فيديو نادر للسادات, شاهد كيف كان رد السادات, غضب وانفعال الرئيس السادات, خطاب الغضب والهجوم علي الإخوان, جرأة السادات في إسرائيل.. عناوين لمقاطع فيديو تحمل لنا جزءا كبيرا من رصيد الرئيس السادات, ذلك الكنز الذي احتفظت به ذاكرة التليفزيون ومن بعدها الإنترنت ليكون مادة دسمة للاطلاع, لكل جيل لم يحضر تلك اللحظات العصيبة والساعات المصيرية. أرشيف ضخم يضم خطابات تتعلق بأمور داخلية وأخري عالمية, منها ما استهدف توصيل رسائل, ومنها ما حمل تهديدات واضحة لكل من يمس أمن مصر أو شعبها, وحوارات استهدفت إبراز الجانب الأكبر من حياة الرئيس إلي جانب الاستماع لتحليلاته وآرائه حول الكثير من القضايا بالإضافة إلي حكاياته ورواياته كونه شاهدا علي عصر ما قبل يوليو1952, وكذلك كواليس مسجلة لبعض اللقاءات له داخل مصر وخارجها. لا نملك أن نستعرض الكثير منها ولكن اختارت الأهرام المسائي رصد أهم وأكثر أحاديث السادات تأثيرا في وقتها وفي أوقات جاءت بعدها. مع همت مصطفي حوار أجراه مع الإعلامية همت مصطفي عام1980 احتفالا بعيد ميلاده تطرق فيه إلي الكثير من القضايا والأحداث التي لم تقتصر علي عهده فقط بل تناول الحديث بعض الحقائق التي أصر علي توضيحها بخصوص الوضع قبل ثورة23 يوليو1952 حيث عاد بالزمان إلي عصر محمد علي باشا مارا بكل من تولي مسئولية الحكم من بعده. بدأ حديثه بالتطرق إلي مناسبة ميلاده قائلا عيد ميلادي بيكون فرصة أن أعود للخلف قليلا عشان الإنسان بيستخلص حاجات كتير جدا بهذا الرجوع, وكل إنسان لابد أن تكون له لحظة أن يعود إلي الخلف. كما تطرق في حديثه إلي الكثير من القضايا التي شغلته طوال فترة قيادته خاصة بعد حديث همت عن مرور10 سنوات تحت قيادته حيث كان جوابه كانت السنوات العشر الماضية تصحيحا لأكثر من100 سنة مضت متناولا بعض الأحداث التي وقعت في عهد الخديوي إسماعيل ثم توفيق مشيرا إلي أصعب الكوارث التي تركوها للمصريين الديون والإنجليز. لم تختلف طريقة السادات كثيرا فحديثه في حوار تليفزيوني لم يتغير كثيرا عن خطاباته المعهودة إلا في بعض المداخلات التي قاطعته من خلالها الإعلامية همت مصطفي إلي جانب الظهور غير الرسمي بالعباءة الشهيرة وتدخين البايب الأشهر, فقد كان حريصا علي الاسترسال في الإجابة علي كل سؤال ليعود مرة أخري إلي أصل السؤال مؤكدا لها أن ذكر الخلفيات التاريخية مهم لإجابة شافية علي السؤال, الأمر الذي جعل انفعاله أمرا تلقائيا وطبيعيا عند ذكر بعض التفاصيل مستخدما نبرة حادة اشتهر بها السادات. كما تضمن حديثه ما فعله مع إسرائيل قائلا كان لا يجرؤ رئيس عربي أن يذكر كلمة السلام مع إسرائيل أبدا أبدا, أنا بتحدي أن يكون هناك أحد كان علي استعداد لإبرام اتفاق سلام مع إسرائيل, وأنا قلت كده وبالشروط الآتية. خطاب الثقة والتحدي ومن حوار تليفزيوني إلي خطاب رسمي أمام مجلس الشعب في وقت غاية في الدقة والصعوبة, فهو وقت حرب, يقف السادات