي العبادات المستحبة في شهر رمضان؟
من العبادات المستحبة في هذا الشهر إخراج الصدقات‏,‏ فهي من أعظم الأعمال التي يثاب المسلم عليها‏,‏ قال تعالي‏:{‏ وسارعوا إلي مغفرة من ربكم وجنة عرضها السموات والأرض أعدت للمتقين‏,‏ الذين ينفقون في السراء والضراء والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس والله يحب المحسنين‏},‏ ال عمران‏:133‏ 134]‏
وقال رسول الله صلي الله عليه وسلم‏:‏ من تصدق بعدل تمرة من كسب طيب‏,‏ ولايقبل الله إلا الطيب‏,‏ وإن الله يتقبلها بيمينه‏,‏ ثم يربيها لصاحبه كما يربي أحدكم فلوه‏,‏ حتي تكون مثل الجبل‏,‏ والفلو أو‏:‏ الفلو لغتان‏:‏ هو المهر‏,‏ أي‏:‏ الصغير من أولاد الفرس‏,‏ والصدقة عظيمة البركة علي صاحبها وعلي كل من ساهم فيها بوجه ما‏,‏ فيعمهم الثواب والخير وإن قلت أياديهم فيها‏,‏ كما ورد في الحديث الشريف عن النبي صلي الله عليه وسلم أنه قال‏:‏ إن الله عز وجل ليدخل بلقمة الخبز‏,‏ وقبضة التمر‏,‏ ومثله مما ينتفع به
المسكين‏,‏ ثلاثة الجنة‏:‏ رب البيت الآمر به‏,‏ والزوجة تصلحه‏,‏ والخادم الذي يناول المسكين‏,‏ وقال رسول الله صلي الله عليه وسلم‏:‏ الحمد لله الذي لم ينس خدمنا‏,‏ إن شهر رمضان من الأوقات الفضلي التي تعطي للمسلم أعظم فرصة لمغفرة ذنوبه‏,‏ وذلك باغتنامها في التوبة والرجوع والإنابة إلي الله تعالي فيها‏,‏ لكثرة الرحمات والعطايا‏,‏ وحلول أسباب السعادة وبعد أسباب الشقاء‏,‏ فقد ورد عن سيدنا رسول الله صلي الله عليه وسلم أنه رقي المنبر فقال‏:‏ آمين آمين‏,‏ آمين‏,‏ فقيل له‏:‏ يارسول الله‏,‏ ما كنت تصنع هذا ؟‏!‏ فقال‏:‏ قال لي جبريل‏:‏ أرغم الله أنف عبد دخل رمضان فلم يغفر له‏,‏ فقلت‏:‏ آمين‏,‏ ثم قال‏:‏ رغم أنف عبد أدرك والديه أو أحدهما لم يدخله الجنة‏,‏ فقلت‏:‏ آمين‏,‏ ثم قال‏:‏ رغم أنف عبد ذكرت عنده فلم يصل عليك‏,‏ فقلت‏:‏ آمين‏,‏ نسأل المولي جل وعلا أن يوفقنا لخير العمل في هذا الشهر الكريم‏,‏ وأن يكرمنا بالمغفرة والرضا والقبول‏,‏ وأن يجمع شملنا ووحدتنا ويحفظ علينا وطننا وسائر بلاد المسلمين‏.‏
محطة مهمة
‏*‏ هل توجد أحداث مهمة مررت بها أثناء شهر رمضان ومازلت تتذكرها؟
إن شهر رمضان يمثل بالنسبة لي محطة مهمة انطلاقا من فكرة أنه من الصلاة إلي الأخري التي تليها كفارة لما بينهما‏,‏ ومن الجمعة إلي الجمعة التي تليها كفارة لما بينهما‏,‏ ومن رمضان إلي رمضان كفارة لما بينهما‏,‏ ومن العمرة إلي العمرة كفارة لما بينهما‏,‏ إن هذا المعني الوارد في الحديث الشريف حيث يجعل الأمر علي هيئة محطات يقف عندها المؤمن للمراجعة والمحاسبة لتجديد الإيمان وللشحن القلبي والروحي‏,‏ ولهذا فإن شهر رمضان يمثل لي هذه المعاني جميعها‏.‏ إنني أحمد الله تعالي أنني قد بدأت الصيام في سن صغيرة حيث لم أكن أتعدي التاسعة من العمر وأتذكر أني لم أفطر في رمضان في حياتي كلها سوي مرتين للضرورة الطبية القصوي‏,‏ حيث قمت بالإفطار لمدة عشرة أيام في إحدي السنوات وعشرة أخريات في عام آخر‏,‏ وفي الأيام العشرة الأولي كان السبب هو إصابتي بالحمي وأمرني الطبيب بالإفطار‏,‏ وكان الأمر جادا بينما أقول له أنني أحمل طاقة إضافية بداخلي وهي الحرارة ولست في حاجة إلي الإفطار‏,‏ غير أنه أمرني بأخذ المسألة علي محمل الجد‏,‏ وكنت أتناول بعض الأدوية العلاجية‏.‏
