لم يجد أدهم ابن إحدي قري مركز إدفو بأسوان القدوة والمثل الأعلي في قريته حتي يقتدي به وهو في مقتبل عقده الثالث من العمر, واختار بيديه طريق الشيطان ليسقط في قبضة رجال المباحث متلبسا بحيازة5 كيلو جرامات من نبات البانجو المخدر. و ظهرت موهبة أدهم في الشر منذ نعومة أظافره, حيث هجر مدرسته وانضم الي أصدقاء السوء ظل والد أدهم المكلوم علي فلذة كبده يعاود الكرة مرة تلو الأخري لعله يستطيع أن يسترده مجددا إلي أحضانه, إلا أن القرار لم يكن بيد صغيره الذي بلغ مرحلة المراهقة بل كان بيد أصدقاء الشر الذين وضعوه علي أول طريق الحرام وخدعوه بأنه سيكون ذات يوم ذا شأن كبير إذا ما استجاب لنصائحهم الشيطانية. وبمرور الزمن دارت عجلة السنين حتي وصل الشاب إلي عامه العشرين وهو لايزال مقيدا ضمن خانة العاطلين وسط المجتمع المثقف, وفي هذه السن بدأ يفكر في كيفية تحقيق أحلامه بامتلاك الأموال متخذا من تجار الصنف وأرباب السوابق مثلا أعلي, وبقدر ماكان يملك انطلق نحو تجارة المخدرات خاصة نبات البانجو ومع أول صفقة عقدها جري المال بين يديه وشعر أدهم بالقوة والعنفوان وأصر علي توسيع تجارته, وهو مافعله بالضبط ولكن دون أن يدري أن هناك عيونا لا تنام تراقبه عن بعد. وبعد أن وضع رجال مباحث مركز إدفو أدهم تحت مجهر رجال الشرطة السريين, توصلت التحريات إلي عزمه ترويج كمية من البانجو علي عملائه من المدمنين, وعلي الفور تم وضع كل المعلومات أمام اللواء إبراهيم مبارك مدير المباحث الجنائية بمديرية أمن أسوان, حيث أمر بسرعة ضبطه من خلال فريق تم تشكيله لمداهمة وكره الذي يختفي داخله. وفي التوقيت المحدد, وأثناء قيامه بتجهيز البانجو الذي تسلمه, فوجيء أدهم برجال المباحث يحيطون به من كل جانب, حيث سقط مذهولا وبحيازته بندقية خرطوش و5 كيلو من البانجو.