يتحاكي أبناء أسيوط عن موهبتين, بذلا الجهد والعرق, وتحملا الكد والتعب حتي أصبحا موضع فخر الشارع الأسيوطي.. الشابان عانيا كثيرا, خاصة باسم الذي كابد مشاق الغربة وضريبة العمل خارج البلاد, فقرر العودة إلي الوطن, والعيش بكرامة وسط أسرته بأسيوط, والتقي صديقه الأقرب.. وأخذا يخططان لإنشاء مشروع خاص بهما, وبناء المستقبل, واتسعت أحلامهما حتي وصلت إلي حد امتلاك مصنع.. ولكن تلك الأحلام اصطدمت بواقع المبالغ المالية المطلوبة لشراء المعدات وأدوات الإنتاج, والأكثر من ذلك أرض المصنع, ولم تمت أحلامهما بسبب نجاحهما في الوصول إلي جهاز تنمية المشروعات الصغيرة والمتوسطة, الذي حول أحلامهما إلي حقيقة بامتلاكهما لأول وأكبر مصنع في الصعيد لإنتاج اللوف المعدني سلك الألومونيا, وتوسع إنتاجهما لاستحداث خط لإنتاج المسامير. بهذه الكلمات بدأ باسم سمير ومحسن موريس حديثهما لالأهرام المسائي عن تفاصيل تجربتهما مع جهاز تنمية المشروعات الصغيرة والمتوسطة.. فعقب تخرجهما من معهد فني صنايع ومعهد فني صحي سافر الأول إلي الخارج, وبعد بضع سنوات عاد ليلتقي بصديق العمر وبدآ معا رحلة الكفاح, حتي تمكنا من إنشاء هذا الكيان الكبير في قلب الصعيد. يقول باسم سمير: إن أول أحلامنا بدأ يتحقق عندما أعلنت محافظة أسيوط عن توفير قطع أراض بالمنطقة الصناعية لإقامة مشروعات إنتاجية عليها, وبالفعل تقدمنا وحصلنا علي قطعة أرض لإنشاء مصنع خاص بصناعة اللوف المعدني والمسامير, علي مساحة10 آلاف متر, وتم بناء قطعة الأرض, وبعد أن أنفقنا ما معنا من أموال اصطدمنا بعائق المعدات, التي كانت تحتاج إلي مبالغ كبيرة, فتوجهنا إلي جهاز تنمية المشروعات بأسيوط, للحصول علي قرض لبدء المشروع, وبعد دراسة الجدوي للمشروع تمت الموافقة علي قرض قيمته300 ألف جنيه. وأضاف محسن موريس: ساعدنا جهاز تنمية المشروعات الصغيرة والمتوسطة في بداية عملنا سواء بالدعم المادي والمعنوي المتمثل في الاستفادة بخبراتهم, وكذلك فتح معارض لتسويق منتجاتنا, وهو ما أسهم في انتشارنا بين محافظات الصعيد, وتطلب ذلك التوسع في الإنتاج.. وحصلنا علي قرض من الجهاز بقيمة مليوني جنيه, وقمنا بشراء ماكينة ألماني لزيادة عدد خطوط الإنتاج ل4 خطوط إنتاج سلك المواعين, ولم تتوقف رحلتنا مع جهاز تنمية المشروعات عند هذا الحد, بل تقدمنا عام2014 بطلب قرض وحصلنا علي قرض بقيمة5 ملايين جنيه لشراء معدات جديدة لإنتاج المسامير, وقمنا بشراء20 ماكينة خاصة بصناعة المسامير. وطالب الشريكان في نهاية حديثهما الشباب بعدم الوقوف في صفوف العاطلين وانتظار فرصة عمل لن تأتي, بل عليهم إيجاد الفرص واستغلال توجه الدولة نحو دعم المشروعات الصغيرة ومتناهية الصغر وبدء أولي خطوات صناعة المستقبل لأنفسهم وللوطن الذي يعيشون فيه.