وكم كان هذا الأمر مؤلما بالنسبة لي حيث أن الشهر الكريم كان له رونق خاص‏,‏ كما أنني أتبع المذهب الشافعي الذي يقر بأن شهر رمضان من الأشهر التي لاتعوض أبدا ولذلك أري أنه من الأفضل للمسافر أن يلتزم بالصيام ولايفطر إذا كان قادرا‏,‏ وليس القضية أنها رخصة مباحة له رغم أنها كذلك ولكن جو هذا الشهر الكريم لايتكرر حتي عند قضاء الأيام التي قام بالإفطار فيها‏.‏ من ناحية أخري كانت المرة الثانية التي أفطرت فيها عندما كنت أجري عملية جراحية‏,‏ وتعد هاتان المرتان الوحيدتان اللتان أفطرت فيهما خلال شهر رمضان‏.‏
شهر الخير
‏*‏ ماهي القضية التي تشغل بال فضيلتكم الآن وتريد من الإعلام أن يقوم بإلقاء الضوء عليها في هذه الفترة؟
في حقيقة الأمر يعد شهر رمضان شهر الخير وكان رسول الله صلي الله عليه وسلم أجود الناس وكان أجود مايكون في رمضان وكثير من الناس يقبلون علي فعل الخيرات والشعور بالآخرين في رمضان‏,‏ فصار رمضان ليس موسما للصيام والصلاة والعمرة والاعتكاف فقط بل أصبح أيضا موسما لفعل الخيرات والمنافسة فيها‏.‏ ومايشغل ذهني الآن هو محاولة إحياء فكرة الصدقة‏.‏
‏*‏ هل من كلمة تريد أن توجهها إلي المصريين خصوصا والأمة الإسلامية عموما؟
أقول لهم إن الحرية تعني الالتزام بالمرجعية والشرعية ولاتعني التفلت واتباع الأهواء‏,‏ فديننا الحنيف يدعونا إلي الحرية عبر طريق الأخلاق الحميدة والأخرون يدعون إلي التفلت عبر طريق إراقة الدماء‏,‏ وهما طريقان متباينان في البداية وفي النهاية‏,‏ والعاقل خصيم نفسه‏.‏
‏*‏ التقريب بين المذاهب قضية مازالت وستظل تشغل بال المسلمين كيف يمكن تحقيق هذا التقارب؟
بدأت مصر في سنة‏1994‏ الدعوة للتقريب بين المذاهب ووجوبه وأن الأمة إنما هي أمة واحدة تسمي بأهل القبلة لأن القبلة تجمعهم جميعا ونبيهم واحد وكتابهم واحد وصيامهم واحد وإذا كان هذا هو الأصل‏,‏ فإن أي نوع من أنواع الفرقة لايكون أبدا لمصلحة المسلمين لا في حاضرهم ولا في مستقبلهم فالوحدة أمر ضروري لبقاء الأمة من ناحية وللدفاع عن نفسها من ناحية ثانية ولتهيئتها لمشاركتها في العمران والحضارة الانسانية من ناحية أخري‏.‏
الدين والسياسة
‏*‏ ما مدي ارتباط الدين بالسياسة؟
الدين يرعي شئون الأمة وكذلك السياسة أما السياسة الحزبية فالدين لا يتعرض لها من قريب أو بعيد ولا علاقة له بلعبة الحزبية لأن أدواتها تتغير بتغير الزمان والمكان‏.‏
‏*‏ كيف تري النوذج الأفضل الذي يجب أن تكون عليه مصر بعد الثورة؟
الأنظمة التي تسير عليها الدول ثلاثة‏:‏ إما دولة دينية أي الحاكم نائب عن الله مثل النظم التي كانت تحكم الأمم القديمة كالفراعنة وغيرهم وهذا النوع لا يعرفه الإسلام‏.‏
والنظام الثاني الدولة التي تشترط إبعاد الدين عن كل شيء أي الدولة العلمانية‏.‏
أما النظام الثالث فهي الدولة ذات المرجعية الإسلامية وهذا هو الأقرب للنموذج المصري السائد منذ ما يقرب من قرن ونص وهذا النموذج يتوافق مع مباديء الشريعة الإسلامية فتكون للدولة دستور ومؤسسات ومجلس شعب وقوانين وهيكل قضائي وإداري‏.‏
