أخيرا.. وجدت ظاهرة انتشار المياه الجوفية في مدينة أسوان حلا لدي الجهات العلمية بعد معاناة شديدة منذ زمن طويل, حيث تعددت المناطق التي ظهرت فيها المياه ومن بينها طريق السادات وحي العقاد وبركة الدماس وحي ناصروالسيل الريفي وخور عواضة, مما هدد الثروة العقارية بالانهيار. والغريب أن آثار المياه الجوفية السلبية لم تتوقف عند حد الخطورة التي تهدد المواطنين, بل رفعت أيضا من أسعار الوحدات السكنية بأسوان بشكل رهيب في ظل لجوء المواطنين للحفر بأعماق كبيرة مع تأسيس ما يؤمن عقارتهم من هذه المياه, وهو ما دفع مسئولي المحافظة لتكليف كوكبة من العلماء المتخصصين لدراسة أسبابها ووضع الحلول من أجل خفض منسوبها. الخطورة.. قائمة وحددت لجنة مختصة ثلاثة أسباب لانتشار المياه الجوفية في أسوان, هي الأحواض والمزارع السمكية, وآبار الشلال الارتوازية المتوقفة بكيما, وتسرب مياه الشبكات والصرف الصحي المستمر, وأعرب عدد من المواطنين المتضررين عن ارتياحهم بحل الأزمة علي أرض الواقع, حيث أشار تامر عبد الجواد من سكان حي العقاد بمدينة أسوان إلي أن خطر المياه الجوفية لا يزال قائما, وقال إن المياه تتجمع بكميات كبيرة أسفل العمارات وفي مداخلها, مما يضطرنا إلي ردمها في بعض الأحيان, وقال إن هذه الظاهرة نعاني منها منذ سنوات طويلة وتقدمنا بالعديد من الشكاوي والبلاغات للمسئولين الذين اكتفوا فقط بالدفع بسيارات شفط المياه دون الوصول إلي حل جذري يحمينا من الخطورة التي باتت تهددنا كل يوم. المياه الجوفية وأوضح سراج نور الدين, أن هناك عقارات تأثرت بالفعل من هذه المياه بظهور شروخ ومنها عمارات حديثة بحي العقاد, وأشار إلي أن المياه الجوفية بدأت تظهر في مناطق أخري بالمدينة, الأمر الذي يجب معه ضرورة وضع توصيات اللجنة العلمية المتخصصة حيز التنفيذ الفوري, وأعرب نور الدين عن ارتياحه بتوصل اللجنة إلي الأسباب التي تسببت في هذه الظاهرة مما يؤكد الاهتمام الكبير الذي يلقاه المواطن في الوقت الحالي في عهد الرئيس السيسي. وكشف محمد حمدان علي عن أن المياه الجوفية المنتشرة في مناطق حي العقاد وناصر وطريق السادات قد تسببت في ارتفاع سعر بيع الوحدات السكنية ارتفاعا كبيرا, وقال: إن مقاولي البناء والمهندسين المتخصصين يضطرون لتدعيم أساسات العمارات بما يقيها من المياه وهو ما يرفع ويضاعف التكلفة الحقيقية وبالتالي ترتفع أسعار الوحدات السكنية, وأكد حمدان أن الأزمة خطيرة وتهدد أرواح المواطنين, حيث تعد المياه أكبر خطر تواجهه العقارات, وطالب بتنفيذ مخطط علمي وهندسي للحد من هذه الظاهرة بشكل عاجل. تقارير اللجنة من جانبه, أكد اللواء أحمد إبراهيم محافظ أسوان أن حلم التخلص من المياه الجوفية بمدينة أسوان قد بدأ يتحقق علي أرض الواقع, باعتباره من أكبر التحديات التي تواجه العمل التنفيذي وتهدد الثروة العقارية, وقال المحافظ خلال لقاء جمعه مع اللجنة العلمية المتخصصة, إن فريق العمل الأكاديمي قد قام بمهمة عالية المستوي من أجل تنفيذ هذا المشروع القومي لخفض منسوب المياه الجوفية التي أصبحت علي رأس التحديات التي تواجه خطط التنمية وخاصة شبكات البنية الأساسية والمنشآت الخدمية والمباني العقارية, فضلا عن تكرار الطفح وإعاقة حركة المشاة والمرور في الشوارع الرئيسية ومنها طريق السادات المؤدي إلي المطار الدولي. الاعتمادات المالية وأكد إبراهيم أنه سيقوم بالتنسيق مع اللجنة العلمية بعرض ما تم التوصل إليه من حلول علي الدكتور مصطفي مدبولي رئيس الوزراء, للتوجيه بتوفير الاعتمادات المالية اللازمة لتنفيذ المرحلة الثالثة المتمثلة في إنهاء مشروع خفض المنسوب طبقا للأساليب العلمية السليمة, وكذا اختيار الجهة التي ستتولي الإشراف علي التنفيذ بالتنسيق بين الوزارت المعنية تمهيدا للقضاء علي معاناة المواطنين في المناطق المتضررة وحفاظا علي الأرواح والممتلكات والثروة العقارية من أضرار المياه الجوفية. وفيما استعرض الدكتور صلاح بيومي نائب رئيس الشركة القابضة لمياه الشرب والصرف الصحي الدراسات والأبحاث المتعلقة بمراحل مشروع خفض المياه الجوفية بمدينة أسوان, وهو المشروع الذي شاركت فيها العديد من الكيانات البحثية العلمية المتخصصة, أوضح بيومي أن المرحلة الأولي من المشروع شملت إجراء الدراسات الجيولوجية والهيدرولوجية, بينما تم التركيز في المرحلة الثانية علي دراسة أسباب المشكلة وطبيعة كل منطقة طبقا لتضاريسها. مشكلة التسريب وأشار بيومي إلي أن6 جهات جامعية وتنفيذية وعلمية شاركت في العمل, حيث تم أخذ جسات وعينات من مناطق متفرقة في طريق السادات ومناطق خور عواضة والسيل الجديد والريفي, لافتا إلي أن المرحلة المقبلة ستشمل وضع الحلول القابلة للتطبيق بمواصفات فنية ترتكز علي اتخاذ القرار والتحرك لإنهاء مشكلة التسريب من الأحواض السمكية, وكذا إعادة تشغيل04 بئرا جوفية بالشلال, بالإضافة إلي زيادة المخصصات المالية لإحلال شبكات مياه الشرب والصرف الصحي بالمدينة لمنع تسرب المياه مرة أخري.