بعد العبور وتحقيق نصر أكتوبر ليلقي خطابا يوم16 أكتوبر1973 لمدة57 دقيقة ونصف الدقيقة, ذلك الخطاب الذي اكتسب أهميته من اللحظة الفارقة التي يتحدث فيها رئيس البلاد إلي شعبه وأمام نوابه حيث بدأ كلماته كان بودي أن أجيء إليكم قبل الآن/ ألتقي بكم وبجماهير شعبنا وأمتنا, ولكن شاغلي كان كما تعلمون وكما تريدون وأثق أنكم تقدرون وتعذرون ومهما يكن فقد كنت أحس بكم وبشعبنا وبأمتنا معي في كل قرار, كنتم جميعا معي فيما أخذته علي مسئوليتي تعبيرا عن إرادة أمة وتعبيرا عن مصير شعب. وبقدر أهمية الخطاب كان من الصعب استقطاع أجزاء منه لذلك سنضطر للتركيز علي نقاط محددة كما قام هو نفسه بتقسيمها ما بين الحرب والسلام, فما يخص الحرب قال عنه لست أظنكم تتوقعون مني أن أقف أمامكم لكي نتفاخر معا ونتباهي بما حققناه في أحد عشر يوما من أهم وأخطر بل أعظم وأمجد أيام التاريخ وربما جاء يوم نجلس فيه معا لا لكي نتفاخر ونتباهي ولكن لكي نتذكر وندرس ونعلم أولادنا وأحفادنا جيلا بعد جيل قصة الكفاح ومشاقه, مرارة الهزيمة وآلامها, وحلاوة النصر وآماله, كانت هذه أول دروس السادات عن الحرب هو نسيان الانتصار من أجل التفرغ لكثير من المشاغل والمهام التي تستحق أن نكرس لها كل وقتنا وجهدنا خاصة عندما تطرق إلي الحديث عن النكسة التي وصفها بالاستثناء في تاريخنا مؤكدا أنه كان علينا إثبات ذلك للعالم كله أن ما حدث في1967 ليس القاعدة. في ست ساعات تحدث عن المصاعب التي واجهتها البلاد قبل الحرب سواء في الخدمات أو التمويل أو الإنتاج وكذلك في العمل السياسي مشيرا إلي أنه كان في موقف لم يسمح بشرحها علي حد قوله, ولم ينس التطرق لجهود القوات المسلحة التي قال إنه يعرف جوهرها وخرج من صفوفها وعاش تقاليدها وتشرف بالخدمة في صفوفها, ودافع عنها قائلا: لم يكن يغامرني شك في أن هذه القوات المسلحة كانت من ضحايا نكسة67 ولم تكن أبدا من أسبابها مؤكدا أنه كان في استطاعة هذه القوات سنة67 أن تحارب بالبسالة والصلابة نفسها التي تحارب بها اليوم, مشيرا إلي أن هذه القوات لم تعط الفرصة لتحارب دفاعا عن الوطن وعن شرفه وعن ترابه, لم يهزمها عدوها ولكن أرهقتها الظروف التي لم تعطها الفرصة لتقاتل. واستكمل دفاعه عن القوات المسلحة قائلا: إن هذه القوات أخذت في يدها بعد صدور الأمر لها زمام المبادرة وحققت مفاجأة للعدو وأفقدته توازنه بحركتها السريعة ولست أتجاوز إذا قلت إن التاريخ العسكري سوف يتوقف طويلا; بالفحص, والدرس, أمام عملية يوم السادس من أكتوبر سنة73 حين تمكنت القوات المسلحة المصرية من اقتحام مانع قناة السويس الصعب واجتياح خط بارليف المنيع وإقامة رءوس جسور لها علي الضفة الشرقية من القناة بعد أن أفقدت العدو توازنه كما قلت في ست ساعات, مشيرا إلي فقدان العدو المتغطرس توازنه واستعادة الأمة الجريحة لشرفها وتغيير الخريطة السياسية للشرق الأوسط. لينتقل حديثه من الحرب إلي السلام, مؤكدا أننا