الحوار مع الآخر
‏*‏ مازلنا نصر علي الحوار مع الآخر رغم أن الآخر لا يعترف بنا‏..‏ إذن كيف يتم التواصل بيننا؟
الإسلام دين يؤمن بالتعددية الثقافية داخل المجتمع الواحد ويدعو الي الحوار والتواصل بين الثقافات والحضارات المختلفة فالتعايش السلمي ونشر ثقافة الأمن والسلم الاجتماعيين كانا ومازالا سمة أساسية من سمات الحضارة الإسلامية علي مر العصور‏..‏ وأنا أدعو لفتح باب الحوار بيننا وبين الآخر علي أسس علمية تتجاوز الحوار والتقريب النظري الي مشاريع عملية تخاطب الجماهير والمواطنين خاصة وأنه لا يزال هناك مساحات كبيرة يمكن الإطلاع عليها بين هذه الديانات‏.‏
‏*‏ وفي رأيك هل يستجيب الطرف الآخر؟
لقد بدأنا استيعاب أدب الخلاف ونطبقه كقيمة عملية وهو ما نتمناه في معالجة المسائل الدينية خاصة تلك المعروضة علي الرأي العام‏,‏ والالتزام بميثاق شرف يلتزم يه الكاتب في مناقشته أو نقده بالأدب العالي لا بالإسفاف بالحديث‏,‏ وهذه قيمة إسلامية نراها في قوله صلي الله عليه وسلم‏:‏ إن الله يحب معالي الأمور‏...‏ ومن الخلق النبوي الشريف أنه لم يكن سبابا ولا لعانا ولا فاحشا ولابذيئا ونهانا الله عن السخرية لأنها لا تؤدي ولا تضيف الي شيء ملموس وهذا ما يجب أن يتبعه الطرفان في أصول الحوار‏.‏
‏*‏ الخطاب الديني يثير دائما الجدل في ظل الأحداث المتغيرة التي تمر بها الأمة الإسلامية وينادي البعض بضرورة تغيير أسلوبه التقليدي كي يواكب مستجدات العصر‏..‏ فما رأيكم؟
الشريعة الإسلامية تعتبر التجديد نعمة من نعم الله علينا بل إن التجديد في الدين أمر واجب التنفيذ فالتجديد في الدين نعمة يمن الله بها علي هذه الأمة الخاتمة ومن هذا قول النبي‏:‏ إن الله يبعث الي هذه الأمة علي رأس كل مائة سنة من يجدد لها أمر دينها‏.‏
وتجديد الخطاب الديني موجود وحاضر طول تاريخ الإسلام كل زمن حسب مقتضياته وأدواته وطبقا لظروفه وأحواله وهذا ما جعل هذا الدين صالحا لكل زمان ومكان‏..‏ لكن للأسف في العصر الحاضر صار لمصطلح التجديد دلالات سلبية عند كثير من الملتزمين التراثيين لما شاع عندهم من أن التجديد معناه التفلت من تكاليف الشرع كلها أو بعضها أو مخالفة ما استقر عليه العلماء المخلصون أو أن المراد من‏.‏
التجديد هو الانتقاء من النصوص الشرعية مايتفق والأهواء والمصالح الشخصية أو أن التجديد يشمل الثوابت والمتغيرات وغير ذلك مما شاع عند العامة من المتدينين‏.‏
وحتي تزيل ذلك اللبس من نفوس المتخوفين نقول إن لفظ التجديد ورد في القرآن الكريم والسنة النبوية بمعني البعث والإحياء والاعادة‏,‏ وليس بمعني الإنشاء والخلق وهذا ماأثبتته التجربة التاريخية عند علماء المسلمين وبالنسبة لتجديد الخطاب الديني المقصود به تجديد القوالب والوسائل التي تعرض فيها الفقه الإسلامي بمعناه الشرعي والحضاري وهو مانسميه إدراك الواقع ونستدل بهذا علي أن الفهم في النصوص متجدد ولا يكون كذلك إلا عن طريق أدوات الفهم الواردة في التراث مع مايقتضيه الواقع من متغيرات وتعقيبات‏.‏
النهوض بالدعوة
‏*‏ من وجهة نظركم كيف يمكن النهوض بالدعوة وكيف ننشيء داعية مؤهلا ؟
