سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
القارة السمراء تتحدي الانغلاق.. وتفتح أبوابها للتحول الرقمي السيسي أمام منتدي إفريقيا أوروبا:
إفريقيا مؤهلة أكثر من غيرها للتعامل مع الأدوات التكنولوجية وتحقيق تطلعات شعوبها
قال الرئيس عبدالفتاح السيسي: إن القارة الإفريقية حققت علي مدار السنوات العشر الماضية معدلات نمو إيجابية مستدامة; غير أن هذا الأداء الاقتصادي الذي تمكن من الصمود رغم التقلبات الاقتصادية العالمية لم يحقق المستهدف منه بعد; لصعوبة الأوضاع الاقتصادية في العديد من بلدان القارة وشروط التجارة والاستثمار الدولي غير المواتية, وتحديات الأمن والاستقرار التي تحول دون ترجمة هذا النمو إلي تحسن ملموس في حياة الأفراد, فضلا عن تزايد مخاطر النزاعات المسلحة والأنشطة الإرهابية والإجرامية العابرة للحدود واستمرار التدخلات الخارجية التي تؤثر علي استقرار المجتمعات والدول. وأضاف الرئيس السيسي, في كلمته أمام منتدي إفريقيا أوروبا رفيع المستوي المنعقد بالعاصمة النمساوية فيينا أمس: إننا نسعي من خلال عملنا المشترك والتفاعل الإيجابي مع شركائنا من الدول والمؤسسات لتحقيق التنمية المستدامة التي من شأنها تبديد مخاوف أبنائنا وبناتنا من المستقبل وتحقيق تطلعاتهم في الحياة الآمنة الكريمة. ونوه الرئيس السيسي, في كلمته أمام المنتدي الذي يعقد تحت شعار: التعاون في العصر الرقمي بأن القارة الإفريقية مؤهلة أكثر من غيرها للتعامل مع الأدوات المستحدثة في القرن الحادي والعشرين. معدلات نمو مستدامة رغم التقلبات قال السيسي: إن قارتنا الإفريقية حققت علي مدار السنوات العشر الماضية معدلات نمو إيجابية مستدامة, غير أن هذا الأداء الاقتصادي الذي تمكن من الصمود رغم التقلبات الاقتصادية العالمية, لم يحقق المستهدف منه بعد, نظرا لصعوبة الأوضاع الاقتصادية في العديد من بلدان القارة وشروط التجارة والاستثمار الدولي غير المواتية وتحديات الأمن والاستقرار, التي تحول دون ترجمة هذا النمو لتحسن ملموس في حياة الأفراد, فضلا عن تزايد مخاطر النزاعات المسلحة والأنشطة الإرهابية والإجرامية العابرة للحدود, واستمرار التدخلات الخارجية التي تؤثر علي استقرار المجتمعات والدول. وأضاف: في هذا الإطار نسعي من خلال عملنا المشترك والتفاعل الإيجابي مع شركائنا من الدول والمؤسسات لتحقيق التنمية المستدامة, التي من شأنها تبديد مخاوف أبنائنا وبناتنا من المستقبل وتحقيق تطلعاتهم في الحياة الآمنة الكريمة. التغلب علي دعاوي الانغلاق قال الرئيس: إن من أهم التحديات التي تواجه شعوبنا هي التغلب علي دعاوي الانغلاق والحمائية, ولعلكم تتفقون معي بأن موضوعات التحول الرقمي وتكنولوجيا المعلومات تمثل البوابة الذهبية لتحقيق هذا الهدف, كما أنها من أهم محفزات النمو الاقتصادي وأحد دعائم التنمية المستدامة, وركيزة أساسية لبناء اقتصاديات تنافسية ومتنوعة, وإقامة مجتمعات حديثة داعمة للمعرفة والابتكار, وجاذبة للاستثمارات من خلال توفير فرص عمل, استنادا إلي عوائد الابتكار والتجديد. وأكد الرئيس السيسي أن قارتنا الإفريقية مؤهلة أكثر من غيرها للتعامل مع الأدوات المستحدثة في القرن الحادي والعشرين, خاصة أن60% من سكان إفريقيا البالغ تعدادهم1.2 مليار نسمة هم دون سن ال25 عاما, ينضم منهم12 مليونا لسوق العمل سنويا, ما أدي إلي ارتفاع معدلات البطالة أو غياب الأمن الوظيفي في إفريقيا. خطة شاملة لنشر الوعي المجتمعي أشار الرئيس إلي أنه إيمانا من مصر بأهمية التحول الرقمي فقد مضت علي هذا الطريق بشكل ملموس, وعمدت إلي وضع خطة شاملة لنشر الوعي المجتمعي بأهمية التحول الرقمي, وتحقيق طفرات علي صعيد البنية التحتية الرقمية, وتوطين التكنولوجيا في مختلف المحافظات المصرية, وذلك من خلال عدة مشروعات, علي رأسها مشروعات منصة تقديم وتبادل الخدمات الحكومية, وتطوير الإدارة المحلية بالأحياء والمدن, ونظام تسجيل المواليد والوفيات, هذا إلي جانب تنفيذ عدد من المبادرات أهمها مبادرة المعامل الإلكترونية المتكاملة بالمناطق التكنولوجية, ومبادرة تصميم وتصنيع الإلكترونيات محليا, ورقمنة المحتوي الثقافي المصري, فضلا عن خطة طموحة للمدفوعات