حاربنا من أجل السلام الوحيد الذي يستحق وصف السلام وهو السلام القائم علي العدل, مشيرا إلي أن العدو يتحدث أحيانا عن السلام ولكن شتان ما بين سلام العدوان وسلام العدل, ثم عاد ليؤكد إننا لم نحارب لكي نعتدي علي أرض غيرنا وإنما حاربنا ونحارب وسوف نواصل الحرب لاستعادة أراضينا المحتلة بعد سنة67 وإيجاد السبيل لاستعادة واحترام الحقوق المشروعة لشعب فلسطين. تصنيف الأصدقاء والأعداء ولم يغفل موقف الولاياتالمتحدة, مؤكدا أنها اختلفت معنا لأنها تحدثت عن الوضع بأنها فوجئت به ليعلق السادات قائلا لقد فوجئت كما تدعي بأننا حاولنا رد العدوان, ولسنا نفهم كيف ولماذا فوجئت!, كما أنها لم تكتف كما تقول بأنها فوجئت ولكنها أفاقت من المفاجأة دون أن تعود إلي الصواب, ثم عاد ليهاجمها قائلا: لم يكف الولاياتالمتحدة أن سلاحها هو الذي مكن إسرائيل من تعطيل كل محاولات الحل السلمي لأزمة الشرق الأوسط, فإذا هي الآن تتورط فيما هو أفدح, وفيما هو أخطر في عواقبه مشيرا إلي الجسر البحري والجوي الذي تتدفق منه علي إسرائيل دبابات وطائرات ومدافع جديدة, وتوجه برسائل محددة إلي الرئيس الأمريكي موضحا أسباب الحرب مؤكدا أن مطلبنا معروف وأننا علي استعداد لقبول وقف إطلاق النار علي أساس انسحاب القوات الإسرائيلية من كل الأراضي المحتلة فورا وتحت إشراف دولي إلي خطوط ما قبل5 يونيو1967 إلي جانب عدة نقاط أخري تضمن تحقيق كل مطالب الجانب المصري والعربي معا ولكن دون وعود مبهمة أو عبارات مطاطة تقبل كل تفسير علي حد وصفه. وأنهي السادات خطابه التاريخي بتذكير الشعب بشجاعة الرجال المحاربين, مشيرا إلي أنها ساعات تدور فيها معارك أكبر مما دار بالأسلحة التقليدية حتي في حروب العمالقة, ساعات تتقرر فيها مصائر, وتتحدد فيها علاقات سوف تفرض نفسها علي المستقبل, ساعات يتقدم فيها أبطال, ساعات يسقط بل يرتفع فيها شهداء, ساعات حافلة بمشاعر متباينة تمتزج فيها صيحة الفرح بمشاعر عميقة أخري ذلك أننا كنا وما زلنا نريد الحق ولا نريد الحرب لكننا كنا ولا نزال نريد الحق حتي إذا فرضت علينا الحرب, ساعات نعرف فيها أنفسنا ونعرف فيها الأصدقاء ونعرف فيها الأعداء, مؤكدا أننا كنا نعرف عدونا دائما, ولسنا نريد أن نزيد في أعدائنا بل لنوجه الكلمة بعد الكلمة والتنبيه بعد التنبيه والتحذير بعد التحذير لكي نعطي للجميع فرصة يراجعون, ولعلهم يتراجعون لأن الأمة العربية كلها لن تنسي مواقف هذه الساعات. يوم العاصفة في التاسع من نوفمبر1977 أعلن السادات عن مفاجأة مدوية كانت بمثابة صدمة للجميع داخل البلاد وخارجها حتي إن البعض ظن لحظة حديثه أنها مجرد زلة لسان أو تعبير مجازي غير قابل للتنفيذ أو حتي تهديد مقصود فقد أعلن أمام نواب مجلس الشعب أنه علي استعداد إلي الذهاب إلي الكنيست في عبارة لم ولن ينساها أحد حتي بالنبرة وطريقة الحديث التي ألقاها بها عندما قال إنني علي استعداد أن أذهب إلي آخر الأرض إذا كان ذلك