الكلمة كالبذرة تلقيها فتنبت شجرة تؤتي ثمارها إن شاء الله ومايغذي هذه البذرة هو الاخلاص ووضوح الرؤية الذي بهما نستطيع النهوض بالدعوة‏.‏
وكي يكون الداعية مؤهلا عليه الاستمرار في تلقي الدورات التدريبية والاطلاع علي الكتب والمراجع إطلاعا وافيا الي جانب أنه يجب أن يعيش الداعية عصره فيكون ملما بما يحدث حوله ومايستجد من أمور تستلزم منه التأقلم معها بما يوافق الشريعة‏.‏
‏*‏ هل انحسر دور المؤسسة الدينية في مصر في السنوات الأخيرة ؟
المؤسسة الدينية في مصر وعلي رأسها الأزهر الشريف قدمت أعمالا جليلة وإسهامات عظيمة من أجل رفع الأمة ونهضتها فالأزهر معروف عنه أنه منذ إنشائه يتميز بالوسطية والاعتدال والفهم الصحيح المبني علي المنهج العلمي الرصين لنصوص الدين والفهم الواقعي للحياة‏,‏ فهو يؤدي رسالته مع الحفاظ علي هويته بالرغم من التطور الهائل حوله لأن المؤسسة الدينية يجب أن تواكب تقنيات العصر‏.‏
قضية المرأة
‏*‏ قضية المرأة المسلمة استحوذت علي اهتمام الغرب الذي يدعي زورا أن الإسلام ظلمها فما تعليق فضيلتكم ؟
ظهرت قضية المرأة في مجتمعاتنا أريد للمفاهيم الغربية الحديثة أن تنقل إلينا مع أنها كانت رد فعل لعصور الظلام التي عاشتها أوروبا‏,‏ ونودي بتحرير المرأة رغم أنها محررة أصلا في الاسلام بالمعني الصحيح للحرية‏.‏
والغريب في هذه القضية أنها اختزلت في مسألة العلاقة بين الرجل والمرأة وأنها قائمة علي التجاذب والصراع بينهما وبذلك لا ينتهي الجدل والتناوش بين ركني المجتمع مما يؤخر الأمة ويشغلها عن قضاياها الحقيقية التي تقف حجر عثرة في نمائها ومواكبة سير التقدم الحاضر واللاحق‏.‏
والواقع أن الاسلام نظر الي علاقة المرأة بالرجل من جانبين رئيسين‏,‏ الأول‏:‏ وحدة الخلق فقد بين لنا القرآن نشأة المرأة وأصل خلقتها وأنها كالشيء الواحد هي والرجل والجانب الثاني المساواة‏:‏ إذ الأصل أن المرأة والرجل كلاهما مخلوقان مكرمان من جنس واحد فأقتضي ذلك بالمساواة بينهما في علاقتهما بالله عز وجل وكذلك في علاقتهما ببعضهما ومن مظاهر ذلك مع الله تعالي أنه ساوي بينهما في أصل العبودية له وحده ولم يفضل جنسا علي آخر بل جعل مقياس التفضيل التقوي والصلاح الاصلاح كما ساوي الشرع بين الرجل والمرأة في أصل التكاليف الشرعية وفي الثواب والعقاب أما في علاقتهما ببعض فقد ساوي الخالق بينهما في حق الوجود وعدم مصادرة ذلك الحق من أي من الطرفين‏,‏ ولذلك جرم الله تعالي ماكان يفعله العرب قبل الاسلام من كراهيتهم أن يرزقهم الله بالأنثي‏.‏
كما ساوي الخالق بينهما في أصل الحقوق والواجبات وبهذا التوازن وتلك المساواة ينشأ التكامل المنشود بين الرجل والمرأة وتزداد الأواصر بين الأسر الواحدة التي هي نواة المجتمع وصولا الي بناء الأمة القوية التي تدرك تماما أن المزية بين الجنسين لا تقضي الأفضلية وأن اختلاف الوظائف والخصائص لا يعد انتقاصا لنوع أو تمييزا لآخر فمكانة المرأة في الاسلام لم تقتصر علي كونها أول مؤمنة في الاسلام‏(‏ السيدة خديجة رضي الله عنها‏)‏ وأول شهيدة‏(‏ السيدة سمية رضي الله عنها‏)‏ وأول مهاجرة‏(‏ السيدة رقية مع زوجها سيدنا عثمان رضي الله عنهما‏)‏ بل تعدت مكانتها عبر العصور فحكمت المرأة وتولت القضاء وجاهدت وعلمت وأفتت وباشرت الحسبة وشاركت بالرأي وساهمت في بناء المجتمع وغير ذلك الكثير مما يشهد به تاريخ المسلمين‏.‏
