حسناء الشاشة كان هذا هو لقبها الأكثر تداولا بسبب ملامحها الأجنبية والرقيقة أو ملاك السينما الطاهر, مريم فخر الدين فهي لم تكن مجرد فنانة جميلة الملامح ولكنها كانت قريبة من قلب المشاهد لصدقها واختلافها عن باقي نجمات هذا الجيل رغم تميز كل منهن. تمر اليوم الذكري86 لميلاد مريم فخر الدين, التي لم تدخل الفن عن قصد, ولكن كان جمالها بوابة عبور للمجال الذي غير حياتها وهي الشابة الصغيرة التي تعيش بالفيوم لأب مصري يعمل مهندس ري وأم مجرية. لعبت المصادفة دورا رئيسيا في حياتها وتحديدا عندما بلغت السابعة عشرة من عمرها, حيث ذهبت يوم عيد ميلادها لالتقاط صورة لدي مصور فوتوغرافي اسمه واينبرج, فعرض عليها الاشتراك بصورتها في مسابقة فتاة الغلاف التي تنظمها مجلة إيماج الفرنسية, وفازت بالفعل مما دفع المخرج أحمد بدرخان للذهاب لها والتعاقد معها علي أول أفلامها ليلة غرام الذي كان انطلاقتها الأولي, ورغم هذه المصادفة إلا أنها تعد أكثر الفنانات الذين جسدوا دور البطولة بالسينما المصرية حيث تخطي عدد أعمالها200 عمل. اختلاف الثقافات التي كانت تعيش فيه جعل شخصيتها مختلفة عن نظيراتها فنشأت لأب مصري مسلم متدين وأم مجرية مسيحية متدينة, كما أنها درست في المدرسة الألمانية بباب اللوق وحصلت علي شهادة تعادل البكالوريا, وأجادت سبع لغات منها الإنجليزية والفرنسية والألمانية والمجرية, وبالرغم مما تمتلكه من جمال وتعليم إلا أن حياتها لم تخلو من الحظ السيئ, فقد تزوجت4 مرات. وأحبت مريم الفن إلي درجة كبيرة وعملت به في مراحل عمرية مختلفة وإلي جانب التمثيل أنتجت9 أفلام, وحصلت علي جوائز كثيرة, أولها الجائزة الأولي في التمثيل عن دورها في فيلم لا أنام, ونالت نحو500 شهادة تقدير وجدارة من جهات فنية عديدة, اشتهرت في السينما في فترة الخمسينيات والستينيات في أدوار الفتاة الرقيقة الجميلة المغلوبة علي أمرها ولكنها نجحت من حين لآخر أن تخرج من هذه الشخصية النمطية, ومع مطلع السبعينيات اختلفت بحكم السن أدوار مريم فخر الدين علي الشاشة وأصبحت تقوم بأدوار مختلفة تماما كدورها الشهير في فيلم الأضواء وفيلم بئر الحرمان الذي قدمت فيه دور الأم, وهو الدور الذي قدمته في أكثر من عمل بعد عودتها من لبنان.