سيمنع إراقة دم جندي واحد من أبنائي, وسوف تندهش إسرائيل حين تسمعني أقول إنني مستعد أن أذهب إليهم في بيتهم إلي الكنيست ذاته كي أناقشهم, ولم يمر وقت طويل حتي نفذ السادات حديثه وذهب إلي القدس رغم معارضة الكثير في الداخل والخارج لقيامه بتلك الخطوة. في حضرة العدو ومواجهته لم يكن مجرد تهديد كما توقع البعض وذهب إلي إسرائيل, إلي الكنيست ذاته كما قال, بدأ حديثه بالسلام قائلا السلام عليكم والسلام لنا جميعا بإذن الله مؤكدا أنه جاء إليهم علي قدمين ثابتتين لبناء حياة جديدة وإقامة السلام مشيرا إلي كل من فوجئ بحديثه أمام مجلس الشعب عن استعداده للذهاب إلي إسرائيل قائلا ألتمس العذر لكل من استقبل قراري عندما أعلنته للعالم كله أمام مجلس الشعب المصري بالدهشة بل الذهول بل إن البعض قد صورت له المفاجأة العنيفة أن قراري ليس أكثر من مناورة كلامية للاستهلاك أمام الرأي العام العالمي بل وصفه بعض آخر بأنه تكتيك سياسي لكي أخفي به نواياي في شن حرب جديدة. واستمر في كشف كواليس توابع ما بعد العاصفة قائلا: لا أخفي عليكم أن أحد مساعدي في مكتب رئيس الجمهورية اتصل بي في ساعة متأخرة من الليل بعد عودتي إلي بيتي من مجلس الشعب ليسألني, في قلق: وماذا تفعل يا سيادة الرئيس لو وجهت إليك إسرائيل الدعوة فعلا؟ فأجبته بكل هدوء: سأقبلها علي الفور مؤكدا أنه يلتمس العذر حتي لمن تشكك في سلامة النوايا وراء إعلان القرار لأنه لم يكن أحد يتصور أن رئيس أكبر دولة عربية تتحمل العبء الأكبر في قضية الحرب والسلام في منطقة الشرق الأوسط يمكن أن يعرض قراره بالاستعداد للذهاب إلي أرض الخصم ونحن لا نزال في حالة حرب. ويوضح للجميع أن هذا القرار ليس وليد اللحظة بل نتاج تفكير طويل رغم معرفته بأنها مخاطرة كبيرة علي حد وصفه, لذلك كان عليه تحمل المسئولية التاريخية لتجنب الوصول إلي حرب مدمرة تقضي علي الجميع, ولأن اختيار السادات لكلماته جاء بعناية شديدة لدقة الموقف مؤكدا أنه منذ أعلن استعداده لقبول السلام لم يكن في وضع من يستجدي السلام أو يطلب وقف إطلاق النار ولكنه فقط الواجب التاريخي والقيادي لإيجاد طريق نحو سلام دائم عادل. ليشير بعدها إلي مصادفة قدرية حيث شاءت المقادير أن تتزامن رحلته, رحلة السلام كما وصفها مع يوم العيد الإسلامي الأكبر عيد الأضحي, مؤكدا أن تلك المصادفة تحمل معني جديدا في النفوس لعله يصبح أملا في الأمن والأمان والسلام. ولكن عاد ليخاطب مسئولي إسرائيل بنبرة واثقة واضحة قائلا: دعونا نتصارح ونحن نجيب علي سؤال كيف يمكن أن نحقق السلام الدائم العادل؟ ليستطرد الإجابة لقد جئت إليكم أحمل جوابي الواضح الصريح عن هذا السؤال الكبير, لكي يسمعه الشعب في إسرائيل, ولكي يسمعه العالم أجمع, إنني لم أجئ إليكم لكي أعقد اتفاقا منفردا بين مصر وإسرائيل, ليس هذا واردا في سياسة مصر, فليست المشكلة هي مصر وإسرائيل, وأي سلام منفرد بين مصر وإسرائيل أو بين أي دولة من دول المواجهة وإسرائيل فإنه لن يقيم السلام الدائم العادل في المنطقة كلها بل أكثر من ذلك فإنه حتي لو تحقق السلام بين دول المواجهة كلها وإسرائيل بغير حل عادل للمشكلة الفلسطينية فإن ذلك لن يحقق أبدا السلام الدائم العادل الذي يلح العالم كله اليوم عليه, وأفسح مجالا كبيرا للحديث عن القضية الفلسطينية والدفاع عنها والحديث عن كيفية ضمان حقوقها بحل جذري. أرضنا لا تقبل المساومة ليطرح بعدها مجموعة من التساؤلات الصريحة ويجيب عنها بصورة أكثر صراحة ووضوحا قائلا لقد كنا نرفضكم وكانت لنا أسبابنا ودعوانا, نعم, لقد كنا نرفض الاجتماع بكم في أي مكان, نعم, لقد كنا نصفكم بإسرائيل المزعومة, نعم, لقد كانت تجمعنا المؤتمرات أو المنظمات الدولية وكان ممثلونا ولا يزالون لا يتبادلون التحية والسلام, نعم, حدث هذا, ولا يزال يحدث, لقد كنا نشترط لأي مباحثات وسيطا يلتقي كل طرف علي انفراد, نعم, هكذا تمت مباحثات فض الاشتباك الأول وهكذا أيضا تمت مباحثات فض الاشتباك الثاني كما أن ممثلينا التقوا في مؤتمر جنيف الأول دون تبادل كلمة مباشرة, نعم هذا حدث. لينتهي من كل التساؤلات بعبارة واحدة لكنني أقول لكم اليوم وأعلن للعالم كله, إننا نقبل بالعيش معكم في سلام دائم وعادل ولا نريد أن نحيطكم أو أن تحيطونا بالصواريخ المستعدة للتدمير أو بقذائف الأحقاد والكراهية, مشيرا إلي أن هناك حاجزا نفسيا معقدا بيننا وبينهم, حاجزا من الشكوك والنفور وخشية الخداع والتفسير الخاطئ لكل حدث أو حديث متسائلا: لماذا لا نمد أيادينا, بصدق وإيمان وإخلاص لكي نحطم هذا الحاجز معا؟. ويعود ليكشر عن أنيابه ويملي شروطه قائلا ولكي نتكلم بوضوح فإن أرضنا لا تقبل المساومة, وليست عرضة للجدل, والحق أقول لكم أيضا إن أمامنا اليوم الفرصة السانحة للسلام وهي فرصة لا يمكن أن يجود بمثلها الزمان إذا كنا جادين حقا في النضال من أجل السلام, وهي فرصة لو أضعناها فلسوف تحل بالمتآمر عليها لعنة الإنسانية ولعنة التاريخ. قال إن إسرائيل ستحصل علي الضمانات اللازمة التي ترضيها من أجل العيش بسلام وسط جيرانها ولكن في المقابل سنأخذ نفس الضمانات, واستطرد حديثه قائلا هناك حقائق لا بد من مواجهتها بكل شجاعة ووضوح, هناك أرض عربية احتلتها ولا تزال تحتلها إسرائيل بالقوة المسلحة ونحن نصر علي تحقيق الانسحاب الكامل منها بما فيها القدس العربية, ولا معني لأي حديث عن السلام الدائم العادل ولا معني لأي خطوة لضمان حياتنا معا في هذه المنطقة من العالم في أمن وأمان وأنتم تحتلون أرضا عربية بالقوة المسلحة فليس هناك سلام يستقيم أو يبني مع احتلال أرض الغير. ورغم تأكيده علي أنه لن يخوض في الماضي إلا أنه لم ينس الإشارة إلي وعد بلفور, مؤكدا أنه إذا كانت إسرائيل وجدت المبرر القانوني والأخلاقي لنفسها لإقامة وطن قومي علي أرض لم تكن كلها ملكا لها فأولي بهم أن يتفهموا إصرار شعب فلسطين علي إقامة دولته من جديد في وطنه. رسالة