نريد أن نقف من فضيلتكم علي أهم التطورات التي حدثت في دار الافتاء المصرية؟
في البداية كان هدفنا في تطوير العمل بدار الافتاء المصرية هو تحويل الدار إلي العمل المؤسسي‏,‏ لذا فقد قمنا بإنشاء العديد من الأقسام والادارات التي تساهم في بناء هذه المؤسسة العريقة‏,‏ بالاضافة إلي توسيع قدر الاستفادة من امكانات الدار في الداخل والخارج بما يخدم الاسلام والمسلمين‏,‏ لذلك قمنا بإنشاء إدارة الحسابات الشرعية والتي تلبي احتياجات المجتمع المسلم المعاصر في الداخل والخارج‏,‏ وتختص بكل ما يستخدم فيه الحساب والرياضيات أو له علاقة بالمعاملات المالية‏,‏ كالزكاة والوقف وتقسيم التركات والديات والنفقات والوصايا والقسمة‏,‏ وجميع العقود المالية وغير ذلك من الفروع والمسائل‏,‏ وحرصنا في البداية أن تضم هذه اللجنة مجموعة من خيرة المتخصصين في العلوم الشرعية والعلوم الاقتصادية‏,‏ وتقدم هذه الادارة عدة خدمات منها تقديم الاستشارات الفقهية الاقتصادية والاجابة عن الاستفسارات حول المعاملات المالية‏.‏
‏*‏هل هناك خطط تطوير مستقبلية خاصة بدار الافتاء المصرية؟
دار الافتاء المصرية حريصة علي التميز ومواكبة الاحداث الجارية‏,‏ لذا فقد قمنا بإعداد مجموعة من الخطط المستقبلية التي تناسب المرحلة القادمة والتي منها استمرار التعاون مع جميع المنظمات والهيئات العربية والاسلامية‏,‏ ودعم جميع الجهود الرامية إلي توحيد الرؤي‏,‏ ووضع ميثاق موحد يتضمن الضوابط والمعايير الشرعية والعلمية للافتاء‏,‏ كما تسعي الدار أيضا لتنظيم مؤتمر دولي عن الافتاء يعقد في مصر يناقش أهمية الافتاء ودوره التنموي في المجتمعات المعاصرة‏,‏ ودور الافتاء المعاصر في وسائل الاعلام والاشكالات الموجودة فيها‏,‏ كما تحرص الدار علي نشر الوعي بين المسلمين وإزالة اللبس والابهام في كل القضايا التي تخص المسلمين لذلك تقوم الدار بإصدار مؤلفات إرشادية تناسب المرحلة القادمة‏,‏ وأيضا طباعة الموسوعات الاسلامية الخاصة بالفتاوي الصادرة عن الدار منذ نشأتها‏,‏ كل هذا في سبيل نشر الوعي بين المسلمين حتي لايقعوا صرعي الفتاوي الشاذة التي تعرض عليهم ليل نهار‏,‏ وإيمانا من الدار بقضية التعليم تقوم دار الافتاء بالاعداد لاطلاق أول مركز للتعليم عن بعد‏,‏ وذلك في مجال الافتاء الشرعي حيث يتم إعداد المناهج المتخصصة في مجال الافتاء الشرعي‏,‏ ومن ثم بث ذلك علي موقع خاص بالتعليم عن بعد‏,‏ بحيث توفر علي الطلبة الجهد والسفر والنفقات‏,‏ وأيضا ستقدم الدار الاستشارات الشرعية لطالبيها في مصر والعالم باستخدام أحدث التكنولوجيات المعلوماتية مثل‏:‏ حساب الزكاة للشركات والتحكيم وغيرها من الأمور التي كثر الطلب عليها في الوقت الحاضر‏.‏


إضافة تعليق

البيانات مطلوبة

اسمك
*


بريد الالكترونى *
البريد الالكتروني غير صحيح

عنوان التعليق *


تعليق
*


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.