الرقمية لتحقيق قدر أعلي من الشمول المالي. وأوضح أنه تم إنشاء الأكاديمية الوطنية لتكنولوجيا المعلومات لذوي الاحتياجات الخاصة, لتمكين أبنائنا من ذوي الاحتياجات الخاصة من استخدام الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات, وإتاحة الفرصة لهم لمواكبة التطورات الحديثة والمشاركة فيها. مصر تعتز بانتمائها الإفريقي أكد الرئيس أننا في مصر نعتز كثيرا بانتمائنا الإفريقي الذي دون الارتكاز عليه لن تؤتي جهودنا العائد الأمثل علي الصعيدين المحلي والقاري, وعليه فقد سعت مصر ونجحت في استضافة معمل الأممالمتحدة الإفريقي لرعاية الإبداع التكنولوجي, الذي تم تجهيزه بأحدث الوسائل العلمية والتكنولوجية, لتعزيز قدرات الباحثين العاملين بالمجالات التكنولوجية من مختلف أنحاء القارة الإفريقية علي صياغة حلول تكنولوجية مبتكرة تساهم في مواجهة التحديات العالمية وتنفيذ أهداف الأممالمتحدة التنموية2030, والأجندة الإفريقية للتنمية.2063 وتابع الرئيس: كما قمنا بإطلاق مبادرة إفريقيا لإبداع الألعاب والتطبيقات الرقمية, بهدف تدريب10 آلاف شاب مصري وإفريقي كمطوري ألعاب وتطبيقات إلكترونية خلال الثلاث سنوات المقبلة, ودعم إنشاء100 شركة متخصصة في هذه المجالات في مصر والقارة الإفريقية. التكنولوجيا ضمن أولويات أجندة2063 أكد الرئيس السيسي أن مصر انتهت الشهر الماضي من استضافة النسخة الحادية والعشرين من معرض القاهرة الدولي للاتصالات وتكنولوجيا المعلومات أي سي تي, الذي يعد ملتقي لشركات القطاع العام والخاص, لعرض أبرز ما توصلت إليه علي صعيد الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات. وأضاف: تأتي موضوعات التكنولوجيا والتحول الرقمي ضمن الأولويات الرئيسية لأجندة2063, حيث تهدف الدول الإفريقية إلي ربط القارة من خلال مشروعات البنية التحتية عالية المستوي في مجالات تكنولوجيا المعلومات والاتصالات, ونسعي الآن إلي إقامة شبكة كوابل ألياف ضوئية متطورة لربط الدول الإفريقية ببعضها, وتطوير كفاءة نقل البيانات بين الدول الإفريقية والأوروبية, من خلال شبكة كوابل تمر بالأراضي والمياه الإقليمية المصرية, وتم في هذا الشأن تدشين مشروع الشبكة الإلكترونية الإفريقية في مجالات التعليم والعلاج عن بعد باعتباره أحد المشروعات الرائدة في القارة والمرتبطة بأجندة.2063 ولفت إلي أن القارة الإفريقية تعول علي شركائها في أوروبا والعالم للتعاون في مجالات تكنولوجيا المعلومات ونقل وتبادل الخبرات في هذا القطاع المهم, لتعظيم الاستفادة منه وإنشاء جيل جديد قادر علي قيادة برامج التحول الرقمي, وإدارة أنظمة العمل في البيئة الرقمية بتمكينهم من كافة مستحدثات التكنولوجيا علي اختلاف أطيافها كالذكاء الاصطناعي والأمن السيبراني وغيرها الكثير. تطلع لمزيد من الاستثمارات الأجنبية أكد الرئيس أن دولنا تتطلع للمزيد من الاستثمارات الأجنبية في مجال التحول الرقمي, وتيسير شروط الائتمان الإفريقية, سواء في الإطار الثنائي, أو من خلال محافظ مؤسسات التمويل الدولية والإقليمية, كما نتطلع إلي تبادل الخبرات والمعلومات مع الشركاء في مجالات تكنولوجيا المعلومات واستخدام نظم المعلومات وتفعيل الشراكة بين القطاعين العام والخاص لربط تكنولوجيا المعلومات والنقل والطاقة الجديدة والمتجددة, والعمل علي ربط الدول الإفريقية ببنية تحتية تؤمن جودة الاتصالات وسهولة نقل السلع والخدمات. وقال: إن تطبيقات العصر الرقمي قادرة علي المساهمة في إيجاد بعض الحلول العملية لقضية تؤرق البشرية بأسرها, وهي مخاطر تغير المناخ وزيادة الانبعاثات والاحتباس الحراري الذي يتولد عنه, وهنا نقدر أنه من خلال العمل المشترك علي توظيف التقنيات الرقمية يمكن تقديم حلول مبتكرة للتعامل مع هذه الظاهرة الخطيرة. واختتم الرئيس كلمته قائلا: أود مرة أخري تأكيد أهمية التعاون المشترك لمواجهة هذه التحديات, وضرورة المضي قدما في وضع أطر وآليات تنفيذ وتمويل واضحة لمستقبل العلاقات الإفريقية الأوروبية, ترتكز علي أسس الاحترام المتبادل والندية والمسؤولية المتبادلة التاريخية, بما يؤمن لأولادنا وبناتنا جميعا مستقبلا أفضل, وعالما تسوده الرفاهية والأمان والرخاء.