سلام وبعد سلسلة من الضمانات والشروط المعروضة طلب السماح له بتوجيه حديثه لشعب إسرائيل فقال إنني أحمل إليكم من شعب مصر الذي يبارك هذه الرسالة المقدسة من أجل السلام أحمل إليكم رسالة السلام, رسالة شعب مصر, الذي لا يعرف التعصب, والذي يعيش أبناؤه, من مسلمين ومسيحيين ويهود, بروح المودة والحب والتسامح واستطرد قائلا يا كل رجل وامرأة وطفل في إسرائيل: شجعوا قيادتكم علي نضال السلام, ولتتجه الجهود إلي بناء صرح شامخ للسلام بدلا من بناء القلاع والمخابئ المحصنة بصواريخ الدمار, بشروا أبناءكم, إن ما مضي هو آخر الحروب ونهاية الآلام وإن ما هو قادم هو البداية الجديدة للحياة الجديدة حياة الحب والخير والحرية والسلام لينهي خطابه التاريخي الذي يحتاج المزيد والمزيد من التحليل والدراسة قائلا: اخترت أن أقدم لكم وفي بيتكم الحقائق المجردة عن الأغراض والأهواء لا لكي أناور, ولا لكي أكسب جولة, ولكن لكي نكسب معا أخطر الجولات والمعارك في التاريخ المعاصر, معركة السلام العادل والدائم, مؤكدا أنها ليست معركته ولا معركة القيادات في إسرائيل ولكنها معركة كل مواطن من حقه أن يعيش في سلام, مختتما حديثه أنه لم يفكر في القيام بهذه المبادرة من منطلق ما يمكن تحقيقه أثناء الزيارة ولكنه جاء من أجل رسالة قائلا ألا هل بلغت ؟ اللهم فاشهد. مائير العجوز وقبل الابتعاد عن دائرة إسرائيل وتمكن السادات من ترويض قياداتها هناك مقطع فيديو يتم تداوله بصورة لافتة به يجمع بين السادات وأحد القيادات الإسرائيلية وإلي جواره تجلس جولدا مائير, وقد بدا السادات واثقا مبتسما يتحدث عن قضية السلام قبل أن تقاطعه مائير بابتسامة قائلة حتي عجوز مثلي, ليلتفت إليها ضاحكا فاهما مقصدها لتستكمل حديثها قائلة أعلم أنك دائما تصفني بالعجوز. الأرض وطن ولو كان صحراء كما ينتشر مقطع فيديو لصحفي أمريكي يسأله عن سيناء قائلا ألا يوجد حل بخصوص سيناء فهي مجرد صحراء فهل هناك حل يوفر لإسرائيل الأمان ويرد لكم كبريائكم؟, فرد عليه قائلا هذا المنطق ليس سليما فإذا كانت هذه مجرد رمال إذا كان الوطن رمالا وتربة أو حتي مستنقعا أو أيا كان فهو لا يزال وطنا, ولا أعرف إذا كان المواطن الأمريكي سيوافق علي قدوم أحد إلي صحراء في بلاده ليستولي عليها بالقوة ثم يبدأ بإملاء شروطه, هذا هو الوضع هنا. خطاب الغضب من أهم المقاطع التليفزيونية المسجلة للرئيس السادات هو خطاب5 سبتمبر1981 الذي أصدر فيه حزمة من القرارات والإجراءات التي تضمن الخروج من أزمة أحداث الفتنة التي وقعت حينها, خطاب استمر أكثر من ساعتين كان فيها حادا صارما مؤكدا أنه لا يخشي شيئا قائلا مفيش حاجة بتم في الخفاء. لحظة الغدر من أصعب اللحظات التي سجلتها الكاميرات هي موقف اغتيال الرئيس السادات أثناء عرض عسكري في ذكري نصر أكتوبر عام1981, هذا المقطع الذي رغم كثرة أعداد مشاهداته إلا أن الغلبة كانت وستبقي لخطابات التحدي والثقة والانتصار.